أن يتم حفر قناة السويس الجديدة في عام واحد، دليل قوي، علي أن أهل مصر قادرون علي الإنجاز والتحدي، خاصة أن المدة التي كانت مخططة لتنفيذ المشروع خمس سنوات، ودليل عملي، علي أن مصر التي أراد لها حفنة من الإرهابيين أن تغيب، تعود من جديد وبقوة، وتهدي للعالم قناة قادرة علي اختصار زمن رحلة العبور فيها إلي 11 ساعة، واستقبال السفن العملاقة، ودليل معنوي، علي أنه ليس بمقدور أي أحد أن يكسر إرادتها، أو ينال من عزيمتها، ودليل واضح علي أن الاستثمار في مصر آمن فتنمية محور قناة السويس تمثل نقلة نوعية واقتصادية، وتمهد لمرحلة اقتصادية هامة وجديدة في مصر، ودليل يبشر بالخير، وهو ما يؤكده العديد من التقارير السياسية، من أن افتتاح القناة يأتي في توقيت تشهد فيه مصر والمنطقة العربية، والعالم سلسلة من الانفراجات، والأحداث التي من شأنها أن تكون عوامل مساعدة لكي يحقق المشروع الجديد نجاحا مبهرا يفوق كل التوقعات، وأعيد ماكتبته من قبل من أن مشروع قناة السويس الجديدة أثبت قدرة المصريين علي العطاء، وعلي التغيير، وهذه سمة المصريين عندما يتواجدون في أي من دول العالم ويجدون من ينتبه إلي مواهبهم ويعطيها الفرصة ماذا يفعلون وماذا يقدمون، يتبوؤون أعلي المناصب ويقدمون للبشرية مختلف الإبداعات في الطب وفي الكيمياء وفي العلوم، فماذا لو كان هذا العطاء في مصر لدعم مسيرة التقدم فيها، لقد أثبت مشروع قناة السويس الجديدة أنه المشروع القومي، الذي سيعيد لمصر مكانتها، وأتمني أن يواكب ذلك تشكيل هيئة عليا مهمتها كشف المواهب في كل مكان في مصر، شرط أن تكون هيئة مستقلة تعمل بحياد وشفافية، بعيدة تماما عن أهواء الماضي، وبميزانية مفتوحة، وأعتقد أننا سنجد الكثير في كل المجالات، لندخل المرحلة القادمة بثبات وقدرة أكبر علي التحدي والإنجاز.