حصل الدكتور محمد أبو العطا أستاذ اللغة الإسبانية جامعة عين شمس على وسام الاستحقاق المدنى من الملك خوان كارلوس الأول ملك إسبانيا تكريمًا وتقديرًا لدوره البارز فى نشر ودعم اللغة الإسبانية وترجمة آدابها فى مسيرة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود. وقد أقام المركز القومى للترجمة برئاسة دكتورة كاميليا صبحى احتفالًا مهيبًا بهذه المناسبة فى بداية الاحتفال تحدث أبو العطا مؤكدًا أن المركز القومى للترجمة هو بيت المترجمين حتى قبل إنشائه بشكل رسمى كما أشار إلى أن النجاح الذى حققه يؤكد الفرق بين مؤسسة لها رؤية أو مكان يعمل بشكل عشوائى، ولأن المركز على رأس الطليعة الثقافية فى مجال الترجمة فهو فتح بالعقل باب المستقبل للنهوض بالترجمة وهو فى الحقيقة إنجاز لم يتحقق فى أية دولة عربية وقال إن أعماله حققت نجاحًا لأن المركز اهتم بها وتحدث عن مشواره كمترجم وبداياته فى التوجه للترجمة للإسبانية. وتحدث أبو العطا عن الأزمات التى تواجه الترجمة وهى البعد عن الترجمة فى الأدب وأضاف أننا نخشى على القارئ العربى من الترجمات البيتوتية لغير المختصين مشيرا إلى أنه يوجد فى مصر عدد كبير من المترجمين المحترفين الذين يتمتعون بمهارات عالية وتوجه بحديثه إلى شباب المترجمين المبتدئين بضرورة أن يكون لديهم الحماس لإثراء عملية الترجمة. و أضاف أن جيل التسعنيات فاجأه بأنه قارئ لإنتاجه وكان له دور كبير فى انتشار أعمإلى وقال إننا فى مصر نعمل على «إجهاد الذات» بمعنى أننا لا نثق بأن لدينا مثقفًا جيدًا أو كاتبًا جيدًا ولا مترجمًا جيدًا ولا قارئًا جيدًا والحقيقة هى العكس فلدينا كتاب ومثقفون ومترجمون عظام حققوا نجاحات لكن لم يلق الضوء عليهم. وطرح الكاتب فؤاد قنديل تساؤلا على أبو العطا حول أسباب عدم توجه المترجمين إلى ترجمة الأعمال العربية إلى اللغة الإسبانية وقد أرجع أبو العطا ذلك إلى أن الترجمة فى إسبانيا موضوع شخصى مقتصر على الأفراد فلا توجد مؤسسة تسهم فى نشر هذا الأمر ما يجعل الترجمة من العربية إلى الإسبانية عملًا غير مقروء إلى حد ما بالإضافة إلى أن القارئ الإسبانى يعتمد فى قراءاته على المغامرة فهو إلى حد ما متوسط الثقافة إلا أنه بالفعل تم ترجمة بعض القصص السورية إلى الإسبانية فى تجربة ربما لم تجد الرواج المرجو منها. وطلبت د.هيام عبده أستاذ مساعد بقسم الإسبانى جامعة حلوان من د. عطا إسداء بعض النصائح للشباب المترجمين فقال أبو العطا إن أهم الأسس التى يجب على المترجم اتباعها أن يكون له رؤية ومنهج فى اختيار ترجماته وأن يهتم بتحسين لغته العربية مع الالتزام بالنص الأصلى ما يضفى على ترجمته واقعية ويجعلها صالحة - فيما بعد?- إلى تحويلها إلى أعمال فنية. وعلى هامش الاحتفال صرح أبو العطا لأكتوبر أن من أفضل الكتاب الذى يفضل الترجمة لهم هو «خوليوكورتاثر» وأنه يقوم فى الوقت الراهن بالتجهيز لعدد من الترجمات على رأسها كتاب جديد عن الشعر منتخب من 30 شاعرًا إسبانيًا تشجيعا لشباب المترجمين على الاتجاه إلى الترجمة فى المجال الأدبى والذى تعانى من نقص الإنتاج إلى حد ما. و أبو العطا صاحب عدد لا يحصى من المقالات والترجمات والمطبوعات فله أكثر من خمسين دراسة بالعربية والإسبانية نشرت بمصر والخارج، وحاصل على شهادتى الليسانس والدكتوراه من جامعة كومبلوتينسى بمدريد وعمل مستشارًا ثقافيا للسفارة المصرية بإسبانيا كما أن ترجماته للأعمال الأدبية للأدباء الأسبان أو من أمريكا اللاتينية تعد استثنائية وكذلك تنسيقه لكتاب «500 عام على الإسبانية بمصر» تكريما لبيدرو مارتينيث مونتابيث كما ترجم أيضا مجموعة قصص لجورجى لويس بورخس، «رواية النوم فى الشمس» من تأليف ادولفو بيوى كساريس، ديوان خورخى لويس بورخس «مديح الظل»حيث يعد هذا العمل من أشهر الأعمال التى قدمها للعربية حيث يضم هذا المجلد ما كتبه خورخى بورخس من شعر ونثر فى الفترة من 1967-1969 ويعد إصداره احتفالا ببلوغ كاتبه السبعين من العمر حيث يمثل هذا الديوان بورخس فى أوج نضجه.