أرجعت القوي السياسية والحركات الثورية أحداث السفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة إلي أياد خفية خارجية وداخلية تحاول خلخلة النظام ومحاولة إشاعة الفوضي بالبلاد، حيث وصف بيان حزب التحرير المصري ما حدث ليل الجمعة بالتصعيد المتوقع بعد استدعاء المشير حسين طنطاوي واللواء سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة واثنين من وزراء الداخلية إحدهما مازال بالخدمة للشهادة في قضية قتل المتظاهرين مما قد يحول مجري القضية ضد المتهمين، ولم يكن هناك بديل سوي رد فعل عنيف لإحداث فوضي تعصف بالبلاد وتحاول تغيير الموازين علي أرض الواقع لأصحاب المصالح سواء من كيان صهيوني غاصب أو من أنظمة عربية فاسدة أبدت تعاطفها مع النظام البائد أو من فلول نظام تحالفت مع قوي غلبت مصالحها الشخصية علي مصالح الوطن. " فلول النظام وبقايا الحزب الوطني هم المستفيدون من أحداث اقتحام السفارة الإسرائيلية " هذا ما قاله أحمد السواح، عضو ائتلاف لجنة الدفاع عن الثورة، وذلك لإثبات أنه كان هناك استقرار قبل حل الحزب والآن هو عدم الاستقرار، ورغبتهم في التأكيد علي تحقيق مقولة مبارك قبل مغادرته الحكم " إما أنا وإما الفوضي الخلاقة من بعدي "، وأضاف أن الثوار لم ينووا الخروج من ميدان التحرير للتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية يوم الجمعة . وربط السائحون بين إشعال النيران في الدور الأول من وزارة الداخلية من داخل وزارة الداخلية بمقر الأدلة الجنائية، والذي يعد الحريق الثاني بنفس المكان وبين عملية اقتحام السفارة الاسرائيلية، وهذا ما يؤكد أن هناك مخططا من رجال النظام السابق للسيطرة علي الموقف من خلال الفوضي المستمرة داخل البلاد. هذا ما أكدته د. أميرة الشنواني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن أعمال الشغب التي حدثت مساء يوم الجمعة وراءها عناصر مندسة يقودها فلول النظام السابق كي يفسدوا الثورة البيضاء وانحرافها عن مسارها السلمي، وعلي الرغم أن من حق المصريين التعبير عن غضبهم مما اقترفته إسرائيل من عدوان تم علي الجنود المصريين بسيناء إلا أن فلول النظام جعلت الأحداث تأخذ هذا المنحني الخطير من حرائق وتدمير وقد رأينا أعمال الشغب التي طالت مديرية أمن الجيزة، فهل بها سفير إسرائيلي أيضاً ؟! وتستكمل د. أميرة قائلة: من الخطاً الفادح أن نضع رموز النظام السابق في سجن واحد حتي لا يدبروا معا كيفية إحداث فوضي وبلطجة في مصر لإفشال الثورة، ويجب أن نتعظ مما حدث في الحرب العالمية الثانية عندما وضعت ألمانيا الأسري في سجن واحد بحجة إحكام حراستهم مما جعلهم يتفقون علي حفر ممر طويل أسفل السجن استطاعوا عن طريقه الهروب . وتوضح د. أميرة أن أعمال الشغب و الاعتداءات التي حدثت لمبني السفارة الإسرائيلية يعد انتهاكاً واضحاً لاتفاقية فيينا لعام 1961 حيث تتمتع السفارات بحرمة وحصانة من أي اعتداء، خاصة أن هذا الحادث قد يؤدي إلي قيام متطرفين إسرائيليين بالاعتداء أيضا علي السفارة المصرية بتل ابيب . تحالف صهيوني فلولي يري د. عمار علي حسن، المحلل السياسي، أن هناك أطرافا عديدة وراء الأحداث الفوضوية من اقتحام السفارة الإسرائيلية ومحاولات اقتحام مديرية أمن الجيزة ووزارة الداخلية، ولا نستطيع أن نشير بأصابع الاتهام قبل أن يكون هناك وقائع كافية تثبت لنا من وراء أعمال الشغب، لكن هناك أيادي واضحة وضوح الشمس وهي الثورة المضادة وفلول النظام البائد الذين يريدون وضع الثورة والمجلس العسكري في مأزق كبير ،إضافة إلي رغبتهم في إفساد نجاح جمعة تصحيح المسار في حشد الآلاف من المصريين في ميدان التحرير والمظهر الرائع الذي ظهرت به المليونية منذ بداية اليوم بنشر الفوضي في ختامها . وأضاف د. عمار أن إسرائيل متورطة أيضاً في أحداث اقتحام السفارة وإظهار الفوضي في مصر ،لرغبتها في إخماد الثورة و إيضاح أن مصر لم تعد شريكا أساسيا للسلام وستنتهزها فرصة للتنديد بمصر، وموقف الولاياتالمتحدة ظهر جلياً بمطالبة مصر باتخاذ الالتزامات الدولية في حماية السفارة، وهو الموقف الطبيعي المنتظر والمتوقع في مثل هذه الحالات، في حين أن الولاياتالمتحدة لم تتحرك عند مقتل الجنود المصريين علي الحدود ولم تتدخل تطالب إسرائيل بالاعتذار لمصر . الانتخابات تبيد الفلول أما د.عماد الدين عبد الغفور رئيس حزب "النور" السلفي، أكد أن هناك قوي وتيارات معلومة للحكومة وللمجلس العسكري، تحاول إدخال البلاد في نفق الفوضي وإحداث ارتباك في البلاد، قد يكونون من أنصار الرئيس السابق أو فلول الحزب الوطني، وقد يكونون من قوي لها مصلحة في إيقاف العملية السياسية في مصر، كما حمل الحكومة جزءًا كبيرًا من المسئولية عما يحدث في البلاد من فوضي لعدم استجابتها لإرادة الشعب، وتقاعسها عن اتخاذ أي رد فعل ضد التجاوزات الإسرائيلية في حق مصر، مما أعطي الفرصة لمن لا يريد الاستقرار لمصر من إحداث حالة من الفوضي . ويري د. عماد أن الحل في التخلص من فلول النظام البائد وإنهاء حالة الفوضي في البلاد هو تسريع عملية الانتخابات، وانتقال إدارة البلاد لمجلس تشريعي منتخب وحكومة منتخبة، ومن ثم فإن أي معارضة ستأخذ المسار الطبيعي للعملية السياسية، من خلال معارضة قادرة علي محاسبة الحكومة، إذا أخطأت أو تقاعست عن أداء واجبها.