كتبت منذ عامين مقالاً بعنوان حدائق الأهرام، تابعت المظاهرة التي نظمها سكان منطقة حدائق الأهرام، هؤلاء السكان كان هدفهم من السكني فيها رغبتهم في التميز، والهدوء، في مكان أوهمهم القائمون عليه أن البناء فيه بشروط، وأن هناك أماكن محددة للخدمات، وأنه لا مجال للمجاملات، وأن المكان سيتحول إلي جنة وحدائق وبساتين، ولكنهم ومع مرور الوقت اكتشفوا أن حلمهم الجميل بدأ في التحول إلي عشوائية، وربما أسوأ من ذلك، من أجل ذلك تظاهر السكان، وكانت مطالبهم بسيطة، رصف ونظافة وإنارة الطرق الداخلية، توفير وسيلة مواصلات داخلية بدلاً من التوك توك الذي يتسبب يومياً في أعمال بلطجة وشغب مع السكان وخطورته لتوافر الأسلحة دائماً مع سائقيه، إزالة المخالفات من محلات عشوائية غير مرخصة، والأكشاك المنتشرة في الشوارع، تفعيل دور الأمن علي البوابات، وداخل المدينة والذي يستنزف ميزانية شهرية كبيرة بدون دور حقيقي، وقف بناء الأدوار المخالفة لما تسببه لاحقاً من مشاكل في المرافق للمدينة كلها، تفعيل أراضي الخدمات وتحويلها لمراكز تجارية وخدمية بديلاً عن المحلات العشوائية غير المرخصة، بناء سور المدينة المتوقف، المطالب عادلة وليس فيها أي افتئات علي حقوق أحد، مطالب ليست فئوية، تحتاج إلي أموال من خزينة الدولة لتحقيقها ، فخزينة الجمعية عامرة بالملايين، والمظاهرة كانت مثالية، رفعت شعارات حضارية بلغة راقية «الحدائق أصبحت عشوائية» لم يتطاول المتظاهرون علي أحد، لم ينصبوا الخيام، ليعتصموا، أو يبتزوا أحداً، فقط يريدون أن يعيشوا في بيئة نظيفة، كما وعدهم المسئولون عن الجمعية، وكما هو مخطط من قبل أن يسكنوا، تظاهروا لأنهم أدركوا أنه لو استمرت الأمور هكذا فستتحول الحدائق إلي عشوائية جديدة، المظاهرة تمت بمستوي أقل وصف له أنه حضاري، وبقيت الاستجابة وتحقيق المطالب، فهل من مجيب؟.. بعد فترة تمت الاستجابة لبعض المطالب، منها إزالة التوك توك إلا قليلاً «الاستجابة تمت بعد مظاهرة حضارية من السكان أيضاً»، وحتي الوسيلة الجديدة غير منظمة وعشوائية لا تليق، السور تم بناء بعضه، وبقية المطالب محلك سر، وزاد عليها انتشار الكلاب الضالة في أرجاء الحدائق!.