[email protected] اخترت جلستي يمين مؤخرة اللنش أرصد عرض بحيرة المنزلة والحياة علي سطحها وشاطئيها وما يدور أمام اللنش وعلي جانبيه ثم خلفه وهو ما لم يكن في حسباني. وصلت إلي ميناء الصيد في بورسعيد في طريقي إلي ميناء المطرية –دقهلية في السابعة والنصف صباحا فأول لنش يتحرك في السادسة فخمنت أن التالي في الثامنة. استغرب سائق التاكسي جهلي بموقع الميناء وفي عينيه قلق لم أفهمه إلا بعد حوالي الساعة من الإبحار وسط الأهالي بزخم أولادهم في صبيحة آخر أيام عيد الفطر وكان يوم الجمعة وما صحبه في نهاية الرحلة التي استغرقت ساعتين ونصفا من قلق اللحاق بصلاة الجمعة. الميناء هو النهاية الطبيعية للبحيرة بشاطئ طيني بقربه عدد من قوارب الصيد تعمل بالمجداف أو المدراة (عصا طويلة من الغاب). في اليمين رصيف أسمنتي بعرض نصف متر لم يكتمل ردم أرضه عليه لنش وحيد للركاب وقد ملأه أولادهم ضجيجا وحركة واثقة تتجاوز الخطرمن الصعود والنزول إلي الأرض وأعلي قمته بسلم معدني حاد قابل لانزلاق عديم الخبرة . أثار سؤالي قلق عيون الرجال والنساء ولم يحسموا لي موعد الإبحار ما بين الثامنة والتاسعة فالأمر لا يفرق فبعضهم جاء من السادسة والنصف ومستعدون لأي موعد فقد اعتادوا من حرفتهم الصبر وعائدون من يوم عيد في بورسعيد بالأمس في رحلةلهو لأطفالهم. فاستهواني منظر مراكب الصيد بأشرعتها في لوحة طبيعة قررت تصويرها بالموبايل وتنبهت لمن راح يبيع المياه في حارة السقايين يصورني بتصوير غرفة مهجورة في خلفيتي وأنا أرتدي نظارة شمسية بتساؤل عن هويتي في ظروف الانفلات الأمني الحالي وحكايات البلطجة والتهريب في البحيرة وخمنت أنهم وضعوني في خانتي الأمن أو التهريب . فكم قمنا في عملنا الصحفي بسرقة صورة بلغة المهنة فوجهت وجهي للكاميرا وضحكت علشان الصورة تطلع حلوة .