شهد شهر أكتوبر ميلاد ووفاة أمير الشعراء أحمد شوقي. ففي السادس عشر من الشهر سنة 1870م ولد شوقي لأب كردي شركسي وأم شركسية يونانية في حي الحنفي بالقاهرة ، بينما كانت الساعات الأولي من الرابع عشر من نفس الشهر سنة 1932م آخر أيامه في الحياة التي ملأها شعرا لم يستطع أحد أن يخفيه مع جسد صاحبه في مقابر البساتين التي من المرجح أن يكون قد دفن فيها. منح الله شوقي موهبة شعرية لا مثيل لها، فلم يكن يجد عناء في نظم القصيدة، تقصده المعاني أينما ذهب وتهطل عليه هطول المطر، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، فكان حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره، ولهذا كان من أخصب شعراء العربية، إذ بلغ إنتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألفا وخمسمائة بيتا، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.