البعض يقصد الصيدلية دون استشارة طبيب

الاستخدام العشوائي للدواء طريقك إلي الموت

استشارة الطبيب يذهب المواطن إلي الصيدلية ويخرج منها وقد اشتري كمية من الفيتامينات والمضادات الحيوية والمسكنات، ليتناولها عشوائيا وهو لا يدرك خطورة ما يفعل، وفي ظنه أنه يعالج نفسه دون الحاجة للذهاب إلي طبيب.
عادة خاطئة تؤثر سلباً علي
ضغط الدم
المكملات الغذائية ومنشطات الرياضيين أسرع طريق للفشل الكلوي
أسباب من بينها الفقر والجهل جعلت المواطن يغامر بحياته في سبيل توفير ما يحتاج إليه أطفاله من قوت ضروري ضاربا عرض الحائط بأهمية علاج المرض بطريقة آمنة وصحيحة حتي لا تجعل مرضه يتطور ويؤدي في النهاية إلي هلاكه.
وكان اللافت وجود أشخاص حصلوا علي درجات عالية من التعليم يفعلون ذلك دون تأنيب للضمير، ففي جولة قامت بها "آخرساعة" سألت خلالها عينة عشوائية من المارة وجدت أن أغلبهم يذهب إلي الصيدلية لشراء المسكنات أو الفيتامينات والمضادات الحيوية دون الرجوع إلي الطبيب المختص.
تؤكد سماح عبد الله (محاسبة) أنها تحمل في حقيبتها مسكناً للصداع لم تستشر فيه سوي صديقتها التي أخبرتها بأن له تأثيرا قويا في علاج الصداع، بينما يقول حسن خليل (محام) إنه يستخدم نوعا من الفيتامينات لمقاومة الإرهاق في العمل لكنه لم يستشر طبيبا وأخذه بناء علي نصيحة بائع في صيدلية، وعلي الوتيرة ذاتها يقول خالد المجدوب (تاجر) إنه تعوَّد منذ صغره علي استخدام المضادات الحيوية كلما داهمه البرد.
في المقابل يحذر الدكتور رمضان الماكن أخصائي أمراض الباطنة بمستشفي الأقصر الدولي من الاستخدام العشوائي للأدوية ويحصي أمراضا عدة منها ضغط الدم والتأثير بالسلب علي الكلي لمن يتناولها من أشخاص ليست لديهم دراية بالأعراض الجانبية لمثل هذه الأدوية، مؤكدا أن المضاد الحيوي قد تسبب بالفعل في وفاة بعض الأشخاص، مشير إلي أدوية يحدث تفاعلها داخل الكلي تأثيرا مدمرا، وأخري علي الكبد.
وينصح الماكن بعدم اللجوء إلي استخدام أي علاج دون استشارة طبية والابتعاد عن نصائح أشخاص غير مختصين، قد تختلف حالتك عن حالتهم، فضلا عن تجنب استخدام المسكنات ، وضرورة استشارة الطبيب إذا تطلب الأمر استخدام المسكنات لأكثر من أسبوع لخافضات الحرارة ، ويجب إخبار الطبيب والصيدلي عن كل العقاقير التي تتناولها والمشاكل الصحية التي تسببت فيها.
ويشرح: مع الاستخدام الدائم للمضادات الحيوية يقوم الجسم بعمل قوة دفاعية فيصبح غير مستجيب لتأثيرها الدوائي مما يضطر المريض أن يتناول جرعة أكبر أو أنواعا أكثر قوة، وبعض الأشخاص يتناولون المضادات الحيوية دون داع ودون أن يكون جسدهم في حاجة لها مما يجعلهم غير مستجيبين لمادته الفعالة عندما يكونون بالفعل في حاجة له.
ويشير إلي وجود مضادات حيوية ذات تكلفة عالية ببدائل أرخص في السعر ومساوية لها في التاثير وأحيانا قد تفوقها علاجيا .
ويقول إن الطبيب وحده هو من يستطيع تحديد أنواع العلاج المناسبة للمريض وفقا للعمر والجنس والوزن وحالة أعضاء الجسم وخاصة الكلي والكبد والجهاز المناعي للمريض وخطر تفاعلات الحساسية الناجمة عن استعمال بعض المضادات الحيوية .
ويربط بين الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية والعادات الغذائية الشائعة كضرورة تناولها بعد وجبة كاملة، وإغفال تداخلات الأدوية مع الأطعمة بما يقلل أو يزيد من امتصاص الجسم لها. وهو ما ينطبق أيضاً علي تناولها مع الألبان والعصائر.
ويوصي بعدم الإفراط في تناول المسكنات التي يباع اكثرها في الصيدليات بدون وصفة طبية، بهدف تخفيف الألم فكل مسكن له جرعة قصوي مسموح بها في اليوم الواحد والتي يجب عدم تجاوزها وإلا فإن المريض قد يتعرّض إلي أضرار كبيرة قد تصل إلي حد التسمم والموت، فالمسكن يتناوله المريض لكي يخفف آلامه قبل أن يذهب للطبيب لمعرفة أسباب هذه الآلام فقط وليس لفترات طويلة.
ويوضح الماكن أن الاستخدام العشوائي للمسكنات يسبب قرحة المعدة والإثني عشر، وقد يحدث مضاعفات لها من نزيف وتليف وانسداد في القناة الهضمية إذا كانت القرحة مزمنة، كما أن الاستخدام العشوائي للمسكنات يسبب الإصابة بالحساسية الجلدية والتي تتطور لدي من يعانون من الحساسية الصدرية إلي الربو الشعبي وقد تؤدي كثرة تناولها إلي انقباض الشعب الهوائية، كما يرفع من الإنزيمات الكبدية ويؤدي إلي اضطراب في وظائف الكلي قد ينتهي بفشل كلوي مزمن.
ويقول قد يخفي علي الكثيرين أن بعض المسكنات التي يتناولها المريض من أجل الصداع يجب ألا تأخذ أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع وإلا سيصاب بما يسميrebound headache وهو صداع ناتج عن الدواء المسكن نفسه.
أما الفيتامينات فقد يلجأ البعض إلي تناولها بكميات كبيرة اعتقادا منهم أنها تقوي الجسم وتكسبه المناعة ولكن في الحقيقة أن الأفراط في تناول بعض الفيتامينات وخصوصا فيتامين «أ» ومجموعة فيتامين ب وفيتامين ج وحمض الفوليك قد يؤدي إلي تراكم هذه الفيتامينات في الجسم مما قد يسبب أحيانا ضررا كبيرا للكبد والكلي، فزيادة الفيتامينات في الجسم ضار جدا كنقصها فمن يتناولها يجب أن يكون علي علم تام بالأنواع التي تنقصه منها ليتناولها، فعلي سبيل المثال من يتناولون الحديد دون داع فهو لا يخرج من الجسم مطلقا وتناوله دون احتياج الجسم له يسبب الكثير من المشكلات نحن في غني عنها.
ويبين الدكتور رمضان الماكن أن ظاهرة تناول الأدوية بشكل عشوائي ظاهرة تجتاح العالم فأغلب الناس يلجأون إلي استخدام المسكنات كعلاج للتخفيف من الآلام ، رغم التحذيرات المتكررة من خطورة الإفراط في تناول هذه العقاقير.
أما المكملات الغذائية والمنشطات التي يتناولها الشباب قبل أداء التمارين الرياضية فهي تعتبر أسرع طريق للفشل الكلوي وتغيير هرمونات الجسم وقد تؤدي للوفاه فهي تجبر الغدد علي الإنتاج بشكل غير طبيعي مما يحدث خللا في أجهزة الجسم.
ويشترط الصيدلي عبد الباسط إدريس وجود دكتور صيدلي في كل صيدلية عند صرف العلاج للجمهور لكي يكون علي دراية تامة بالماده الفعالة التي توجد في كل دواء، وعلي الطبيب أن يدون للمريض اسم المادة الفعالة في الروشتة التي يعطيها له ليقوم الصيدلي بصرف أي نوع من العلاج يحتوي علي هذه المادة.
ويؤكد أهمية التأكيد علي كل الصيدليات عدم صرف أي أدوية بدون روشتة من الطبيب المعالج حتي نستطيع تحجيم هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل كبير بين المصريين.
ويشير إلي أنه يوجد عدة أدوية تحتوي علي نفس المادة الفعالة ولكن بأسماء تجارية مختلفة، فينبغي التأكد من الصيدلي قبل إضافة أي علاج جديد حتي لا تضاعف الجرعة وتزيد من احتمالية الإصابة بالأعراض الجانبية.