خدعوك فقالوا إن المنتخب الوطني وصل أو اقترب إلي المحطة النهائية لتصفيات كأس العالم، وأن المشوار سهل للغاية بعد الحصول علي 6 نقاط في أول مباراتين للمنتخب أمام الكونغووغانا، ويحاول الجهاز الفني للمنتخب فرض حالة من التفاؤل بين اللاعبين وفي الأوساط الجماهيرية.. وتم الإفراط في هذه الحالة التي جعلت مسئولي الجبلاية يغضون الطرف عن جملة أخطاء تهدد مسيرة الفريق الوطني قبل مباراتي أوغندا القادمتين اللتين سوف تقامان في أسبوع واحد فقط خلال الفترة من 31 أغسطس حيث لقاء الذهاب وحتي 5 سبتمبر حيث لقاء العودة المرتقب ببرج العرب. وكان الجهاز الفني قد عدل من طريقة تفكيره في اختيار اللاعبين خاصة بعد السقوط الخطير أمام تونس في تصفيات الأمم الأفريقية بعد لقاء كان الفراعنة فيه خارج نطاق الخدمة مما دعا إلي إطلاق ناقوس الخطر من الآن نظرا للإصابات العديدة التي ألمت باللاعبين في أطول موسم كروي تشهده مصر الآن وبعد أن تشابكت كل المواعيد بين البطولات المختلفة.. وبعد أن تم حشر البطولة العربية للأندية دون سابق إنذار ما سيضاعف من حجم الإرهاق والتعب الذي "ضرب" كل النجوم وجعلهم يتساقطون في مباريات عديدة كان أولها مع المنتخب الوطني أمام تونس ثم حالة "الهذيان" التي أصابت الأهلي والزمالك في الجولتين الرابعة والخامسة في دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا للأندية مما جعل مصير كل منهما يتحدد مع الجولة الأخيرة للتصفيات.. واستمرار الأهلي في بطولة الأندية الأفريقية يعني المزيد من التعب والإرهاق حيث لقاءي دور الربع النهائي بالنسبة للذهاب خلال الفترة من 8-10 سبتمبر والعودة 15-17 سبتمبر أي في ذات الأسبوع وإذا وصل الأهلي إلي دور نصف النهائي فعليه اللعب في الذهاب من 29 سبتمبر إلي أول أكتوبر والعودة خلال الفترة من 13-15 أكتوبر القادم وإذا تخطي هذا الدور فعليه المزيد من الاجتهاد والاستمرار والتعب والإرهاق والتعرض للإصابات حيث اللقاء النهائي في الذهاب 27-29 أكتوبر والعودة 3-5 نوفمبر 2017 ليسدل الستار علي الموسم الأفريقي.. ونفس الأمر يكون للزمالك في حالة تخطيه دور المجموعات. أما بالنسبة للبطولة العربية التي تم دسها وحشرها مع شرط اللعب بالصفوف الأساسية فسوف تقام خلال الفترة من 21 يوليو حتي 5 أغسطس مع الوضع في الاعتبار أن كل الدوريات العربية انتهت والفرق المشاركة سوف تدخل مراحل إعداد وتجهيز علي أعلي مستوي للظهور والمنافسة في البطولة العربية بطريقة جيدة. كل هذه المواعيد المتشابكة وعلي الفريق الوطني أن يمنح النجوم الدوليين فترة من الراحة لا تقل عن 15 يوما للفصل بين المواسم الكروية وهو مالم يحدث ولن يحدث علي الإطلاق وذلك قبل لقاءي أوغندا الفاصلين والحاسمين في المشوار الطويل والشاق والهام للوصول إلي مونديال روسيا 2018 وبالرغم من زيادة الأحمال التدريبية الشاقة والمباريات المتتالية التي أدت إلي سقوط اللاعبين مثل عبدالله السعيد نجم الأهلي وخروج طارق حامد لاعب وسط الزمالك عن شعوره في اللقاءات الأفريقية مما دعا إلي طرده وحرمان الزمالك من جهوده فإن ضغط المباريات هو السبب الرئيسي وراء ذلك وكذا هبوط مستوي شريف إكرامي دون ظهوره بالشكل الأمثل وكذا علي جبر مدافع الزمالك والذي ظهر بمستوي أكثر من سيئ في اللقاءات الأفريقية للزمالك الأخيرة وكذا أحمد فتحي وغيرهم من اللاعبين الذين تأثروا بطول الموسم الكروي ما يمثل خطورة داهمة علي مستقبل الفريق في التصفيات المؤهلة لكأس العالم أمام أوغندا ومابعدها أمام الكونغو ثم غانا خارج مصر. والغريب أن اللاعبين في "ضغط" مستمر من تكرار وكثرة المباريات الهامة والحساسة للغاية والمدير الفني هيكتور كوبر في إجازة مفتوحة منذ الانتهاء من مباراة تونس التي انهزم فيها المنتخب ولم يسأله أحد عن موعد عودته من أسبانيا وغيرها حيث يقضي إجازته السعيدة غير عابئ بمتابعة أو مراقبة اللاعبين مكتفيا بتكليف بعض مساعديه بإطلاق التصريحات من فترة لأخري من أجل الاستهلاك المحلي فقط بضم لاعب أو أكثر أو استبعاد بعض الوجوه التي حصلت علي فرصتها ولم تفعل أي شيء آخر منذ انضمامها إلي المنتخب. ونريد أن نعلم ولو بحسبة بسيطة كم يوما في الشهر يقوم فيه كوبر بأداء عمله مع المنتخب وكيف يسافر ويغيب كل هذه الفترة الطويلة ويري ويشاهد نجومه الأساسيين يتساقطون من مباراة لأخري دون أن يكون له أي رد فعل علي أي شيء من قريب أو بعيد وكأن الأمر لا يعنيه. والأمر الأكثر استغرابا وتعجبا الآن أن المدير الفني للمنتخب الوطني لم يقدم تقريره الرسمي لاتحاد الكرة عن هزيمة المنتخب أمام تونس ولم يلتق برئيس الاتحاد من أجل توضيح بعض الرؤي من الجانبين وكلاهما اكتفي بسياسة التأجيل والترحيل لمناقشة شئون المنتخب وأسباب هزيمته أمام تونس!! اتحاد كرة القدم عليه تنظيم بطولة دوري قوية وبمواعيد ثابتة ومحددة مسبقا مثلما يحدث في كل دول العالم من أجل إمتاع الجماهير خاصة أن مواعيد كل البطولات الخاصة بالأندية وتصفيات المنتخب في كل البطولات معلنة من قبل وعليه إعلان بداية ونهاية الموسم الكروي دون الإخلال بأي موعد من المواعيد أو مجاملة ناد علي حساب آخر وخيرا فعل عندما أصر مسئولوه علي إقامة مباراتي الأهلي والزمالك في الأسبوع قبل الأخير في الموعد المحدد رغم الظروف الأفريقية. المنتخب في خطر حقيقي وفي موقف لايحسد عليه ويحتاج الآن إلي الحكمة والفطنة في تحديد خطواته المقبلة بدلا من أن نجده خارج التصفيات في أسبوع الحسم أمام منتخب أوغندا الذي مازال يمثل لغزا أمام الجهاز الفني لمنتخب مصر.