يتعرض المنتخب الوطني لكرة القدم في الفترة الحالية لحالة انقسام عنيفة بين كل صفوفه.. وسيطرت روح سلبية خبيثة علي كل اللاعبين بعد الهزيمة أمام المنتخب التونسي في تصفيات الأمم الأفريقية 2019 بالكاميرون، وجاءت كلمات هيكتور كوبر لتفتح طريقاً أكثر ظلامية بعد المباراة.. ماذا حدث؟ وكيف سيواجه اتحاد الكرة المأزق والتهديد بالخروج من تصفيات المونديال؟ وكيف كان دور أبوريدة وحازم إمام عقب الهزيمة في تونس؟ وماذا قالا للمدرب الأرجنتيني؟!! ماهي إلا لحظات قليلة بعد الخروج من ملعب رادس بتونس بعد الهزيمة والظهور بشكل سيئ وقد تلقي هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة الذي كان متواجدا مع البعثة عددا من المكالمات الهاتفية من معظم أعضاء اتحاد الكرة والذين انقسموا بشكل مثير حول إمكانيات كوبر من جديد وأنه سبب الهزيمة ودارت حوارات جديدة، وطلب أبوريدة بعدها ومعه حازم إمام ضرورة الالتزام في هذه المرحلة الصعبة وعدم الكلام هنا وهناك عن المدرب واللاعبين والفريق ككل واعتبار تلك الخطوة نقطة هامة لإعادة الحسابات، ووعدهم أبوريدة بالجلوس فورا مع المدير الفني للوقوف علي أسباب الظهور بمستوي سيئ والهزيمة أمام منتخب تونس والذي لعب بخطة مكشوفة وعادية ومعها تكررت أخطاء اللاعبين المصريين والذين لم يستطيعوا تصحيح أوضاعهم وأخطائهم في المباراة. والأمر الغريب أن المبررات التي ساقها كوبر في تقريره الرسمي لاتحاد الكرة غير المبررات التي انفجر بها أمام أبوريدة.. ففي تقريره الرسمي قال إن الفريق لم يكن في يومه وأن الصيام أثر علي اللاعبين وأن الإجهاد ضرب كل النجوم، بينما في كلامه مع هاني أبوريدة قال إن اللاعبين يتحملون المسئولية كاملة لأنهم لم ينفذوا الخطة التي وضعها لهم والتي تعتمد علي الهجمات السريعة المرتدة والتي يتقنها المنتخب مع ضرورة الالتزام بصحة ودقة التمريرات السريعة المباشرة وهذا الأمر لم يحدث طوال المباراة، وانتقد لاعبيه بالأخطاء الدفاعية المتكررة والمزمنة وكذا إضاعة الكرة من بين أرجلهم بسهولة، كما انتقد حال حراس المرمي مشيرا إلي أنه اختار الأفضل من البداية كاشفا إنه يعلم بغضب الآخرين الذين لم يتم ترشيحهم للعب. وقال كوبر لأبوريدة إن اللاعبين مرهقون للغاية ولديهم حالة تشبع من الكرة ولابد من عملية "الفصل" لأن المستوي الذي يمر به المنتخب الآن حالة طبيعية جدا.. وهنا قال أبوريدة دي شغلتك ومهمتك ولديك من العناصر الكثير لتقوم بإعدادهم وتجهيزهم جيدا لتعويض هبوط الآخرين بدلا من استبعادهم من التشكيل.. وبرر كوبر موقفه من الاختيارات بأنه يختار من له خبرة معه دون النظر إلي المستوي، بالإضافة إلي أن من تم استبعادهم ويقصد أحمد الشيخ ليس لديه الخبرة الدولية!! وحاول كوبر الدفاع عن نفسه بمشاركة النني رغم عدم مشاركته أرسنال في المباريات قائلا ده لاعب محترف ودولي وصاحب خبرة وينفذ ما أطلبه منه وأن عمرو جمال هداف خطاف وأمامه الكثير من الفرص القادمة بصرف النظر عن لعبه أو عدم لعبه مع الأهلي. الأهم والأخطر من ذلك أن كوبر غض الطرف عما فعله عصام الحضري بعد قرار استبعاده من القائمة ومطالبته بأن يكون الحارس الأساسي وهي الأزمة الحقيقية التي وقعت قبل المباراة مباشرة وحاول بقية أعضاء الجهاز الفني إقناع الحضري بالسكوت والصمت حتي لايتم استبعاده نهائيا وأن لديه فرصة جيدة لقيادة الفريق إلي كأس العالم. أبوريدة وحازم لم يقتنعا بكلام كوبر وطالباه بضرورة التركيز خلال المرحلة القادمة من أجل العبور من مباراتي أوغندا القادمتين واللتين سوف تقامان خلال أسبوع واحد نهاية أغسطس وبداية سبتمبر القادمين بأوغندا والاسكندرية، وعلي ضوء نتيجتهما سوف يتحدد مصير الفريق الوطني من كأس العالم. وطوال الأسبوع المنقضي طلب المدرب الأرجنتيني من مساعديه ضرورة توفير أفلام لمباريات الفريق الأوغندي وبالفعل تم توفير مباراة ودية لأوغندا أمام السنغال، بالإضافة إلي مشاهدة مباراة أوغندا والرأس الأخضر في تصفيات كأس الأمم التي أقيمت مؤخرا، ورفض كوبر إقامة أي لقاءات دولية ودية خلال يوليو القادم وقبل مواجهة أوغندا معتمدا علي لقاءات الأهلي والزمالك في البطولة العربية وكذا مواجهات الفريقين الساخنة في كأس أفريقيا للأندية. وعقب عودة أبوريدة لقيادة الاتحاد خلال الأيام القليلة الماضية طلب بعض الأعضاء ضرورة فتح ملف المنتخب الوطني من جديد وضرورة الحديث مع كوبر عن أحوال الفريق خلال المرحلة القادمة وضرورة الوضع في الاعتبار لبعض الأسماء من اللاعبين الذين ظهروا خلال مباريات الدوري وعلي رأسهم اللاعب الهداف أحمد الشيخ الذي تم استبعاده من القائمة الرسمية والاحتياطية للفريق مما يمثل علامة تعجب عريضة حول اختيارات كوبر لمباراة تونس الأخيرة. وطلب أعضاء الجبلاية من هاني أبوريدة التنبيه علي المدرب الأجنبي بأن الجماهير لن ترحم أحد من مسئولي الجبلاية واتحاد الكرة في حالة التفريط في الوصول إلي نهائيات كأس العالم بعد تصدر المجموعة الخامسة بالفوز مرتين والحصول علي النقطة السادسة في مشوار التصفيات بينما المنافس الحقيقي المنتخب الغاني لديه نقطة واحدة فقط. وقد أعلن مجموعة من أعضاء الاتحاد رفضهم لأسلوب كوبر ومهاجمته للاعبين وتحميلهم المسئولية كاملة في كل حديثه مع أبوريدة الذي وصلهم بكل تفاصيله الكاملة قبل أن يطلعوا علي تقريره الرسمي الذي قدمه لاتحاد الكرة عن مباراة تونس ومصر عقب العودة إلي القاهرة والذي أكد خلال سطوره أن الصيام والإرهاق السبب الأساسي وراء الهزيمة وكذا الحالة النفسية والمعنوية للاعبين، والذين لم يستقروا بعد في الأندية الجديدة وعلي رأسهم محمد صلاح نجم وهداف روما الإيطالي بالرغم من أن اللاعب لم يترك مدربه خلال فترة المعسكر واستشاره في كل كبيرة وصغيرة خاصة بعقد الاحتراف القادم له من ليفربول الإنجليزي للاحتراف بين صفوفه بدءا من الموسم القادم. ومن ناحية أخري علمت آخر ساعة أن مجموعة الرافضين لطريقة أداء كوبر أكدوا أن المباراتين القادمتين أمام أوغندا في تصفيات المونديال آخر فرصة للمدرب الأرجنتيني وأن أسبوع الحسم لمصير الفريق الوطني بالنسبة لتصفيات المونديال سيحدد أيضا استمرار المدرب من عدمه لأن أي خسارة أو فقدان نقاط يعني الابتعاد عن تصدر المجموعة والدخول في منافسة شرسة جديدة مع الفريق الغاني العنيد الذي قام بتغيير وتعديل صفوفه إلي الأفضل خلال الشهور الأخيرة لاستكمال المشوار أمام مصر.