هل القذافي مجنون أم مريض بالوهم أم خليط نادر يجمع داخل شخصيته مجموعة من العقد النفسية المستعصية، أحيانا يبدو مثل دون كيشوت، الشخصية الشهيرة في الأدب العالمي، حيث صور له خياله المريض أنه فارس ماهر، يواجه بسيفه جيوش الأعداء، ويظل يهذي وهو يحارب طواحين الهواء، ويتوهم أنهم جيوش يتربصون به، وأحيانا يبدو القذافي مثل نيرون الذي يحرق شعبه، وفي حالات كثيرة يتحول أمام الجماهير إلي ممثل كوميدي ، يتقمص دوره ويضحك الناس وهو يصطنع الجدية والوقار، مصائب القذافي كلها كوم ، وما فعله مع نجله سيف الإسلام في الأيام الماضية كوم آخر، من يتحمل مسئولية استمرار هذا المجنون فوق سلطة حكم ليبيا أربعة عقود؟ الشعب الذي التزم الصمت علي تجاوزاته، أم المنظومة العربية والأفريقية والدولية، التي هللت لثورة الفاتح من سبتمبر، ثم تجاوزت علي ما يرتكبه من جرائم وفظائع، عندما خلع مع زملائه عام 69الملك السنوسي، كان الأسطول الأمريكي والقواعد الأجنبية تحيط بالمملكة الليبية وأراضيها وسواحلها، وتمت اتصالات سرية مع الملك المخلوع لإقناعه بالتدخل وسحق الثوار ، تحت ستار شرعية الملك ، لكنه رفض إراقة الدماء من أجل سلطة الحكم ، وبعد أربعين سنة، يهدد القذافي ونجله بتحويل ليبيا إلي بحور من الدماء، هذا المجنون سفك دماء مئات الشرفاء، بينهم الكثير من المصريين، أكثر من ألف شهيد مصري تم نقلهم للحدود، بخلاف نحو مليون ونصف مليون مصري يعيشون في رعب وذعر مع باقي الشعب الليبي الذي تحول إلي رهينة تحت قبضة سفاح مازال يعيش وحشية العصور الوسطي، القذافي انتهي أمام شعبه وبقية شعوب وحكومات العالم ، لكن هل يضمن أحد عدم تسلق أشباه القذافي وعودتهم لحكم ليبيا والشعوب العربية المنكوبة بحكامها.