في سابقة لانعرف لها مثيلا في تاريخ الأزهر جامعا وجامعة اجتاح التيار السلفي المتشدد بدون داع جامعة الأزهر ودخل بخيوله تأسيا بنابليون قائد الحملة الفرنسية الذي لوث طهارة الجامع الأزهر وقدسيته عندما اجتاحه بخيول الغزاة وهكذا فعلها السلفيون فاجتاحوا حرم الجامعة من غير إذن ولا تصريح من شيخ الأزهر ولا رئيس الجامعة ولا أحد نوابه ولا حتي موظف الأمن الحارس علي حدائق الجامعة. وعقدوا ندوات عجيبة في خلفياتها لافتات من طراز : مع داعية الشباب الأول حازم شومان.. ومع طبيب القلوب محمد يعقوب، ساعتها تصورت أن مطرب الجيل إياه يقيم حفلة علي الجانب الآخر وبينها حفل لمطرب هبطل السجاير شعبولا وكأنه صراع علي النجومية في جامعة الأزهر، ثم سألت نفسي وبعض العقلاء: هل للبحر حاجة في مدد من قناة، ضحلة؟ هل يمكن لجدول صغير بل صغير جدا أن يتطاول علي البحر أو النهر ويقول له : أتريد من عندي ماء وحياة؟! هذا بالضبط مافعله مايسمي بداعية الشباب وإخوانه الذين اقتحموا حرم الجامعة وحرمتها ليعلموا طلاب الأزهر أصول العلم. أي علم هذا..؟ والأزهر سيدنا وقبلتنا لطلب العلم الشريف وتحصيل الأصول وفهم الكليات بعد شرح الجزئيات.. العقلاء أكدوا أن ماحدث جريمة في حق الأزهر جامعا وجامعة، فلو كان هؤلاء أنصاف علماء لتعلموا: لاتدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتي تستأذنوا وتسلموا علي أهلها.. بل لا تدخلوها حتي يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكي لكم .. لكنهم جهلوا وتجاهلوا واستجهلوا وتطاولوا واعتدوا علي حرم كنا نعده حرما آمنا من جهالة الجاهلين وحنق الحاقدين وشهوة المبطلين وسفاهة المخربين. أذكر نفسي وإياكم بأدب المصريين في ريفنا الأخضر. عندما يدخل أحد بإذن إلي مكان ما فإذا به يتنحنح ويصيح : دستور يا أهل البيت.. فهل غاب عنا الأدب؟ لله در القائل : ليس اليتيم يتيم الأم والأب وإنما اليتيم يتيم العلم والأدب.