القمح كان ولا يزال وأكثر المحاصيل الاستراتيجية الغذائية انتشارا في العالم فهو يشكل مادة غذائية لقرابة نصف سكان العالم، وهو سلاح سياسي مستخدم ببراعة وبلا ضمير في إخضاع الدول الفقيرة، وقد جاء في تعليق (جيرالد فورد) عندما كان رئيساً للولايات المتحدة الأمريكيّة "من الآن فصاعداً (لم تعد الولاياتالأمريكية بحاجة إلي التهديد بالطائرات من أجل تهدئة عالم ثالث كثير الحركة فالترسانة الأمريكيّة تضم سلاحاً صعباً ورهيباً وهو الغذاء). فمن المعروف أن أحد أهم شرط استمرار المعونة الأمريكية استيراد القمح بدلا من تصديره .. ومصر علي مر العصور كانت تطعم جميع الدول في العهد الروماني وقد ذكر القرآن قصة يوسف الصديق وإخوته وكيف حلت مصر المجاعة التي ضربت العالم بتصديرها القمح لهم فكانت سلة القمح للعالم أجمع .. في هذا الملف نلقي الضوء علي حكاية القمح في مصر ومن أفسد زراعته وخول مصر لأكبر دولة مستوردة لهذا المحصول الحيوي.