استمرار البطولات .. يغتال لاعبي مصر .. ويمزق عضلاتهم

الراحة السلبية ممنوعة .. والنتيجة إجهاد ..إرهاق ..وسوء الأداء

صدق أو لا تصدق لاعبو كرة القدم في مصر عامة والأهلي والزمالك ومنتخب مصر يتم اغتيالهم مع سبق الإصرار والترصد ..بسبب ضغط المباريات والاشتراك في أكثر من سبع بطولات بشكل متلاحق ومتتالٍ دون الحصول علي راحة أو فترة استجمام لإراحة العضلات ونقاهة ..مما يعرض هؤلاء اللاعبين للإجهاد والضغط النفسي وانفجار عضلاتهم وتمزقها .. وبالتأكيد هبوط المستوي وسوء الأداء والنتائج هو الناتج لسوء المنظومة الكروية ..مع الاعتراف بظلم لجنة المسابقات والأندية واللاعبين وعدم مسئوليتهم عن هذا الخطأ القاتل.
لايوجد في أي منظومة كروية بالعالم مايسمي باستمرار النشاط الكروي طوال العام ويتواصل لمدة أربع سنوات كاملة دون انقطاع أو راحة سلبية للاعبين ..فقد استمرت مباريات الدوري الممتاز للموسم الحالي 2016 - 2017 الذي انطلق 15 سبتمبر والمفترض أن ينتهي في يوم 7 يوليو المقبل .. حوالي عشرة شهور كاملة أقيمت خلالها 34 مباراة لكل فريق ..في حين تستمر مباريات بطولة كأس مصر لموسم 2017 حيث كانت لجنة المسابقات حددت يوم 16 أغسطس المقبل موعدًا للدور قبل النهائي .. و21 من نفس الشهر للمباراة النهائية..الغريب أن عامر حسين رئيس لجنة المسابقات أعلن موعد انطلاق الدوري للموسم الجديد 2017-2018 في يوم 8 من شهر سبتمبر المقبل.. وهكذا تتلاحم البطولات بشكل قاتل للاعبين.
وبمقارنة بسيطة بين مواعيد وانتظام مسابقات الدوريات الأوربية تدرك سر تفوقهم وانهيارنا وتأخرنا ..فقد أعلن الاتحاد الإنجليزي بداية الموسم القادم من البريميرليج يوم 12 أغسطس 2017 ونهاية النسخة يوم 13 مايو 2018..في حين بدأت منافسات الدوري الإسباني لكرة القدم في 21 أغسطس في دوري الدرجة الأولي والثانية ، وانتهت المنافسات في 21 مايو في دوري الدرجة الأولي الإسباني..وأقيمت المباراة النهائية من بطولة كأس إسبانيا لكرة القدم في 28 مايو .
ويأتي انطلاق البطولة العربية للأندية من جديد ليضيف أعباء جديدة علي لاعبي الأهلي والزمالك اللذين يشاركان فيها بمصر من الفترة 21 يوليو إلي 5 أغسطس 2017.. وسيتم تقسيم تلك الفرق إلي ثلاث مجموعات وتم تحديد مباريات المجموعة الأولي في مدينة القاهرة.. والمجموعة الثانية ..والثالثة ستكون في مدينة الإسكندرية.
في الوقت الذي يواصل الأحمر والأبيض مشوارهما القاسي جدا في البطولة الأفريقية للأندية الأبطال ومن المقرر أن يلتقي الأهلي مع القطن الكاميروني يوم 7 يوليو والزمالك وأهلي طرابلس في نفس اليوم في الجولة الاخيرة من دوري المجموعات بالبطولة الأفريقية الأبطال ..حيث تم تقسيم الفرق الستة عشر إلي أربع مجموعات كل مجموعة تحتوي علي أربعة فرق ويلعب كل فريق ست مباريات ويتم تحديد علي إثرهم الفرق الصاعدة إلي الأدوار النهائية علي أن يصعد لدور الثمانية أول وثاني كل مجموعة وتلعب بنظام المغلوب ..وتستمر في حالة استمرارهما في البطولة حتي شهر ديسمبر.
أما منتخب مصر الأهم وصاحب الأولوية الأولي في نشاط كرة القدم فأمامه بطولتان في توقيتات متقاربة من أصعب المنافسات ..تبدأ يوم27 أغسطس مصر وأوغندا بأوغندا في تصفيات كأس العالم ..ثم 2سبتمبر مصر وأوغندا بالقاهرة ..ويوم 2 أكتوبر مصر والكونغو بالقاهرة ..وأخيرا مصر وغانا بأكرا 14 نوفمبر القادم..المعروف أن فوز مصر علي أوغندا ذهابا وعودة والكونغو يؤهل فريقنا مباشرة لمونديال روسيا 2018.
ومن ناحية أخري انطلقت تصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية التي ستقام بالكاميرون ..ووقعت مصر بالمجموعة العاشرة.. التي تضم مصر تونس والنيجر وسوازيلاند..ولعبت مصر وتونس في الجولة الأولي وخسرت مصر بجدارة ..وفي الفترة من19- 27 مارس 2017 تقام مباريات الجولة الثانية ..ثم 11 سبتمبر 2018: الجولة الثالثة والرابعة ..ويوم 16 أكتوبر 2018 تقام مباريات الجولة الخامسة ..وأخيرا يوم 13 نوفمبر 2018 تنتهي المنافسات بالجولة السادسة.
وتحت مسمي منتخب المحليين ينشغل اللاعبون من الأندية الأخري بمباراتي المغرب في تصفيات أمم 2018 في الفترة من 8 حتي 23 أغسطس المقبل..وكأن الكرة المصرية لديها أوقات فراغ تحتاج لشغلهم واحتكاكهم لذلك تم إشراكهم في هذه المسابقة عديمة الفائدة.
لذلك أكد احمد حسام ميدو المدير الفني لوادي دجلة أن لاعبي الكرة في مصر يعانون من إرهاق مدمر بسبب استمرار مشاركتهم بالبطولات والمباريات ولذلك أصيبوا بالإجهاد الشديد ..في الوقت نفسه لم يتم تأهيل وإعداد اللاعبين منذ صغرهم في فرق الناشئين بشكل علمي سليم حتي يصبح قادرا علي التحمل وأداء مباراة كل 72 ساعة.
أما اللواء عبد المنعم الحاج ..الخبير الكروي فقال :يجب أن تكون لدينا أجندة بطولات ومسابقات واضحة ومحددة لسنوات قادمة تشمل مواعيد البطولات وتتضمن أوقاتا للراحة السلبية ..ويحدث ذلك بتنسيق موعد بطولاتنا المحلية مع بطولات أفريقيا للأندية والمنتخبات ..ويراعي خلالها أن تكون إجازة الفرق المصرية في فترات توقف النشاط الأفريقي والدولي ..وبذلك نمنح للاعب الكرة المصري فرصة للراحة السلبية لإعادة قدرته علي الدخول في برنامج إعداد قوي للبطولات الموسمية..مثلما يحدث في كافة الدول الأوربية المتقدمة كرويا.
ونفي محمد يوسف المدير الفني لفريق بتروجت فكرة إرجاع أسباب خسارة الفرق المصرية أفريقيا مؤخرا ..وهبوط مستوي منتخب مصر بسبب إجهاد اللاعبين من ضغط مباريات الدوري الممتاز..لأن الأساليب المتقدمة التي تستخدم لاستشفاء اللاعبين تحول بينهم وبين الإجهاد ويجب عمل مقارنة بين عدد المباريات التي يخوضها اللاعب في الدوريات الأوروبية بعدد المباريات التي يخوضها اللاعب المصري مع فارق القوة التي تحسب أيضا للاعب الأجنبي ورغم ذلك لا يتحججون بالإجهاد.
وأرجع جمال عبد الحميد كابتن منتخب مصر والزمالك السابق ظاهرة هبوط مستوي وأداء فرق الأهلي والزمالك ومنتخب مصر الوطني إلي حالة الإجهاد القاتلة والملل والضغط النفسي الذي يتعرض له هؤلاء اللاعبون بسبب تواصل المشاركة في البطولات والتدريبات لعدة مواسم متواصلة بدون الحصول علي راحة سلبية ..وأضاف : إن الرباط الصليبي الذي أصاب عشرات لاعبي الكرة الموسمين الماضي والحالي يرجع جزء كبير من أسبابه إلي حالة الإجهاد الشديد الذي يهاجم لاعبي الكرة في مصر..ويكفي ذكر لاعبي سموحة المصابين بالرباط الصليبي هذا الموسم وهم: أحمد تمساح، كواكو مانسوا، محمود عزت، عمر سعد، محمود سيد، ياسر إبراهيم..إضافة إلي إصابة وحيد محسن مهاجم نادي طنطا..وسامح شوشة مدافع الفريق الأول لكرة القدم بنادي الشرقية..وعمرو حسام، حارس بتروجيت..وحسني عبد ربه نجم الإسماعيلي ..وإذا كان برنامج التدريب والتأهيل جيدا سيؤثر بالإيجاب علي اللاعب..مع أهمية أن يكون هناك قياسات بدنية وقياسات للجهاز التنفسي.
أكدت د. نيرمين رفيق أستاذ سيكولوجيا الإداره الرياضيه بكلية التربية الرياضية : في علم التدريب أن فترات التدريب تنقسم إلي عدة مراحل إعداد عام وإعداد خاص ومنافسات و راحة إيجابية أو سلبية .. لكن في الآونة الأخيرة و مع الجداول الدولية والبطولات الخارجية تعجز معظم الأجهزة الفنية علي توفيق أوضاعها مع متطلبات البطولات التي قد تستمر طوال العام .. ومع استمرار اللاعب في المشاركة بالمباريات والبطولات يصل اللاعب لأعلي مستوي بدني و مهاري ونفسي وذهني أي يكون في قمة جاهزيته .. لكن هذه الحالة تستمر حوالي 3 شهور ثم يبدأ المنحني البدني والمهاري في الهبوط نظرا للعبء الجسدي الوظيفي ..ومع استمرار البطولات والتدريبات يتعرض اللاعب للإصابة و فقد حماس المنافسه ..لذلك يجب أن يحصل اللاعب علي فترة إجازة سلبية لا تقل عن 15 يوما للراحة كل موسم ويبتعد تماما عن ممارسة أي مجهود بدني مع وضع برنامج تدريبي وتأهيلي جيد قبل بداية الموسم الكروي بثلاثة أشهر..ومع تكرار المباريات يحدث ما يسمي بالتكيف أي تعود اللاعب ذهنيا وبدنيا ونفسيا علي المباريات.