"هنا لندن". افتتاحية كانت ومازالت تستهوي عددا كبيرا من الخريجين والإعلاميين والعاملين في الحقل الإذاعي، وكان الالتحاق بالعمل في هيئة الإذاعة البريطانيةBBC بمثابة حلم تحقيقه شبه مستحيل، لكن بين عشية وضحاها استطاعت مآثر المرصفي تحقيق هذا الحلم، عندما رشحها الإعلامي الراحل محمود سلطان للعمل في هذه الإذاعة العريقة، وحققت خلال عملها نجاحا كبيرا، حتي وصلت إلي منصب مدير عام في "راديو مصر". مآثر المرصفي التي استقالت من BBC تقول ل"هي": استقالتي لم تكن تضحية، بل هو واجب علي كل سيدة من أجل رعاية زوجها وأسرتها، وهذا لا يعني التقليل من دور المرأة العاملة، لكن بالنسبة لي وجدت بيتي فوق كل شيء، ووراء كل رجل عظيم امرأة، فقررت أن أعتني بأسرتي، وخاصة زوجي محمد حمدي الذي كان يعمل في مجال الصحافة قبل أن يتوفاه الله، ولكنه كان رافضا لمبدأ ترك العمل والتفرغ للمنزل، لأنه كان مؤمنا بدور المرأة ومشاركتها في الحياة العملية، واستقالتي أغضبته وحاول إقناعي بأن أستمر في العمل لكنني رفضت، وأمام إصراره قررت أن أمارس بعض المهام التي لا تتطلب تفرغاً كاملاً ويمكن إنجازها من المنزل مثل الترجمة وإعداد بعض الخطط والاستشارات البرامجية للقنوات والمحطات الإذاعية وغيرها. تتابع: التحقت بعد ذلك بالعمل في إذاعة الأخبار، وعملت كمذيعة في "راديو مصر" ثم توليت إدارة البرامج حتي تقلدت منصبي الحالي، وأسعي جاهدة إلي عملية التطوير والتغيير للوصول بالمحطة إلي أكمل وجه، بما يرضي مستمعيها ويرضيني. وتشير إلي أن المحطة استطاعت خلال فترة قصيرة أن تجذب إليها عددا كبيرا من المستمعين، نظرا لما تقدمه من موضوعات خفيفة ونشرات إخبارية ترصد كل ما يدور في العالم، بالإضافة إلي تغطية جميع الاحتفالات الفنية والثقافية والسياسية، وكل ما يهم عشاق "راديو مصر". تري مآثر أن العمل الإذاعي من أصعب المهام في مجال الإعلام، وتقول إن أدوات المذيع محدودة للغاية، فهو يجلس خلف "حديدة" – تقصد الميكروفون - ينقل من خلالها ثقافته وشخصيته علي عكس التليفزيون الذي ينقل الصورة كاملة للمشاهد. وفيما يخص ميزات الإعلامي الناجح تقول: الموضوعية والحيادية هي أساس نجاح أي إعلامي، وأن يستمع إلي جميع الأطراف من دون أن يتحيز لطرف علي حساب الآخر. وتؤكد مآثر أن الإعلام الرسمي هو الأساس، وهو الذي صنع عددا كبيرا من نجوم الإعلام الذين يدينون له بالفضل وكان سببا في شهرتهم، وعليهم أن يثقوا في الإعلام الرسمي، فهو لم يضعف ولم تخر قواه، بل مازال بكامل عافيته ويتواجد بقوه في جميع الأحداث، لكن ينقصه الدعم حتي يظل متسيدا ومتربعا علي الساحة.