للنجاح في العمل قصص كثيرة، لكن الطموح والمثابرة والإبداع تبقي عوامل مشتركة فيما بين هذه القصص، وهناك شخصية ضمن الشخصيات المتميزة جمعت بين هذه العوامل، وحرصت علي تطوير أدواتها.. حيث درست علم النفس بكلية الآداب وحصلت فيه علي دبلومتين من كلية الدراسات التربوية جامعة القاهرة وبعدها حصلت علي درجتي الماجستير والدكتوراه في رسالة عنوانها برنامج معرفي سلوكي لتحسين الحياة لدي ذوي الاحتياجات الخاصة، لتؤكد أن باستطاعة المرأة إنجاز كل ما يؤكد جدارتها وذكاءها وقدرتها علي تحقيق المزيد من النجاح والتقدم.. إنها الدكتورة وسام حسين محمد إخصائية علم النفس التي لم تدخر جهداً خلال تواجدها بمركز تنمية القدرات لذوي الإعاقة بالجيزة في محاولة توصيل جهودها عن طريق محاضرات تعديل السلوك والعلاج المعرفي عن طريق "فيديوكونفرانس" ورسائلها التوعوية للعناية بذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة توجهت إلي فضاءات مكانية جديدة بخلاف المدارس والمؤسسات الحكومية والاجتماعية داخل محطات مجتمع الأسرة لعمل تجارب متميزة للسير بمركب الإعاقة عكس مسار العزلة وترجمتها لحالات ناجحة مهنياً داخل سوق العمل. ما أجمل لقاء إخصائيات جمعهن الطموح واحتضنتهن المحروسة في لقاء ربما صاغته الصدفة في ظروفه وتوقيته ولكنه لقاء أقل مايقال عنه إنه بناء واعد..فهنا أتيحت لهن فرصة التعارف والكشف عن مواهبهن في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الإعاقة، وإطلاق طموحهن شعارا لكل من تسعي للغوص والتفرد في هذا المجال.. بهذه الكلمات بدأت د. وسام حديثها وقالت: لقد كان لطفولتي وأجواء محيط الأسرة الجميل تحت رعاية أبي وأمي التأثير العميق في الفوز بثقافة دينية علمية أجتماعية بخلاف الاهتمام بكل مايتعلق بعالم الأطفال والصغار.. وهذا الواقع يغذيني إلي اليوم ومنذ الصغر كانت ست الحبايب تشجعني وتقنعني بالمثل القائل "من جد وجد" الذي من خلاله نجحت بتفوق في كل مراحل تعليمي ولكني أخترت دخول كلية الآداب بعد حصولي علي مجموع كبير في الثانوية العامة وجنيت الثمار وكنت من أوائل دفعتي في قسم علم النفس دفعة 1999 وظللت مستمرة في حصادي للنجاحات وحصلت علي دبلوم عام من كلية الدراسات التربوية جامعة القاهرة وتلاها دبلوم خاص قسم إرشاد نفسي وتكمل وتقول كان لتفوقي سحر خاص يزين جوانب حياتي الأمر الذي دفعني للحصول علي درجة الماجستير في المناخ الأسري وعلاقته باضطرابات النوم والتثقيف الأسري لدي طلاب المرحلة الإعدادية وبعدها حصلت علي درجة الدكتوراه برسالة جديدة في مضمونها وفعاليتها عنوانها "فاعلية برنامج معرض سلوكي لتحسين نوعية الحياة لدي المكفوفين بصريا وذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة وأثره علي سلوكهم التوافقي". وحول كيفية رصد مهارات ذوي الإعاقة في مركز تنمية القدرات وورش العمل الذي تشرف عليه أشارت لأنه يتم عمل دراسة مستوفاة لحالة الطفل عن طريق إشراك أهله في عملية التقييم مما يوفر الكثير من المعلومات والملاحظات حوله وحول سلوكياته.. ثم يتم تطبيق مجموعة من أدوات التقييم عن طريق مجموعة من المختصين بهدف التعرف علي نقاط القوة والضعف في مهارات الطفل ومعدل ذكائه وبالتالي تحديد احتياجاته النفسية والتربوية والاجتماعية وفي الختام يجتمع فريق التقييم لمناقشة الحالة ووضع تصور نهائي خاص بالطفل وإعداد الخطة التربوية الفردية الملائمة وبعدها يوقع ولي الأمر والاختصاصيون عليها وللعلم ولي الأمر شريك في عملية التدريب ونجاح البرنامج والعمل علي تطوير أداء المعاق وذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيله بما يتناسب مع قدراته ومهاراته الخاصة التي تساعده في إيجاد فرصة مهنية تتناسب مع المهارات التي تعلمها وعززها داخل المركز.. وأضافت د.وسام بأن المجتمع والأسرة يلعبان دورا في تنمية مهارات وقدرات ذويهم وجعلهم عنصرا فعالا في المجتمع وأكدت أنها ستعمل مع زملائها المختصين علي مزيد من توعية المجتمع بماهية المعاق واحتياجاته ومدي أهمية دور المجتمع في مساندتهم للخروج به من قوقعة الإعاقة إلي رحاب المجتمع. وأضافت بأن هناك علي الجانب الآخر مجهودات مبذولة من إدارة التثقيف الصحي بالتأمين الصحي.. بعد توفير عدد من الإخصائيين لرصد المشاكل الصحية مبكرا والبدء في علاجها وهذا التجاوب مع رسالتنا التعليمية والتوعوية التثقيفية الصحية حقق تجاوبا ملحوظا في تدريب المعاق وذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين في المراكز لتأهيلهم لسوق العمل الإنتاجي بما يتناسب وإمكانياتهم الإدراكية. وتؤكد د.وسام أنها تنعم بحياة رائعة وسط أسرتها ووالديها ونجليها محمد أربع سنوات وأحمد ثلاث سنوات وتسعي لتكسبهما كل ما تعلمته من قيم راقية في أجندة حياتها.. وأشارت لأنها ست بيت شاطرة تعشق التنوع في عمل الأكلات.. وبالنسبة للموضة فهي تختار ما يناسبها ويناسب مبادئها.. وخصوصا الملابس الحشمة.. وبالنسبة للماكياج فهي تحاول التجمل بشكل بسيط وفي أضيق الحدود إذا لزم الأمر.. وهذا نابع من كونها دكتورة تعشق البساطة وتركز علي كل شيء يحفظ وقارها.