فلاح لم يكمل تعليمه قرر الترشح بعد رؤيا منامية للسلطة وكرسي الرئاسة بريق وسطوة.. منذ اندلاع ثورة يناير وخروج الرئيس السابق حسني مبارك »مخلوعا« غير مأسوف عليه أضحت الساحة مفتوحة علي مصراعيها لكل الحالمين بالجلوس علي الكرسي الأكبر في قصر العروبة. وبعيدا عن بعض الأسماء ذات الثقل السياسي والشعبي في الشارع المصري، ثمة أشخاص ظهرت أسماؤهم لتثير العديد من التساؤلات حول دوافع ترشحهم لهذا المنصب المهم، وباتت المسألة غاية في الغرابة وبخاصة حين نعلم أن هؤلاء الذين أعلنوا النية للترشح بعيدون تماما عن العمل السياسي وخبراتهم في مجالات لاتصلح أن توظف في مهنة »رئيس جمهورية« فمن بينهم سمكري سيارات ومخترع »فيشة« وطبيب أمراض نساء وفلاح لم يكمل دراسته الثانوية وغيرهم ممن تدور حولهم قصص وحكايات بعضها طريف وبعضها الآخر أغرب من الخيال.. مزيد من التفاصيل في سياق السطور التالية.. لم يكن أحد يتصور أن يعلن هذا الكم الهائل (نحو 84 شخصا) نيتهم الترشح لرئاسة الجمهورية رغم تداعيات ثورة 52 يناير هذا ما تصورته ويتصوره الكثير.. فقد دار حديث أظنه حديث معظم المواطنين المصريين.. الحديث دار في محطة مترو الأنفاق بين أحد المواطنين وأمين شرطة عاد لتوه إلي الانتظام في العمل بعد فترة طويلة من الانفلات الأمني.. بادر أمين الشرطة المواطن بقوله إن الترشح للرئاسة الآن لم يعد ميزة ولا شيء يجذب البعض فأي رئيس يمكن أن يكون مصيره الطرد والمحاكمة إذا ماثبت تورطه في أعمال فساد.. وأن الشعب بعد الثورة لن يترك للحاكم الحبل علي الغارب ليرتكب ما يحلو له من أخطاء فالرقابة ستكون أشد وأكبر مع وجود ميدان التحرير.. ولكن مع ذلك وفي ظل الحرية التي أعطتها الثورة أصبح من حق أي مواطن ترشيح نفسه للرئاسة وبخاصة أن شروط الترشيح أصبحت أسهل من ذي قبل في ظل الإعلان الدستوري الجديد الذي وضعه المجلس الأعلي للقوات المسلحة ووافق عليه الشعب من خلال استفتاء عام. ولكن الغريب أنه في ظل إلغاء الدعم الذي كانت تعطيه الدولة للمرشحين كان من المتوقع أن تقل الأعداد ولكن ماحدث هو العكس.. كل مواطن من حقه ترشيح نفسه الآن وعليه أن يضع برنامجا انتخابيا.. والأغرب أن هناك أناسا بعيدين كل البعد عن العمل السياسي أو العمل العام ولكنهم فاجأوا الكثيرين بالتفكير في الترشح للرئاسة. طبيب النساء تحدثنا مع الدكتور محمد مقبل أستاذ النساء وعلاج العقم الذي أعلن نتيه الترشح للرئاسة وقال إن شعاره هو (عدالة نهضة حرية) فهو يري أن العدل يتحقق بسرعة القضاء الفوري والتنفيذ الفوري للأحكام قبل خروج الجاني من قسم الشرطة وتطبيق حدود الشريعة الإسلامية متخذا من عمر بن الخطاب قدوة له وكذلك عمر بن عبد العزيز.. ولتحقيق العدل أيضا إلغاء الوساطة والمحسوبية والرشاوي حتي يستطيع كل مواطن الحصول علي حقوقه في مختلف المجالات.. وللتأكيد علي ذلك إنشاء كلية خاصة للقضاء بعيدا عن كلية الحقوق والقبول بالجامعات بما فيها القضاء والشرطة بمكتب التنسيق.. كما يركز أيضا علي رفع تحكم الفرد واللجان في المواطن مثل لجان العلاج علي نفقة الدولة ولجان فحص القبول بالشرطة والكليات العسكرية والمساواة بين كل المواطنين في الحقوق والواجبات للرجال والنساء ولكنه يرفض مبدأ الكوتة للنساء لأنها تمزيق للوطن، بل يري أن تكون فرصة مساواة المرأة مع الرجل هي الأفضل ولكن الكوتة تقلل من المساحة المعطاة لها. صاحب قناة الفراعين أما توفيق عكاشة الذي يبث برنامجه باستمرار من خلال برنامج مصر اليوم علي قناة الفراعين التي يمتلكها فيعتمد علي خبراته الحياتية وله موقف من المرشح المنافس د. محمد البرادعي الذي يقول عنه: إن البرادعي رجل محترم وممتاز وأنا أحبه لكن هل يعرف كيف تزغط الست في الفلاحين ذكر البط والوز.. إذا عرف سأنتخبه.. هل يعرف سعر ذكر البط في سوق الثلاثاء أو سوق الخميس أو سوق السبت، إذا عرف كل ذلك سأنتخبه رئيس جمهورية ويكون ذلك من الشعب.. بلاش دي ولادي لو عرف سعر (وقفة البقرة في السوق) سأكون معه أنا والشعب في الريف والأقاليم لأن الغالبية هناك وليس في القاهرة والإسكندرية.. فهو لايعرف وقفة البقرة في سوق المواشي كام في الأسواق المختلفة فهي تتراوح في السوق بين 01 : 02 جنيها وهي تختلف من سوق الثلاثاء في الزقازيق مثلا عن سوق المنيا أو عن سوق أسيوط، لو عارف ثمن دكر الوز بكام (وبنزغطه) درة أو فول والفرق بينهم سأنتخبه. ويحاربه منافسوه بمقطع فيديو علي اليوتيوب والفيس بوك وهو يقبل يد صفوت الشريف الأمين العام السابق للحزب الوطني والذي يحاكم حاليا ويصفونه مثل عائشة عبد الهادي التي كانت تقبل يد قرينة الرئيس السابق.. وكذلك يحاربونه ببث تسجيلات سابقة قالها علي الهواء في برنامج (مصر اليوم) عن الحزب الوطني الذي كان يدافع عنه بشدة ثم انتقده بعد سقوطه الآن بل ويصف الرئيس السابق بكلمة (لافاش كي ري). المرشح البطل نموذج آخر هو المرشح هشام سيف الدين كاتب وشاعر وصاحب شركة للإنتاج والتوزيع الذي قال أنه قام بترشيح نفسه من أجل الشباب لأنه يولي الشباب كافة اهتماماته.. كما رشح نفسه لأنه بطل قومي يعرفه الجميع علي حد قوله فقام بإسقاط شبكات التجسس علي مصر ومحاولات لتهريب آثار.. كما ضحي بروحه خلال خمس سنوات تعرض خلالها لمحاولات قتل من خلال الموساد علي حد زعمه وأنه رشح نفسه الآن من أجل خدمة الوطن.. كما يولي التعليم صدارة اهتماماته من أجل الإصلاح فهو يري أن التعليم يجب أن يكون علي نفقة الدولة.. وكذلك مشكلات الشباب التي تحتل مساحة كبيرة من برنامجه الانتخابي عن طريق بناء مشروعات للشباب ومساكن بأسعار زهيدة والقضاء علي البطالة التي تلتهم قوي الشباب وتدفعه للانتحار وعمل المظاهرات والاعتصامات. غرابة شديدة ليس ذلك فحسب ولكن هناك نماذج أخري كثيرة فمن غرائب المرشحين للرئاسة أيضا أن هناك رجلا رشح نفسه من أجل حلم رآه في منامه فأقدم علي الترشح.. وهو محمد محمد موسي فلاح مصري من دلتا النيل قرر ترشيح نفسه بعد رؤيا منامية رأي فيها الرقم (711) فاعتبر أن هذه إشارة من الله بأن يرشح نفسه حيث أن مقر اللجنة الانتخابية في المبني رقم 711 بمصر الجديدة.. والأغرب من ذلك أن هذا الفلاح البسيط لايمتلك أي برنامج أو مخطط مطروح ولكن كل ما يستطيع عمله هو تطبيق الشريعة الإسلامية علما بأنه لم يكمل دراسته الثانوية. ولكنه يرغب في تطبيق العدل والخير للشعب عن طريق مباديء الشريعة الإسلامية. سمكري السيارات نموذج آخر أغرب من سابقه وهو سمكري سيارت يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية أيضا لأنه لم يحالفه الحظ للترشح سنة 5002 بسبب الشروط والقوانين التي كانت تنظم موضوع الترشيح في ذلك الوقت.. ولكن بعد ثورة يناير راوده الحلم مجددا في ظل الحرية الجديدة. المرشح السمكري هو محمد نعمان من مواليد محافظة الشرقية.. شارك في حرب أكتوبر عام 3791 فكان ذلك مبررا له لأنه يعتبر ذلك وطنية لاتقل عن أحد وشعاره هو (الجنيه) لإنقاذ البلاد من أزماتها الحالية.. وينتقد نعمان الرئيس السابق بسبب تركه البلاد للحاشية الفاسدة التي أفسدت الوطن ودمرته.. بل إنهم قاموا بمحاربة العلماء والعقول الفذة مما جعلهم يهربون للخارج تاركين أوطانهم مما حرم الوطن من الاستفادة منهم.. أما هو فرغم أنه بسيط إلا أنه مواطن مصري يجيد القراءة والكتابة وعنده فكر لتطوير البلاد ويعكف علي إنشاء دستور اقتصادي للنهوض بمصر من جديد.. كما يفتخر نعمان بصنعته ولا يجد حرجا في ذلك.. بل إن لديه صحبة من مجموعة مثقفين يساندونه في جمع التوقيعات من المحافظات. مخترع الفيشة نموذج آخر من هذه النماذج وهو (مخترع الفيشة) وهو أسامة عبدالرسول أبوالمجد، مدرس بالمعهد الفني الصناعي ببنها الذي يري في نفسه أنه المرشح الحقيقي للشعب لأنه يمثل قطاعا عريضا منه.. فهو من أسرة بسيطة وأن والده كان مدير مدرسة.. ومن أشقائه دكتور مهندس عالم في الطاقة الذرية وهناك طبيب في المعهد القومي للأورام وكلهم وطنيون وأصحاب فكر.. ولكنه لم يعلن عن برنامجه الانتخابي الآن مبررا ذلك بأن كل برامج المرشحين تقترب من بعضها.. ولكنه يستند في ترشيحه علي مخترعاته وعقله وابتكاراته والتي من أهمها (الفيشة) الآمنة التي لا تصعق من يستخدمها، لايختلف حول الاتفاقيات الدولية مثل معاهدة السلام التي يحترمها ولن يلغيها ولكنه لن يقوم بتصدير الغاز لإسرائيل والشعب يحتاجه. المرأة المغمورة ولم تبتعد المرأة عن غرائب المرشحين للرئاسة أيضا.. بل دخلت في هذه النماذج غير المتوقعة نهائيا ومنهم (أنس الوجود عليوة) وهي أول امرأة أعلنت نيتها الترشح للرئاسة انطلاقا من حق المرأة في الترشح والمساواة مع الرجل وكحق مشروع أيضا لأي مصري علي الرغم من عدم توقعها النجاح.. ولكنها تري أن المرأة أثبتت نجاحها في كثير من المجالات.. وهي تنوي الترشح للرئاسة رغم أن أولادها حتي الآن يعتقدون أنها لا تأخذ الموضوع بجدية وكذلك زوجها الذي لا يعتقد بنجاحها لأنها تفتقد إلي الشعبية والأموال. وهي امرأة تبلغ من العمر 24عاما وهي كاتبة قصصية وكانت آخر مجموعة قصصية لها بعنوان (كلمات ممطرة).. تتحدث فيها عن المهمشين في المجتمع الذين فجروا ثورة 52يناير وهي زوجة وأم لثلاث بنات وولد. ولم تضع عليوة برنامجا انتخابيا حتي الآن ولكن لها رؤية مبدئية وهي إصلاح المواطن المصري واحترام آدميته والاهتمام بالمعاقين.. كما أنها سوف تدير مصر من علي »الفيس بوك« وقد أنشأت أنس الوجود صفحة لها عليه وتأتيها التعليقات بالموافقة من الرجال بل تشجيعها ولكن الغريب أن المعترضين كانوا من النساء. أستاذ الجامعة وهناك نماذج لا تأتي مسألة غرابتها للترشيح من مهنتها بل تأتي الغرابة من خلال كونهم من المغمورين الذين لا يعرفهم أحد ولم يشتغلوا بالمجال السياسي من قبل.. بل إنهم بعيدون كل البعد عنه والأغرب من ذلك هذا النموذج وهو د.سعيد الغريب الأستاذ بقسم الصحافة بكلية الإعلام الذي أكد لطلابه أنه لم يرشح نفسه من أجل الرئاسة في حد ذاتها ولكن لكسر حاجز الخوف عند الشباب حتي يقدموا علي ترشيح أنفسهم لأنهم نواة المجتمع وهم مفجرو الثورة.. وجاءته الفكرة عندما نظر لكل المرشحين فلم يجد علي الساحة وجها جديدا أو شابا من هؤلاء الشباب الذين صنعوا هذه الثورة المجيدة ولكنهم كلهم محسوبون علي النظام السابق باستثناء البرادعي والبسطويسي.. وأن العرف جري علي أن من يقوم بترشيح نفسه يكون له سابقة إعلامية أو وزير سابق أو محافظ أو ابن شخصية كبيرة ويريد تغيير ذلك وإعطاء الفرصة للشباب الذين لم يأخذوا حقهم حتي الآن. ويري د.الغريب أن من أهم أولوياته هي التصدي لمشكلة البطالة التي تمثل 02مليون عاطل علي حد قوله فهم لا يجدون قوت يومهم وبالتالي ففي حالة المرض لم يجدوا العلاج.. تأتي بعدها الأزمة السكانية والاستثمار العقاري بصفة عامة.. ولم يغفل مسألة الاكتفاء الذاتي من جميع الحبوب والمنتجات الغذائية والسعي لتحقيق فائض والتصدير للخارج لتوفير العملة الصعبة.. وبالتالي فيجب الاستثمار الجيد للأراضي الزراعية الموجودة لأنها حتي الآن غير مستثمرة جيدا ولم تحقق الحد الأقصي منها رغم وجود أراض خصبة.. والاتجاه إلي الصحراء باستصلاح أكبر قدر من الصحراء بما في ذلك الاتجاه لسيناء علي وجه الخصوص ليس بالإصلاح فقط ولكن أيضا تعميرها بالسكان لأن هذا سيمثل أكبر حائط لمصر من الناحية الشرقية تجاه العدو الإسرائيلي وبذلك نكون أيضا استثمرناها في حل مشكلة الكثافة السكانية من ناحية ثانية.