يقول جمعة طوغان الذي يرفع شعار "التمر هو الحل": أطلقت فكرة مشروعي عام 2001 وتتلخص في زراعة 20 مليون نخلة علي شبكة الري المصرية الممتدة بطول 55 كيلومتراً، بهدف إنتاج "الإيثانول" (وقود حيوي)، وحبس الكربون كحل لمشكلة التغيرات المناخية في مصر، وإنتاج مادة خام تدخل في العديد من الصناعات الغذائية والتخمرية مثل الكحول وحمض الستريك والخل، بخلاف الصناعات الأخري مثل الجلوكوز الطبي والسكر السائل، وأخيراً إنتاج الخشب البلاستيكي من مخلفات النخلة الثانوية. يضيف طوغان ل"آخرساعة": الهدف الرئيس من المشروع هو تقليل البخر علي شبكة الري، بما يُساعد في الحفاظ علي كمية المياه في الترع وحماية وتحديد أراضي أملاك الدولة، واستصلاح حوالي 300 ألف فدان من الأراضي الهامشية الواقعة في شبكة الري بقيمة مليار جنيه. والفكرة تتلخص في أن كل دول العالم تبحث عن مصادر نظيفة متجددة للطاقة، حيث قامت البرازيل بإنتاج الإيثانول من قصب السكر وأنتجته أمريكا من الذرة، واستراليا من القمح، وكل هذه المحاصيل تُشكل غذاء أساسياً للبشر، بينما إمكانية التوسع في زراعة أشجار النخيل بأعداد كبيرة يمكن أن يؤمن لمصر مصدراً أساسياً لإنتاج الإيثانول بخامات محلية متوافرة، حيث يحتوي التمر علي أكثر من 70% من السكر بينما يحتوي قصب السكر علي 11% فقط، ما يجعل للتمر ميزة كبيرة في مجال إنتاج الإيثانول، وقام معهد بحوث البترول بإجراء تجربة قبل أشهر بإضافة الإيثانول بنسبة 10% إلي البنزين 80 ما أدي إلي رفع نسبة "الأوكتين" ليصل إلي بنزين 92 موفراً مبالغ ضخمة تدفعها مصر في استيراد البنزين 92 وعدد الخبراء مزايا الفكرة وعائدها الكبير علي الاقتصاد القومي حال تعميمها. وهنا يمكن لمشروع إنتاج الإيثانول من تالف التمر أن يكون رافداً كبيراً في عملية الإضافة في البنزين، بما يوفر العملات الصعبة المستخدمة في الاستيراد، وفي ظل البحث المستمر عن بدائل للطاقة يظهر الإيثانول في صورة أخري، حيث يضاف إلي الزيوت منتجاً "البيوديزل". ويعتبر طوغان أن سيناء هي بئر الطاقة المستدامة القادم لمصر، حيث تجود بأشجار النخيل كما ينتشر بها نبات الخروع حيث ينمو تلقائياً في وادي العريش، ما يؤكد نجاح زراعته في سيناء كمشروع لإنتاج البيوديزل، حيث يعتبر الخروع من أهم مصادر إنتاج الطاقة في العالم، ومن مزايا نبات الخروع الذي صنع منه القدماء المصريون أول مصباح مضيء في التاريخ من زيته أن إنتاجه يظهر بعد 100 يوم فقط من زراعته، ويجود علي مياه الصرف الصحي، وهنا يمكن إضافة الإيثانول المنتج من التمور إلي زيت الخروع ونسبة من الصودا الكاوية فينتج البيوديزل ويترسب الجلسرين. النقطة المهمة هنا بحسب طوغان هي أنه يمكن التوسع في زراعة المصادر الطبيعية لإنتاج الإيثانول والبيوديزل في مصر، بحيث نضمن التشغيل الدائم لكل المولدات الكهربائية والمحركات وجميع المركبات بطاقة مصرية خالصة ونظيفة ومستدامة، موضحاً أن الطن الواحد من التمر ينتج حوالي 400 لتر إيثانول، مشيراً إلي أن هناك دراسة جدوي أعدها المعمل المركزي لبحوث النخيل التابع لمركز البحوث الزراعية أكد أن عائد النخلة في السنة 1250 جنيهاً، وبالتالي فإن زراعة 20 مليون نخلة يعني حصولنا علي عائد يصل إلي 25 مليار جنيه سنوياً لمدة مائة عام وهو عمر النخلة المعمرة. ولا تعتبر الفكرة مكلفة مادياً حيث يقول: هناك معمل أنسجة خاص بالنخيل في المركز القومي للبحوث يمكنه إنتاج أكثر من مليون شتلة سنوياً، وأكد لي رئيس المعمل الدكتور محمد ثروت إمكانية زراعة الأصناف الفاخرة من نوي النخيل، بما يوفر فارقاً كبيراً في السعر بين سعر الفسيلة (الشتلة) والأصناف الفاخرة التي يصل سعر الواحدة منها إلي 500 جنيه، بينما سعر الفسيلة المنتجة من النواة لا يتعدي ثمانية جنيهات.