في الأصل كانت كلمة "إتيكيت" الفرنسية تعني البطاقة التي تلصق علي الطرد أو الزجاجة للتعريف بمحتواها، ثم تحولت الكلمة لترتبط بالبطاقات التي كانت توزع علي المدعوين لحضور حفلات الملوك في القصور الملكية الفرنسية ومدون عليها قائمة من التعليمات التي يجب أن تتبع في حضور الملك والأمراء، وخرجت الأصول والقواعد المتبعة من القصور إلي الحفلات والمناسبات المختلفة ليصبح لدي الإنسانية ما يعرف ب"فن الإتيكيت" أو آداب السلوك، الفن الذي يرفع شعار "احترم غيرك ودع غيرك يحترمك" كلمات أكدت علي أهميتها إيمان عفيفي خبيرة الإتيكيت. وفي حوارها ل"هي" رصدت إيمان عفيفي هذا الفن لدي قدماء المصريين الذين كانوا يهتمون بتطبيق قواعد السلوك والنظافة في حياتهم، حتي أن القسم الذي يعبر بهم من الدنيا إلي الآخرة بسلام كان "أنه لم يلوث ماء النيل" وجاء الإسلام ليحمل كل ما يلزم الإنسان ليطبقه في حياته من أداب السلوك والتقاليد الاجتماعية التي تحترم فكرة الخصوصية وتنطق بالذوق وتهتم بتفاصيل الحياة اليومية فيكفي أن نقرأ تعليمات الحكيم لقمان في القرآن الكريم لنعرف كيف يجب أن يسير الإنسان ويتحدث ولا يرفع صوته ولا يتباهي. وكثير من الأحاديث النبوية نجدها تتحدث عن تفاصيل التعامل بذوق أو "بإتيكيت" ففي تناول الطعام نجد "يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك" وفي آداب المقابلات في "عزومة" أو أي أحتفال أو حتي في العمل أو في الأسواق "تبسمك في وجه أخيك صدقة" وهو ما نحتاج إليه بشدة الآن فيجب علي الناس أن تتعلم الابتسام في وجه الآخرين ، كما نجد قواعد زيارة المريض وصلة الرحم وعدم انتقاد الآخرين ، وهي مشكلة يفهمها البعض خطأ وهي أسلوب الانتقاد الذي يعتقد البعض أنه دليل علي المعرفة ، فإذا أرادت سيدة أن تلفت نظر صديقتها علي ذوقها في اختيار ملابسها مثلا فلا يصح أن تقول لها ذلك بشكل مباشر وهو ليس دليلا علي الصراحة وإنما هو قلة ذوق يمكن أن تستبدلها بحديث عن إنها كانت في قمة أناقتها عندما كانت ترتدي لوناً ما أو زياً ما ، ولابد أن تعود كلمة "لو سمحت" عند طلب أي شيء من أي شخص وهي مهمة الأمهات التي لابد أن يعلمن أبناءهن آداب التعامل وكيف يخفض صوته عند الحديث وكيف يتناول طعامه بدون إصدار صوت وكلها أمور لاتكلف مالا وإنما تحتاج إلي المعرفة فقط. تتابع إيمان: من أجل هذا أتمني أن يدرس "الإتيكيت" في المدارس الحكومية حتي تختفي مشكلات كثيرة من المجتمع، وأهم ما يجب أن يدرس هو الاعتناء بالنظافة الشخصية وتعريف الأصول فالذوق ليس حكرا علي الأثرياء وحدهم ، فمثلا دعوة الفرح يجب أن تتم قبلها بعشرة أيام علي الأقل ، وعلي أهل العريس والعروسة أن يكونوا في استقبال الضيوف حتي يبدأ الفرح ، وعلي العريسين أن يقوما بالسلام علي كل المدعوين ويتحركا بينهما ، ولابد أن تختفي الصورة المتكررة في معظم الأفلام باحتضان العريس باقة من الورد في زيارته لأهل العروسة فالإتيكيت هو أن ترسل الورود قبل الزيارة بساعات حتي يجد لها أهل المنزل "فازة" مناسبة لها ، وإذا كانوا مدعوين علي غداء أو عشاء مع مجموعة من الأصدقاء فيجب أن يتفقوا علي شراء الهدايا فيكون جزء منها حلويات وجزء آخر هدايا منوعة ، كما يجب علي صاحبة الدعوة أن تقوم بفتح الهدايا من الحلويات وتقدمها للمدعوين ، ويجب أن يتعلم الأبناء من صغرهم كيف يجلسون ويقفون ومتي يتحدثون،وقبل أن أنهي موعدي معها سألتها عن مدرسة في فرنسا تعلم سائقي التاكسي قواعد اللياقة والإتيكيت في التعامل مع زبائنهم ، فتمنت أن تطبق تلك الفكرة في مصر لكل من يتعامل مع "زبائن" حتي نتخلص من شكاوي الكثير من السائحين الذين يعانون من سوء المعاملة.