سيطرت جزمة النائب كمال أحمد التي رفعها لضرب النائب توفيق عكاشة علي المشهد البرلماني وجذبت الأضواء عن الواقعة الأساسية التي كان المجلس يناقشها وهي لقاء عكاشة بالسفير الإسرائيلي. وشهد مجلس النواب مهزلة برلمانية بكل المقايسس اضطر خلالها الدكتور علي عبد العال إلي رفع الجلسة بعد أن تحولت قاعة البرلمان إلي حالة من الهرج والمرج وذلك بعد أن انهال النائب السكندري المستقل كمال أحمد علي النائب توفيق عكاشة بالحذاء بصورة أذهلت الجميع داخل القاعة بينما وقف عكاشة ممتنعا عن الكلام لايرد وسارع النواب وفي مقدمتهم النائب مرتضي منصور لتطويق الأزمة ومنع وصول عكاشة إلي حذاء كمال أحمد مرة أخري الذي كان ثائرا لدرجة مخيفة وعندما قرر رئيس البرلمان طرد النائبين من القاعة تعالي صوت كمال أحمد قائلا "حضربه تاني" وهو مشهرا حذاءه بينما جاء تصرف عكاشة متسما بالتوهان والصدمة مما تعرض له من زميله وهنا لاحظ عبد العال إفلات زمام الجلسة منه فسارع إلي اتخاذ قرار فوري برفع الجلسة نصف ساعة حتي تهدأ الامور في حين امتدت المعركة إلي خارج القاعة وفي البهو الفرعوني حيث قام النواب بجهد خارق من أجل تهدئة الأمور وخلال تواجده بالبهو الفرعوني أصر النائب كمال أحمد علي مافعله مؤكدا أن الحذاء رسالة من الشعب المصري إلي السفير الإسرائيلي ونتنياهو والكنيست وأن هذا جزاء من يفعل مثل ما فعل توفيق عكاشة ووافق مجلس النواب علي إحالة النائب كمال أحمد إلي لجنة خاصة للتحقيق معه في واقعة اعتدائه علي النائب توفيق عكاشة بالحذاء ومخالفته للتقاليد والأعراف البرلمانية واللائحة الداخلية للمجلس. وقد حاول بعض النواب توقيع جزاء فوري علي كمال أحمد إلا أن عبد العال أكد أنه لايجوز طبقا لأحكام اللائحة الداخلية المعمول بها في الماده 370 توقيع عقوبة علي النائب إلا بعد التحقيق معه وسماع أقواله في الاتهامات الموجهة إليه وقال إن ذلك هو مايتفق مع أحكام الدستور واللائحة. وكانت حالة الغضب قد أصابت جميع النواب بعد موقعة الحذاء وأكدوا أن ما قام به النائب كمال أحمد أمر مرفوض فيه خروج عن الأعراف والتقاليد البرلمانية المتعارف عليها وأن ما فعله أحمد هو إهانة في حق النواب ورئيس مجلس النواب. وأكد السيد محمود الشريف وكيل المجلس انزعاجه ورفضه لما قام به النائب كمال أحمد من استخدام حذائه ضد زميله توفيق عكاشة وقال لابد من اتخاذ إجراء رادع ضد كمال أحمد. وأكد النائب المعين يوسف القعيد أنه رفض تصرف زميله كمال أحمد شكلا وموضوعا وقال إنه كان لا يجب أن يحدث هذا الأمر من نائب مخضرم بحجم كمال أحمد رغم أنني ضد توفيق عكاشة الذي خون الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. وقال القعيد إن هناك العديد من الطرق لعقاب توفيق إلا رفع الحذاء تحت القبة. وقال النائب الوفدي طلعت السويدي إنه يرفض الأسلوب الذي قام به النائب كمال أحمد ضد توفيق عكاشة وقال إنني نائب منذ عام 2000 لم أر مثل هذه الواقعة حتي في مجلس الإخوان وقال هناك طرق عديدة للعقاب طبقا للائحة المجلس وتساءل هل سيتحول البرلمان إلي ساحة للمعارك والاشتباكات والضرب؟ وأرجع النائب عبد المنعم العليمي الأحداث الهزلية والمهاترات التي تحدث تحت القبة الي إدارة الجلسة وقال يجب علي رئيس البرلمان أن يلتزم بجدول الأعمال الذي وزع علي الأعضاء وقال إن موضوع عكاشة رغم تحفظاتنا العديدة عليه ورفضنا لما قام به إلا أنه لم يخالف الدستور بل نحن الذين خالفنا الدستور بعرض البيانات العاجلة المخالفة للدستور المصري ، وتساءل لماذا عرضت البيانات العاجلة وهناك العديد من البيانات العاجلة التي تهم المواطنين وقضاياهم الحياتية. وقال إن موضوع عكاشة موضوع خارجي تبحثه جهات رقابية وترسله إلي مجلس النواب. وأعرب العليمي عن استيائه الشديد لما قام به كمال أحمد ضد زميله توفيق عكاشة وتساءل كيف يحدث ذلك من نائب مخضرم يفهم ويعلم التقاليد البرلمانية وقال إن العمل السياسي يلزم النواب بالهدوء وقال للأسف لقد أهان كمال أحمد المجلس كله وقال أين نحن من المجتمع وهو يرانا نخاطب بعضنا ليس بالحجة وإنما بالجزم. وقال النائب توفيق عكاشة ل"آخرساعة" في أول تصريح له عقب خروجه من مكتب سليمان وهدان وكيل المجلس الذي جلس فيه قرابة الساعة بعد واقعة الحذاء :"إن جميع قيادات الدولة أعطوني 60 ألف جزمة علي رأسي مش هتيجي علي جزمة كمال أحمد وأضاف أنا مع جميع زملائي وأطالب بإسقاط العضوية عن كمال أحمد الذي اعتدي عليّ". وأضاف عكاشة "أنا لم اعتد علي الدستور أو اللائحة" مشيرا إلي أن قرار إحالته للجنة الخاصة هو قرار جانب الصواب مؤكدا أنه لن يمثل أمام هذه اللجنة للتحقيق مشيرا إلي أنه أصبح هو المجني عليه بعد اعتداء كمال أحمد عليه .