ألعاب الأطفال كثيرة، وبعضها مثير بألوانه لجذب عين الطفل ومشاعره، وبعضه الآخر ساذج بما لا يدفع الطفل للتفكير بل ليسعد فقط، وهذه في ذاتها قيمة كبيرة أن يسعد الطفل بما بين يديه من ألعاب، وبعض ألعاب الأطفال من المهم أن تبدأ الأسرة بوضعها بين يدي أطفالهم بدءاً من عمر الثالثة أو أقل قليلا قبل فترة المدرسة. وتعتبر لعبة "البازل" من أهم لعب الأطفال التي تعني بإعادة ترتيب الصور المقسمة في أشكال تتكامل إن وُضعت جنباً إلي جنب فوق مسطح اللوحة لتكوِّن في النهاية بعد اكتمال قطع البازل صورة متكاملة لمشهد طبيعي أو لحيوان أو طائر بطريقة مبسطة. ولهذه اللعبة الذكية أكثر من أهمية في تنمية المهارات المعرفية والحركية والتركيز والإدراك البصري والحسي وتنمية مهارة المقارنة لدي الطفل وقدرته علي التصور، لكي يحقق التكامل في الأشكال قبل تكوينها فعلياً. هذا الجانب الذهني يساعد الطفل حين يكبر في مجال عمله، أو في التعامل مع مفردات الحياة متقطعة المشاهد، ما يساعده علي حل الألغاز وإدراك الصورة كاملة، كما تساعد لعبة البازل الطفل علي التعرف علي أنواع الحيوانات أو الفواكه أو الألعاب والزهور التي تشكل اللعبة، لذا يجب تنمية هذا الجانب الذهني لدي الطفل منذ الصغر. كذلك تساعد البازل في زيادة قدرة المقارنة والمقابلة وتنمية التصور علي مستويين، الأول بتنمية تصور التكامل من خلال الشكل نفسه وتكامله من خلال منحنياته أو التنمية البصرية المقابلة، وهو تصور يتم من خلال اتجاهات الخطوط وتلاقيها فوق سطح اللعبة، وكذلك تنمية التكامل عن طريق اللون من تلاقي القطع الصغيرة والتقائها وتكاملها، وكذلك تنمي عضلات أصابع الطفل وقدرته علي التحكم بالإمساك بقطع البازل الصغيرة ووضعها في مكانها الصحيح، مما يحدث تناسقاً بين العين وحركة اليد، من خلال المشهد وإحلال قطعة البازل في مكانها الصحيح. ومن المهم للغاية أن تجلس الأم مع صغيرها أثناء ممارسة اللعبة، حتي لا يكون تنسيقه للقطع عشوائياً وتنبهه إلي معني التنسيق ولفت نظره للاختيار وتحفيزه علي إنجاز اللعبة بتركيز ومتعة في الوقت ذاته.