.. مصر أم الدنيا ومهد الحضارات لابد وأن تعلو مصالحها فوق مصالحنا جميعا.. وهي اليوم تقف لتخاطبنا جميعا بأعلي صوت أن نلتزم باللجوء إلي ترجيح العقل والمنطق ونبدأ العمل الجاد حتي نجني ثمار ثورة 52 يناير ونحقق الأهداف المرجوه منها. مصر اليوم تقول لنا: ياأبناء المحروسة الأبرار هل هانت عليكم لهذه الدرجة وأصبح الاختلاف والانشقاق هي اللغة التي تسيطر علي المشهد العام في ميدان التحرير. مصر ترجو منكم العودة إلي رشدكم والعودة بثورتكم إلي مسارها الأول الذي أبهر العالم بصورته البيضاء النقية. وهنا أود أن أتساءل لماذا كل هذه الانفعالات التي لاتجدي بل تضر الثورة المصرية لقد تمت الاستجابة للكثير من المطالب المشروعة للشعب المصري علي مدي الأيام الماضية من قبل المسئولين بإدارة دفة شئون البلاد ومن ثم لابد وأن نعطي حكومة الدكتور شرف الجديدة المساحة الزمنية اللازمة لكي تنهض بالأعباء الجسيمة الملقاة علي عاتقها ولاسيما أن هذه الحكومة لديها إرادة وتصميم علي الدفع بعجلة الأمور للأمام كي تنهض مصر وترتفع قامتها بين الأمم.. ياأبناء مصر لقد تحقق العديد من الإنجازات وهاهي محاكمات رموز النظام السابق تنعقد بصفة علنية والحكومة جادة في استبعاد رموز النظام السابق من مواقع المسئولية دون إجراءات استثنائية وأصبحنا علي أعتاب حملة الانتخابات التشريعية لمجلس ا لشعب والشوري.. ومن ثم يقع علينا نحن المصريين أن نمد يد العون والمساندة للقائمين علي تولي مسئولية حكم إدارة البلاد للحفاظ علي مصر قوية حتي لا يتجرأ أحد للنيل منها وحتي لا تتكرر أحداث مشابهة لما شهدته مدينة العريش مؤخرا. مصر الغالية علينا تنتظر منا الكثير فلنتوحد جميعا من أجل دوران عجلة الإنتاج وعودة الأمن والاستقرار لنحافظ علي مصر شامخة وقوية لأن مصرنا الحبيبة ليست الدرع الواقية لأبنائها المصريين فقط بل هي حصن الأمان للأمة العربية والإسلامية فلنكن جميعا عند المسئولية ونلبي ما تنشده مصر منا في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد..