هل إقالة مسئول، محافظاً كان أو وزيرا، أو حتي رئيسا للوزراء، يحل المشكلة، أي مشكلة؟!، هل إيقاف برنامج أو إبعاد مذيع، أو مذيعة هو الحل؟!، أسلوب المسكنات لعلاج أي أزمة أو مشكلة، لا يجدي، الطبيب المعالج عندما يقرر علاج المريض بالمسكنات، هو بذلك لا يقضي علي المرض، هو فقط يسكن الألم، حتي لا يشعر المريض بأوجاع المرض، الدولة للأسف ومنذ عقود بعيدة تتعامل بأسلوب المسكنات وهو ما أدي إلي تفاقم المشاكل في كل المجالات.. في الصحة، التعليم، الإسكان، وغيرها نفس المشاكل والأزمات نتحدث عنها بلا تغيير، ومن يريد أن يتأكد أكثر عليه متابعة تصريحات المسئولين هي هي، لم تتغير، إن كانت هناك رغبة بالفعل في الإنجاز، التصريحات لابد لها من متابع للتنفيذ علي أرض الواقع، إذا كانت الدولة جادة بالفعل في القضاء علي ما يواجهه المواطن من أزمات،عليها عند اختيار المسئولين، سواء كانوا وزراء أو محافظين أو في أي موقع من مواقع المسئولية، أن يكون لديهم القدرة علي رفع المعاناة عن الغلابة وهم كثر، خاصة أن المشكلات والأزمات لم تتغير، وصارت معروفة للقاصي والداني، أزمات موسمية أحيانا، ومستعصية في كثير من الأحيان، وأكاد أجزم أن كل التغييرات السابقة لم تأت بجديد، والتغييرات القادمة أيضا لن تأتي بجديد، أقول ذلك ليس من باب التشاؤم، ولكن من خلال محددات أضعها أمامي وأنا أتابع أي تغيير، فالمسئول في كل تغيير يبدأ مشواره بالتصريحات، سأفعل كذا، تصريحات لزوم الظهور الإعلامي، ويتبعها بإقصاء مستشاري ومعاوني من سبقه،، قبل أن يتعامل معهم ويتعرف علي قدراتهم وأفكارهم، طبيعة مصرية تمتد لعصر الفراعنة يجب القضاء عليها، فمصر والمصريون في حاجة الآن إلي أفعال، من خلال مسئولين لديهم القدرة علي الإدارة القوية والتدبير الحكيم، ولن يتأتي ذلك إلا برؤي استراتيجية وليس برؤي شخصية، بمسئولين يتعرفون علي المشكلات قبل أن يدلوا بالتصريحات، قادرين علي العبور بالوطن إلي بر الأمان، لديهم القدرة علي استلهام الهدف الذي نزل من أجله الملايين من المصريين إلي الشوارع مطالبين بالتغيير، لا يجلسون في مكاتبهم، يبدأون علي الفور في تجهيز صف ثان، المهمة صعبة وثقيلة، أتمني علي من يقبلها أن يكون كفؤا لها.