محمد عبدالعليم داود أزمة تتصاعد يوما بعد يوم داخل حزب الوفد. شقاق بين رئيس الحزب وهيئته العليا وأحد النواب القلائل للوفد داخل مجلس الشعب، الأزمة تكشف التصدع داخل الحزب العريق. الاتهامات المتبادلة تتطاير عبر الصحف والفضائيات. النائب محمد عبدالعليم يتهم الحزب بتلقي أموال من الخارج. قال إنها تأتي بطريق غير مباشر، عن طريق جمعيات أهلية يرأسها قيادات الحزب. رئيس الحزب محمود أباظة رد بتجميد عضوية عبدالعليم وإحالته للتحقيق. عبدالعليم تحدث لآخر ساعة وفتح النار علي قيادات الوفد. وفي الوقت نفسه تمسك بعضويته الحزبية وقال: لن أترك الوفد ولو علي جثتي. هل حقاً تم إيقاف نشاطك الحزبي كما جاء في بيان الهيئة العليا للوفد ؟ هناك خلط لبعض الأمور فحزب الوفد من أعرق الأحزاب وهناك ثوابت ومبادئ للوفد لا يمكن المساس بها، فالوفد شعاره ومبدؤه الاستقلال ولم يعرف غير طريق الانتخابات بين قياداته لكن للأسف هناك عظماء وفديون خارج الصفوف، كما أن محمود أباظة قام بانقلاب علي شرعية الحزب، والوفد لم يكن يعرف في تاريخة نظام الانقلابات، ولا أن تداس صور رئيسة بالحذاء مثلما حدث مع الدكتور نعمان جمعة من قبل أباظة هل اتهمت حزب الوفد بتلقي أموال من الخارج ؟ نعم لأن محمود أباظة رئيس الحزب له سلاحان الأول البلطجة والثاني هو حشد مجموعات من الأفراد ويقوم رئيس الحزب بإدخالهم جمعيات تابعة له تتلقي اموالا من الخارج ويأخذهم لينضموا الي عضوية الحزب ثم إلي الجمعية العمومية وبالتالي يكون ولاؤهم لمن أنشأ لهم جمعيات ويتم اختيارهم في المواقع القيادية للحزب وهذا الأمر يؤدي الي تلويث الثوب الأبيض لحزب الوفد الذي هو في الحقيقة برئ مما يفعله أباظة. من أين تأتي هذه الأموال؟ من أمريكا والاتحاد الأوروبي . ما تعليقك علي ما ذكره البيان؟ البيان جاء ليوضح أمرين هامين الأول محاربة صفقات أباظة مع الحكومة والثاني محاربة تلويث الحزب بالجمعيات. ما رد فعلك علي فصلك من الحزب وإيقاف عضويتك ؟ أنا لم أمنح أباظة شرف أن يكون هو رئيسي في الحزب ويقوم بمحاسبتي ولا يهمني فصلي من عدمه لأنه لا يوجد رئيس للحزب، فمنذ قدوم محمود أباظة ولم تقم صحيفة الوفد بنشر أي خبر لي عن نشاطي بمجلس الشعب في حين اهتمت بذلك الصحف القومية والمستقلة وقام أباظة بمنعي من العمل بالجريدة لمدة 4 سنوات ولم أتفق معة في يوم من الأيام فأنا غير موجود بالهيئة البرلمانية لحزب الوفد والتحقيق معي يتم من جماهير الوفد التي لا تعترف بمحمود أباظة هل ستلجأ الي القضاء ؟ لا.. لأن الموجودين حاليا في الحزب لا يهمونني في شيء فالرئيس الشرعي الذي أؤمن به هو نعمان جمعة. يري البعض أن هجومك علي قيادات الحزب الحالية مرتبط بالصراع علي كرسي رئاسة الحزب؟ هذا غير صحيح لأني أهاجم وأنتقد مايحدث ليس من أجل شخص ولكن حفاظا علي سمعة حزب الوفد العريق الذي أصبح ملطخا. ما سسب رفضك لأباظة؟ أباظة لا يملك سوي تقديم البلاغات في الصحف وتوجيه الشتائم والسباب لكل من يختلف معه في الرأي وكذلك مع كل من يختلف مع الأفراد الذين يتلقون مساعدات خارجية . هل تفكر بالانضمام لحزب آخر بدلاً من الوفد؟ »علي جثتي« أن أترك الوفد أو أنضم الي أي حزب آخر قائم، فأنا وفدي حتي النخاع وأؤمن بمبادئه. هل يمكن اعتبار هجومك علي الوفد بسبب موقفه من البرادعي ؟ بالتأكيد لا .. لأن مضابط مجلس الشعب تشهد علي كلامي فأنا قلت تحت القبة منذ أربع سنوات أنه يشرفني فصلي ممن يتلقون تعليمات من أحمد عز وممن يتلقي أموالا من الخارج. هل تقصد أن حزب الوفد يدار من الخارج ؟ بالتأكيد فخلال السنوات الأربع الأخيرة ونحن نشعر أن الوفد لا يطبق أجندته وإنما أجندة حزب آخر. ما دليلك علي تلقي حزب الوفد أموالا من الخارج ؟ إليك مثالا.. ففي الفصل التشريعي الماضي (2005 – 2000) قام السفير الأمريكي بتوزيع شيكات علي مندوبي الجمعيات وعندما علم رئيس الحزب وقتها الدكتور نعمان جمعة بهذه الواقعة وأن هناك أشخاصا من الحزب مشاركين في ذلك قام د.نعمان جمعة بفصل محمود علي من الحزب وهو الذراع اليمني الحالي لمحمود أباظة والغريب أن أموال الجمعيات هي السبب الرئيسي في الإطاحة بنعمان جمعة والأغرب أن هذه الجمعيات وعملها توسع في عهد أباظة الذي يعتمد علي الصفقات والجمعيات والوفد برئ من هذا كله.