أثار قرار المجلس الأعلي للجامعات ببحث ضم مركز الدكتور مجدي يعقوب لأمراض القلب بأسوان إلي جامعة أسوان مع استقلاله إداريا وماليا الكثير من الجدل سواء العلمي أو المجتمعي وحتي السياسي.. وكل الأطراف تحاول أن تبرر موقفها سواء المجلس الأعلي للجامعات أو جامعة أسوان كذلك مؤسسة مجدي يعقوب نفسها.. فما هي حقيقة الموضوع؟ منظمات المجتمع المدني ثارت وطالبت بالحفاظ علي استقلالية المركز والاعتراض بشدة علي قرار ضمه للجامعة.. وأعلنت حملة «معا من أجل أسوان»: أن هناك حالة من الرفض التام لهذه الفكرة، لذلك ندعو وزير التعليم العالي ومحافظ أسوان ورئيس الجامعة إلي ترك الشيء الوحيد الذي يدعو للفخر لأهل أسوان في مجال الصحة وفي حالة تنفيذ القرار سندخل في اعتصام مفتوح أمام المركز.. وهناك مقترح للإعلان يوم الخميس القادم عن بدء إجراءات تدشين جمعية أصدقاء مركز مجدي يعقوب للحفاظ والدفاع من أبناء أسوان عن هذا الصرح العملاق.. فهو المتنفس والشيء الوحيد الذي يعمل بعيدأ عن الروتين الحكومي ويخدم كل فئات أهل أسوان وغيرهم. المسئولون في إدارة مؤسسة مجدي يعقوب حرصوا علي نفي فكرة تحويل مركزها بأسوان إلي مركز تابع لجامعة أسوان.. بل إنهم حرصوا علي التأكيد علي استقلالية المؤسسة التامة وأنها مؤسسة خيرية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي. الدكتور منصور كباش رئيس جامعة أسوان يرد علي سؤالنا بقوله: نحن لا نفكر في السطو علي المركز الذي يعد مفخرة لمصر كلها كما أشيع ولكن رأينا أن تستفيد الجامعة علميا من المركز.. وللعلم فإن اللجنة الثلاثية التي شكلها المجلس الأعلي للجامعات سوف ترفع تقريرها إلي وزير التعليم العالي بهدف إيجاد علاقة أكاديمية بين المركز والجامعة في إطار التعاون العلمي وبموافقة مجلس أمناء مؤسسة مجدي يعقوب لأبحاث وأمراض القلب وسوف يتم أخذ موافقة مجلس الوزراء عليها وكل ذلك يصب في مصلحة المرضي.. ومن جانبه يشرح «الدكتور أشرف حاتم..أمين المجلس الأعلي للجامعات» حقيقة كل ما يقال في هذا الأمر حيث يقول: الجامعة تقدمت بطلب إلي المجلس لبحث إمكان إنشاء مركز جديد للقلب في مدينة أسوان الجديدة تحت اسم مجدي يعقوب أو تحويل مركز يعقوب الحالي إلي مركز تميز علمي تابع علميا للجامعة مع استمرار استقلاله ماليا وإداريا عن الجامعة.. بالفعل شكل المجلس لجنة لبحث إمكان تنفيذ ذلك بصورة تحفظ للمركز تميزه الخاص وتضمن استمرار هيكله الإداري الحالي وتدفق التبرعات التي ترد إليه لعلاج المرضي.. واللجنة التي وافق المجلس الأعلي للجامعات علي تشكيلها ستضع تصورا متكاملا لمشروع القرار قبل رفعه إلي وزير التعليم العالي ثم إلي رئيس الوزراء وستنظر إمكان إيجاد علاقة أكاديمية بين المركز والجامعة. والإطار القانوني المطبق علي جامعة زويل هو النموذج الأمثل الذي يمكن وضع مثل تلك المراكز المتميزة تحت مظلته خصوصا أنه يمتلك مرونة جمع تبرعات لإجراء البحوث العلمية..ومركز مجدي يعقوب مركز متميز في مجاله وله صيغة قانونية تضمن استقلاليته بصورة تامة وهو ما ستتم مراعاته عند طرح أي تصور جديد يستهدف تحقيق منفعة متبادلة لصالح البحث العلمي بين الجامعة والمركز حيث إنه بمجرد التصاق اسم جامعة أسوان بالمركز ستتقدم الجامعة خطوات واسعة في الترتيب العالمي للجامعات بسبب النتاج العلمي الهائل لباحثي مركز يعقوب المنشور في المجلات العالمية المتميزة والمنتشرة والتي بلغت هذا العام 30 بحثا دوليا.. كما أن مركز الدكتور مجدي يعقوب سيستفيد هو الآخر من الضم للجامعة وذلك بعد إنشاء معهدين أحدهما معهد فني للتمريض والثاني معهد فني صحي يتخصصان في جراحات القلب ويمدان المركز بكوادر مؤهلة للمساهمة في تقدم ذلك المركز العالمي.. أما « الدكتور أشرف الشيحي..وزير التعليم العالي والبحث العلمي» فكان رده مختصرا بقوله: إنه بناء علي ما تم الاتفاق عليه بين رئيس جامعة أسوان والدكتور مجدي يعقوب وأمين المجلس الأعلي للجامعات وفي ضوء الحرص علي المركز والرغبة في مساعدته وتقويته وتمكينه من الاستمرار في أداء دوره المتميز، فقد تم عرض أمر المركز علي المجلس الأعلي للجامعات الذي قرر الموافقة من حيث المبدأ علي إنشاء مركز للتميز بجامعة أسوان سواء في موقع الجامعة الجديدة أو مركز مجدي يعقوب مع دراسة العلاقة العلمية والأكاديمية بين مركز التميز والجامعة.. مع التأكيد علي استقلالية المركز ماليا و إداريا.. ونحن لا نمانع في ضمه لجامعة أسوان بعد الدراسة الوافية والمتأنية التي تكفل دعمه دعما كاملا بشرط موافقة كل الجهات ذات الصلة والأمر مازال محل الدراسة..