[email protected] كان يوما عصيبا مرهقا بدأ من الفجر وقد انهيت بالكاد تركيب دينامو جديد للسيارة واتضح أنه مصري مضروب رغم سعره المرتفع مع التمني ألا يفسد سريعا وأن اشتري غيره في أقرب فرصة وبعد بوابة الإسماعيلية توقفت السيارة تماما ولم يستجب احد من المسرعين لمساعدتي ولا تليفوناتي لحل موقفي وأسرتي لكني وجدت شابا يعود بسيارته للمساعدة لأنه لا يصح في هذه الظروف بقاء أسرة علي الطريق وينقلنا لمحطة بنزين قريبة وغادرنا لارتباطه بعمل لكنه حدد أن أصل حتي الإسماعيلية وهناك سأرسل لك من يحل أي مشكلة وتبادلنا التليفونات ليتابعني حتي منتصف الليل وبعد ساعتين من شحن البطارية وتغيير الزيت توقفنا من جديد وجاءني الميكانيكي بالموتوسيكل وقد اقنع أحد سائقي النقل أن يقطرنا وعانيت من الرعب لمدة ساعة لنسير 20كم وتوقف أمام إحدي القري لأنه بها كهربائي شاطر والذي ترك زبائنه ليعبر الطريق السريع بأدواته ليحل مشكلة أسرة علي الطريق وقد قاربنا علي العصر والجو ملتهب الحرارة وتنبهت إلي سائق النقل الذي ينتظرليطمئن لأشكره واعطيه مقابل مجهوده ولا أنسي نظرة لوم عينيه ليقول أنتم بورسعيدية وخد أي مبلغ تريده ونلتقي هناك وشكرته وكنا في ظلال أحد المساجد وتوقف بجوارنا تاكسي القاهرة معه تجار فواكه دخلوا للصلاة وجاءني أحدهم يسأل وعرض بجدية المساعدة بأي مبلغ في أزمة الطريق وأنهي الصنايعي الشاب الإصلاح وابتسم أمام كلماتي لأسرتي بأنني اشتريت الدينامو فقال إن صنايعية مصر يشتغلونكم وكان لابد أن يكون أمينا ويوضح لك أن الدينامو مضروب ويجب ألا تسافر به وأن تركب آخر استيراد مستعمل لأنه هو المضمون حاليا في قطع الغيار ورفض تناول مشروبنا لأنه ذلك واجب عليه واكتشفت فور تحرك السيارة أن ابنتي تعاني من صداع شديد فتوقفت عند صيدلية مجاورة لتسرع الصيدلانية الشابة لاحضار كوب بلاستيك وماء بارد لتذيبه لأنكم علي الطريق واخذت أسرع قبل الغروب لأصل غير قادر إلا علي النوم لساعات كالقتيل لأواجه اندهاش أحدهم وأنا أروي ما حدث (هوه لسا فيه ناس طيبة ومحترمة كده في مصر) وأخذت اراجع مكالمات كل من قابلونا علي الطريق ليطمئنوا علينا فأخذت أشكرهم فوجدتني بشكل عفوي الخصه. يبدو أن هذا اليوم كان يوم الناس الطيبين.