يواجه البدناء مشكلات عدة لإنقاص وزنهم والوصول إلي الشكل الذي يطمحون إليه، خاصة إذا كانوا يعانون من أمراض آخري بجانب البدانة. أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة مها شاكر دمجت بين التغذية العلاجية والتنمية البشرية، مؤكدة أن الحل الأمثل للوصول إلي الوزن المناسب، التركيز علي الجانب النفسي للمريض عن طريق التحكم في العقل اللاواعي، محذرة من اتباع وصفات التخسيس العشوائية المتاحة علي الإنترنت لأنها تسبب أعراضاً خطيرة تبدأ بسقوط الشعر. تقول الدكتورة مها شاكر ل "هي": التغذية العلاجية علم طبي خاص بعلاج الأمراض ولا يقل في أهميتة عن روشتة الدواء التي لابد أن يتبعها المريض، فهي قسم خاص بغذاء المرضي يتبعه علاج البدانة والنحافة، ولابد ان يمارسه طبيب بشري، لأنها ليست معنية فقط بإنقاص الوزن أو زيادته، بل معنية بتنظيم الغذاء بشكل صحي ومفيد للمرضي وخصوصا الذين يعانون البدانة، وبالتالي فالتعامل مع شخص غير متخصص يعرض حياة المريض للخطر، لانه قد يجعله يتبع نظاما غذائياً غير مناسب. وهناك أمراض لابد معها من اتباع تغذية علاجية، علي رأسها السكري، لأن مريض السكري إذا لم تصل إلي جسمه نسبة النشويات التي يحتاج إليها، يصاب بهبوط وقد يؤدي ذلك إلي الوفاة، أيضاً مريض الكلي قبل وبعد الغسيل الكلوي أو في مراحل مرضه الأولي لابد من الانتباه لنظامه الغذائي، لأن الكلي من أسرع الأعضاء تدهوراً، وقياساً علي ذلك مرضي الكبد، والرياضيين حيث إنهم من أكثر الأشخاص عرضة للأمراض نتيجة اتباع أنظمة غذائية غير صحيحة، هذا بالإضافة إلي الحوامل والأمهات أثناء فترة الرضاعة، ومرضي الكوليسترول والقلب والجهاز الهضمي. وحول علاقة التغذية العلاجية بعلم التنمية البشرية في إنقاص الوزن، تقول: من خلال تعاملي مع المرضي وجدت أنه لاتباع نظام غذائي معين لابد عند التعامل مع المريض من الاهتمام بالجزء النفسي الخاص به لدفعه إلي النجاح وإعطائه العزيمة والإرادة، فالأشخاص الذين يطمحون إلي إنقاص وزنهم بعد اتباع النظام الغذائي لفترة تحدث لهم انتكاسة ويشعرون بعدم قدرتهم علي المواصلة، لعدة أسباب أبرزها أنه يتحدث مع النفس بشكل غير إيجابي، فيتراجع عن الفكرة ويفقد الحماسة، ومن هنا جاءت أهمية الدمج بين التغدية العلاجية والتنمية البشرية. وعلم التنمية البشرية يقسم العقل إلي شقين العقل الواعي، والعقل اللاواعي. الأول مسئول عن التفكير المنطقي وتحليل الأمور، أما الثاني فيعمل بالبرمجة حيث يؤثر فيه التفكير غير الإيجابي والمحبط ويتصرف علي أساس الكلمات والجمل التي يحدث الإنسان بها نفسه، ولاختراق العقل اللاواعي لابد من التفكير والكلام مع النفس بشكل إيجابي كأن يقول الشخص لنفسه: "ليه أنا عايز أعمل دايت؟"، "هيبقي شكلي عامل إزاي بعد الدايت؟"، مع وضع أهداف وخطة محددة لتحقيقها، وبالتالي يعمل العقل اللاواعي بشكل إيجابي ويبدأ في استحضار صور تساعد في التمسك بالهدف وتحقيقه. وتؤكد الدكتورة مها أن الطب دائم التطور، وخاصة في مجال التغذية العلاجية، ومع تطوره يكشف عدة أمور يجب الاهتمام بها، أبرزها أن الطفل حديث الولادة لابد من إرضاعه 6 شهور كاملة مع عدم إعطائه أي شيء آخر غير لبن الأم الطبيعي، لأن الزبادي واللبن الصناعي يساهم في بناء الجسم فقط، لكنه ضار بالنمو العقلي ويقلل من مستوي ذكاء الطفل مستقبلا، مشيرة إلي أنه لا مانع من اتباع المرأة نظاما غذائيا بعد الحمل وأثناء الرضاعة، شريطة أن يكون نظاما غذائيا سليماً، حيث إنه سيعمل علي إنقاص وزنها الزائد ويزيد لبن الطفل ويمده بالعناصر التي يحتاجها، وبالتالي يجعل الطفل يتمتع بصحة جيدة. وتوضح أن هناك مشكلات تنجم عن اتباع أنظمة غذائية عشوائية متاحة علي شبكات التواصل الاجتماعي فيما يمكن تسميته ب"دايت الإنترنت" حيث تعتبر كارثة وتؤدي إلي الإصابة بالأمراض، وسقوط الشعر، ونقص في الفيتامينات، لأن هذه الأنظمة لا تناسب بالضرورة كل الأشخاص وغالبيتها غير مبني علي أساس طبي.