البرلماني الألماني المعروف، فولفجانج جيركه، اعتبر أن الساحة السياسة المصرية الآن تحظي بوجود عدد من التيارات والاتجاهات اليسارية المتنوعة، مؤكداً أن الحزب الاشتراكي المصري "تحت التأسيس" يعد إحياءً للحزب الاشتراكي المصري القديم، ومن ثم فإن رهانه الحالي يتمثل في ضرورة فتح قنوات اتصال مع الشباب الذين أشعلوا فتيل الانتفاضة في ميدان التحرير. وأثني جيركه في حوار له مع جريدة "نويس دويتشلاند" الألمانية اليومية حول موقع اليسار في مصر بعد ثورة 25 يناير، علي رموز اليسار المصري والشيوعيين المصريين، لافتاً إلي أنهم يملكون رؤي عقلانية مميزة مكنتهم رغم كل سنوات الحظر أو الهجرة من إنتاج أفكار لتجديد الاقتصاد والسياسة في كل المحيط العربي. كان فولفجانج جيركه، وهو الناطق بلسان السياسة الخارجية للتيارات اليسارية بالبرلمان الألماني البوندستاج، قد عاد مؤخراً إلي برلين قادماً من القاهرة بعد مشاركته ضمن وفود من اليسار الألماني والياباني واليوناني والدانماركي إضافة لممثلين عن أحزاب اليسار في الاتحاد الأوروبي والحزب الشيوعي اللبناني في المؤتمر التأسيسي الأول للحزب الاشتراكي المصري والذي عقد قبل أسابيع بمقر النقابة العامة للتجاريين بوسط المدينة.. البرلماني الألماني علي يقين من أن الحزب الوليد، والذي يتولي مهمة وكيل مؤسسيه الناشط اليساري أحمد بهاء الدين شعبان، سيكون في مواجهة صعبة مع فريقين رئيسيين، هما فلول نظام الرئيس السابق حسني مبارك وجماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم "سيسعي لتنظيم تحالف مع كافة الديمقراطيين لمواجهة كلا الفريقين". ورغم اعتقاده أن الحزب سيضم بلا شك العديد من القوي الدينية بين صفوفه، لكنه ومن واقع ما سمعه من قيادات الحزب المتحدثين في مؤتمره التأسيسي سيكون "حزباً لا ديني". وبخصوص موقف الحزب من الانتخابات البرلمانية المزمع انعقادها في هذا العام أوضح جيركه أن الاشتراكيين والاشتراكيات في مصر لديهم من الحنكة والذكاء ما يجعلهم ينسقون في هذا الشأن مع جبهة المعارضة العريضة. يشار في هذا الصدد إلي أن أحمد بهاء الدين شعبان قد أكد أنه في حال إجراء الانتخابات قريبا فإن الفرصة ستكون سانحة لعودة النظام السابق مرة أخري ولكن في ثوب جديد.