اختارت الكاتبة سعاد سليمان شارع المعز ليكون خلفيتها في الصور، قالت إن حجم الدهشة الموجودة في هذا الشارع لايمكن وصفها بالكلام ولكن بتصويرها من كل جانب. أمام بيت نجيب محفوظ في الجمالية حكت سعاد عن كواليس مراسم استقبال ملكة إسبانيا لها كأول أديبة مصرية وعربية تفوز بجائزة الملك خوان كارلوس للقصة القصيرة التي ينظمها "متحف الكلمة" بإسبانيا. ب28 كلمة استطاعت الأديبة المصرية أن تبهر ملكة - أصغت إلي ترجمة "تشابه" القصة الفائزة من السفير المصري أحمد إسماعيل - فصافحت الملكة سعاد بحرارة وعاملتها بود واحترام شديدين. تتذكر سعاد لحظة إعلان فوزها بالمركز الثاني في المسابقة تقول: كلمني المترجم المصري المقيم في إسبانيا طلعت شاهين، ليخبرني بحصولي علي الجائزة، وقال لي إنني سألتقي الملكة، فنصحني صديقاتي بارتداء فستان يعبر عن شخصيتي المصرية، وقامت ياسمين حاكم بتصميمم الفستان، وكان من المقرر إقامة حفل عشاء وهو ما جعلني أنتقي "بدلة" أيضا لحضور الحفل. تضيف: عندما وصلت عرفت أن مقابلة الملكة ستتم في الحادية عشرة صباحا، وأن النساء في أوروبا لا يرتدين الفساتين في الصباح، فضلا عن أن البروتوكول يحتم عليّ أن ألبس رسميا. تضحك سعاد وتواصل: مخيلتي المصرية حرضتني علي تخيل وجود مسرح و"كهارب" وجمهور يصفق، وهذا لم يحدث في الواقع! أسألها عن الذي حدث فتخبرني عن لغتها الإنجليزية السيئة وجهلها بالإسبانية وابنها أحمد الذي تولي مسئولية الترجمة لها. وتستطرد: قبل لقاء الملكة بيوم قمنا برحلة سياحية وشرحت لنا المرشدة المكان الذي نتواجد فيه، وأشارت إلي المتحف المصري الذي أهدته مصر إلي إسبانيا من مقتنيات معبد أبو سمبل، وشكرتني باعتباري مصرية، وهو ما جعل الفوج السياحي يصافحني. وتقول: وقفنا أمام القصر الملكي التاريخي، وقالت لي المرشدة: هذا هو القصر الذي ستستقبلك فيه الملكة في صباح الغد. وتوضح: لم تكن المشكلة في البدلة، بل في ارتداء حذاء كعب عال لأنني أعاني من التهاب المفاصل وخشونة في الركبة، أما المشكلة الأكبر فقد كانت عدم السماح لابني بالدخول معي، وهو ما جعلني أتلقي ترجمة إنجليزية عما يدور بالأسبانية من زميلتي الأمريكية "إيميلي" الفائزة بالمركز الأول، إلي أن وجدت أحدهم يقول لي بالعربية: مبروك يا سعاد.. فكان بمثابة من ينتشلني مما أعانيه التفت فوجدته السفير أحمد إسماعيل الذي يهنئني ويعبر لي عن فخره بحصول كاتبة مصرية علي الجائزة. حاولت ألا أقوم بحركة تفسد البروتوكول، واستمعت إلي الملكة وهي تحكي عن أهمية المسابقة وتحرر العالم بالكلمة. أخبرتني الملكة أنها لم تقرأ القصة بعد لأنها لم تصلها مترجمة، وهو ما جعلها تطلب مني الترجمة، فأخبرتها بدوري أنني لا أتحدث الإسبانية ولا الإنجليزية، ولكنني أجيد العربية بطلاقة! قبل أن يتدخل السفير المصري ويترجم القصة، فانبهرت بها الملكة وامتدحتها.