❊❊ نحو دراما مصرية جديدة هو مطلب نادي به عدد كبير من المخرجين عقب ثورة 25 يناير طالبوا بتغيير الموضوعات الدرامية حتي تتناسب مع طبيعة الفترة التي نعيشها في ظل مناخ من الحرية الذي يهدف إلي إعادة تقديم موضوعات كانت قد أغفلتها دراما ماقبل الثورة. في البداية يقول السيناريست عاطف بشاي لا أملك القرار منفردا في تغيير شكل الدراما ، ولكن تصوري أن شكل الشاشة الدرامية سوف يختلف بعد أن يتم إسقاط ماهو بذيء وليس له قيمة فكرية، فهي ميلودراما فاقعة لزجة ليس لها هدف بالإضافة إلي أن الثورة سوف تلغي أيضا فكرة دراما سير الراقصات وتخرج من أدراج المسئولين أهم الكتابات التي ظلت حبيسة لعدة سنوات، وتبدأ تستعيد الدراما الموجهة عافيتها وليس بمعناها الاشتراكي ولكن بمعناها الهادف الذي يعالج الواقع المصري وتؤثر في وعيه وألا نعتمد علي نجوم الملايين لأنه نوع آخر من أنواع الفساد. وتري المخرجة رباب حسين أن الصورة حاليا لم تكتمل بسبب الاضطرابات والمظاهرات التي نشهدها كل يوم والتي تعطل بشكل رئيسي مسيرة العمل، وجميعنا نفسيا متلخبطين، ويجب أن نبتعد عن الصورة اليومية التي نشاهدها في نشرات الأخبار وعناوين الصحف حتي نكتب عنها بشكل جديد ونستطيع تقييم الموضوع بعيدا عن الضغط سواء مع أو ضد ونتمني أن تكون هذه المرحلة هي بداية التحرر من القيود التي سيطرت علي أفكار كثير من الكتُاب والمؤلفين، فالدراما بوجه عام سوف تخرج من هذه الأزمة بعافية وعزم شديدين بعد انحسار دراما رجال الأعمال. ويقول المنتج إسماعيل كتكت : ماحدث مؤخرا علي الرغم من أنه في الصالح العام إلا أنه انعكس بالسلب علي الدراما المصرية وأصابها في مقتل بسبب تخوف كثير من المنتجين بعدم المغامرة فهذه المرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها الدراما فسوف يعيد عدد كبير من المخرجين والمؤلفين تفكيرهم في كتابة النصوص الدرامية التي تتناسب مع هذه المرحلة والتي نعتبرها انتقالية أيضا في الدراما حتي نعبر بها إلي بر الأمان. ويضيف المخرج إسماعيل عبدالحافظ المشاهد المصري استمد ثقافة جديدة وهي ثقافة الثورة، وخاصة الجيل الجديد الذي لم يعش مثل هذه الفترات ولم يعاصرها ففتحت له الثورة باب الاطلاع السياسي ولا حديث في الشارع المصري إلا عن السياسة، عدد كبير من المؤلفين والمخرجين أيضا يشعرون أن المشاهد حاليا لم يعد يقبل النمط الدرامي الاستهلاكي فموضوعات الثورة والحس الوطني سوف يكون لها نصيب الأسد علي الشاشة خلال الفترات القادمة بشرط أن تصاغ بحرفية شديدة وابتكار. ويشير المخرج خالد الحجر إلي أن الثورة أطاحت برؤوس الفساد في المجتمع وسوف تطيح أيضا بكل الأفكار السطحية فعلي مدار السنوات الماضية استعرضت الدراما نوعية من الأعمال ارتبطت بفكرة تزاوج المال بالسلطة وسيطرت علي جميع ا لكتابات لكن المصلحة العامة حاليا سيغلب عليها دراما تتناسب مع مزاج المشاهد من خلال كشف زيفهم وسرقاتهم واستيلائهم علي المال العام بالإسقاط المباشر.