«أمي ماتت، ومات معها كل شيء»، كلمات أبكت كل من قرأها، كلمات كتبها طفل صغير، في الصف الخامس الابتدائي، إجابة لسؤال في امتحان التعبير، عن فضل الأم في حياة الإنسان، السؤال في 4 أسطر، والإجابة في 6 كلمات، إجابة أبكت جميع المدرسين في الكنترول المعنيين بالتصحيح، كلمات نبيلة رائعة، تدل علي موهبة وعبقرية، في التعبير عن الأحاسيس والمشاعر، بأسلوب لا يصل إليه كثير ممن امتهنوا، مهنة الكتابة، إلا بعد سنوات من الإبداع، كلمات أثارت موجة من التعاطف الشديد مع الطفل الصغير علي مواقع التواصل الاجتماعي، كلمات الطفل الصغير، كانت سببا في تسليط الضوء عليه، وعلي أسرته، وسببا في تكريمه من جهات عدة، من بينها الإدارة التعليمية لشمال سيناء، التابعة لها مدرسته، وأبرزها تكريم شيخ الأزهر، الذي قرر صرف إعانة شهرية لأسرته، والتكفل بنفقات تعليمه حتي التخرج من الجامعة، التعاطف مع هذا الطفل وتكريمه، سمة من سمات المجتمع المصري، غير أن التكريم وحده لا يكفي، وإنما احتضانه ورعاية موهبته هو الأهم، بل والبحث عن أمثاله، في مختلف المراحل الدراسية، وأراهن علي أنهم كثر، فمصر زاخرة بمثل هذه الموهبة، في كل المجالات، ولكن هناك غبار يحتاج إلي من يرفعه، ويكشفه لينكشف ما تحته، و هو أمر يحتاج إلي من يملكون القدرات العالية لكشف المواهب، والحمد لله أنهم موجودون، والدليل هذا المدرس العبقري، الذي قام بتصحيح ورقة إجابة هذا الطفل الصغير، وأعطاه أعلي الدرجات، فمصر دائما ولادة في كل المجالات، ولننظر إلي المصريين في كل دول العالم، عندما يجدون من ينتبه إلي مواهبهم، و يعطيهم الفرصة ماذا يفعلون، وماذا يقدمون، يتبوأون أعلي المناصب ويقدمون للبشرية مختلف الإبداعات في الطب، في الكيمياء و في العلوم، فماذا لو كان هذا العطاء في مصر لدعم مسيرة التقدم فيها. كلمة أخيرة: تحية تقدير إلي المدرس العبقري، الذي اكتشف عبقرية هذا الطفل الصغير ونفض عنها الغبار، وأقترح أن يصبح عضوا في هيئة عليا، يتم إنشاؤها تكون مهمتها كشف المواهب، في كل مكان في مصر، وأعتقد أننا سنجد الكثير في كل المجالات.