وجه الأمير وليام ضربة قاضية إلي إسرائيل التي علقت آمالا كبيرة بزيارته إلي القدس، وصرحت الخارجية البريطانية وفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن "القدسالشرقية ليست خاضعة للسيادة الإسرائيلية" حيث أعلن ولي عهد انجلترا أن زيارته إلي البلدة القديمة للمدينة التاريخية هي "جزء من زيارة السلطة الفلسطينية"، لينفي بذلك اعتبارها جزءاً من إسرائيل. جاء في بيان للأسرة المالكة حول الزيارة أنها ستتضمن »الأردن وإسرائيل ومناطق فلسطينية محتلة وهو ما يعني أن القصر الذي لم يجر حتي الآن أي زيارات رسمية إلي الكيان الصهيوني بسبب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، قد أعلن تأييده للسلطة الفلسطينية. في 25 يونيو، يصل الأمير ويليام إلي إسرائيل، بعد إنهاء زيارته في الأردن بينما كشفت الأشهر الأخيرة، نزاعات بدأت تظهر من خلف الكواليس حول الزيارة، وذلك بعد أن طالبت إسرائيل والسلطة الفلسطينية استضافة الأمير ويليام في البلدة القديمة بالقدس. زيارة الأمير تعد الأولي لأحد أفراد العائلة المالكة لرام الله وتل أبيب، إذ رفض أفراد العائلة المالكة علي مدار سنوات طويلة تلبية دعوات رسمية للزيارة بصورة متواصلة، لكنَّ أفرادا من العائلة وصلوا للزيارة بمناسبات خاصة مثل جنازات مسؤولين، مثل الأمير تشارلز الذي زار إسرائيل مرتين لحضور جنازتي إسحاق رابين وشيمون بيريز. وجاء في البيان الذي نشره القصر الملكي البريطاني »إن الزيارة الرسمية غير السياسية للأمير شبيهة بالزيارات الرسمية الأخري». كما جاء في البيان أن الأمير معني باستغلال الأهمية التي ستحظي بها هذه الزيارة »للاحتفال بالأمل المستقبلي». اعتبرت مصادر رسمية إسرائيلية أن مسار زيارة الأمير البريطاني وليام إلي القدس دليل علي أن بريطانيا تؤكد أن القدسالشرقية مدينة فلسطينية، إذ إن الأمير سيزور القدس علي مرحلتين منفصلتين، وفي يومين مختلفين، ليؤكد علي فلسطينيةالقدس، في حين يستمر الجدل الإسرائيلي حول تبعات إلغاء مباراة الأرجنتين في القدسالمحتلة. وأبرزت صحيفة »يديعوت أحرونوت» جولة الأمير وليام من فلسطين، وحسب ما هو مخطط، فإنه سيصل إلي البلاد يوم 20 الشهر الحالي، وسيبيت في القدس في فندق الملك داود (الشطر الغربي)، وهو الفندق الذي نزلت فيه القيادة البريطانية في عهد الانتداب وفجرته عناصر عصابة الإيتسل الصهيونية الإرهابية. وفي اليوم التالي، سيبدأ الأمير زيارته إلي متحف المحرقة اليهودية، حيث سيضع إكليلا من الزهور، وفي ختام الزيارة يسافر وليم لعقد لقاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منزله وبعد ذلك يلتقي الرئيس الإسرائيلي رؤوفين رفلين، وفي ختام الزيارة في القدسالغربية يسافر الأمير إلي يافا، حيث سيلتقي مندوبين من »مركز بيرس للسلام» ومنظمة »بوابة المساواة»، وحسب ما أعلن فإنه سيحضر مباراة كرة القدم التي يشارك فيها أطفال يهود وعرب. ومن تل أبيب سيسافر الأمير وليام إلي رام الله، ليلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، في مقره الرسمي، وبعد ذلك يشارك في مناسبات ثقافية وطعام فلسطيني.. وفي نفس اليوم يلقي الأمير خطابا في حفل يقيمه القنصل البريطاني في القدس، وفي اليوم التالي، ينطلق من رام الله، إلي القدسالشرقية، المحتلة منذ العام 1967. حيث سيزور جبل الزيتون، ويطّلع علي البلدة القديمة ويسمع شروحات عن تاريخ القدس.. وفي إطار الزيارة إلي السلطة الفلسطينية، سيزور قبر جدة جدته، الأميرة أليس، المدفونة في كنيسة مريم المجدلية، وأفاد قصر كنسنجتون بأنه في نفس اليوم سيزور الأمير مواقع أخري لم يكشف النقاب عن هويتها، ولكن يدور الحديث عن مواقع ترتبط بالأديان الثلاثة في البلدة القديمة، من بينها كنيسة القيامة. علي جانب آخر مازالت إسرائيل تشعر بالخيبة بسبب تبعات قرار الأرجنتين إلغاء مباراة منتخبها لكرة القدم مع المنتخب الإسرائيلي كونها ستجري في القدسالمحتلة. وكما يبدو أصبح في إسرائيل قرار خفي حتي الآن وهو عدم الإصرار علي إجراء مسابقة الأغنية الأوروبية »يوروفيجين» في القدسالمحتلة في العام المقبل. وحسب ما نشر في الصحف الإسرائيلية، فإن نتنياهو أجري بحثاً مع وزير المالية، ووزير الاتصالات، والمستشار القضائي للحكومة، وتقرر إسناد مهمة تنظيم المسابقة إلي سلطة البث الرسمية، وقد تم تغييب وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريجيف عن هذا البحث، ما فسرته الصحافة الإسرائيلية، بأنه استبعاد لها من دائرة القرار، لأنها هي من أصرت علي نقل المباراة مع الأرجنتين، من مدينة حيفا إلي القدس، وأرفقت قرارها بخطاب سياسي، وكأن المباراة تلك تأتي ضمن احتفالات إسرائيل بالذكري ال 70 لقيامها. ومن جانبها قالت الرئاسة الفلسطينية إن الأمير البريطاني سيزور فلسطين، تلبية لدعوة من الرئيس محمود عباس، فيما أوضح ناطق رئاسي أن الزيارة المهمة ستسهم في تعزيز روابط الصداقة بين الشعبين، مضيفا أن زيارة دوق كامبريدج، الذي يعد الثاني في وراثة العرش البريطاني بعد والده، تشكل فرصة للاطلاع علي أوضاع الشعب الفلسطيني، وتعزيز التعاون والشراكة بين البلدين والشعبين الصديقين. وقال القصر حسب بيان للقنصلية البريطانية العامة بالقدس، إن هذه الزيارة ستعزز العلاقات الثقافية والدبلوماسية بين الشعبين البريطاني والفلسطيني.