الأناقة والموضة.. عنوان لكل امرأة عصرية.. ومن المعروف اهتمام السيدات الأُوِل بالأناقة نظراً لمكانتهن الداخلية والخارجية ومشاركتهن في المحافل الدولية. إلا أنه في الآونة الأخيرة اتخذن من الموضة سلاحاً لتحقيق أغراضهن السياسية، فقد أصبحت الأزياء والحلي من الأدوات الدبلوماسية التي بدأ يظهر تأثيرها علي الساحة السياسية، فمنهن من استخدمته لخوض المعارك الانتخابية مع زوجها وأخرجته منتصراً ومنهن من دعمت به شعبيته وكانت له حائط دفاع قويا.. ومنهن من عززت أجندته الداخلية بتحسين الصحة والتعليم في البلاد.. وعلي رأسهن سيدة أمريكا الأولي ميشيل أوباما فهي خير دليل ناجح علي دعم زوجة السياسي لصورة زوجها من خلال فساتينها وطلاوتها. فمن قبل تتويجها كسيدة أمريكا الأولي وميشيل تثير الانتباه بكل صغيرة وكبيرة تظهر بها. فهي تتمتع بالرقة والذكاء والفصاحة التي كانت من ركائز حملة زوجها الانتخابية عام 2008 وأثبتت أن لها شخصيتها الخاصة جداً وأن خطوطها لا تخرج عن إطار الأناقة بدون مبالغة مع البساطة والألوان المحدودة وقد تهاتفت عليها مئات من أشهر ملوك الموضة يعرضون عليها تصميمات تناسبها من ابتكاراتهم ومن بينهم فيكتوريا بيكهام زوجة لاعب الكرة الانجليزي ديفيد بيكهام. إلا أنها كانت تفخر بتسوقها من متاجر منخفضة الأسعار تشجيعاً للمصصمين الأمريكيين الأقل شهرة ومعها وبفضلها رسخت أسماء مثل "فارسيسكو رودريجز" و"ماريا فييتو". وتحرص ميشيل في كل مناسبة علي اختيار الملابس المناسبة لها فهي ترتدي الجينز والملابس العملية التي تظهرها كأمرأة عاملة متواضعة. وتحاول ميشيل دائماً من خلال أزيائها الأنيقة وغير الباهظة أن توجه رسالة إلي الأمريكيين مفادها أن الأناقة لا ترتبط بالبذخ خاصة خلال الأزمات الاقتصادية العصيبة التي يعيشها العالم، مما ترك صورة إيجابية في أذهان الشعب الأمريكي وسارت إلهام كثير من الفتيات في الطبقة المتوسطة. فابتعدت عن الرسميات المكلفة في الأزياء، حتي أنه تم توجيه نقد حاد لها عندما قابلت الملكة إليزابيث الثانية بملابس بسيطة وعملية. وعلي الرغم من هذه الانتقادات إلا أن ميشيل استطاعت أن تتفوق علي زعيمات دول وتصدرت القائمة السنوية لمجلة فوربس الأمريكية لأكثر النساء نفوذاً في العالم، نظراً لما قامت به من أنشطة رياضية وبرامج وحملات صحية دعمت بها أجندة أوباما الداخلية. وقد ساعدها علي ذلك لياقتها البدنية وشكل ذراعيها الناجم عن ممارسة الرياضة، وحفزت العديد من الأمريكيات للتوافد إلي قاعات الرياضة وأنشطة رياضية داخل بالبيت الأبيض شاركت فيها ميشيل بملابسها الرياضية ولعبها للطوق. كما أنها ساهمت في تعليم الأطفال كيفية المحافظة علي صحتهم بتناول الأغذية الصحية التي يزرعونها هم أنفسهم. والتقت ميشيل بكارلا ساركوزي في أكثر من حدث، وأطلق علي السيدتين في باريس "بتوأم الأناقة" وهذا اللقب أطلقته صحافة الموضة بباريس بعد أن وحدتهما الصدفة في اختيار الملابس بالرداء الأبيض علي البساط الأحمر لدير كايين التاريخي علي هامش الاحتفالات بذكري إنزال النورماندي ال65 في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية. وبمقابلتها بميشيل استخدمت سيدة فرنسا الأولي كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خطوطاً أنيقة وظلالاً خفيفة من اللون الرمادي لتغير صورتها القديمة التي تناقلتها وسائل الإعلام لصورة مهيبة تليق بمكانتها كسيدة أولي. فدائما تجذب الانتباه بأناقتها المعهودة وبساطتها فمنذ أن كانت عارضة أزياء ومغنية، تصدرت قائمة "أكثر الشخصيات أناقة لعام 2008 . فقد أظهر استطلاعٍ للرأي في فرنسا ارتفاع شعبية المغنية كارلا بروني عام 2008 بعد مضي أربعة أشهر فقط علي زواجها من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، مقابل الانخفاض الحاد في شعبيته بين الفرنسيين، فأصبحت كارلا مقبولة من الفرنسيين باعتبارها سيدة فرنسا الأولي في قصر الإليزيه. كان الصمت يلزم زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق جوردون براون سارة (47 عاماً) أول دخولها 10 داوننج ستريت مقر رئاسة الوزراء عام 2007 فكانت تقف في الصف الخلفي وراء زوجها تحرك يديها بطريقة تعكس عدم ارتياحها في هذا المكان. واتضح ذلك بظهورها في صورة المرأة التقليدية من حيث الهندام والشكل والبنية الممتلئة، فالملابس الكلاسيكية ذات الألوان الداكنة باهظة الثمن التي كانت ترتديها أعطتها سناً أكبر وأظهرت الجدية والصرامة، مما أفقدها الإحساس بمعاناة البريطانيين في ظل الأزمة المالية والتواصل معهم ولكنها عندما شعرت باحتياج براون لها أثناء الانتخابات العامة الماضية، هبت لإيجاد طريقة جديدة كانت هي عالم الأزياء والموضة أخرجتها من صمتها وباتت المرأة القوية العصرية والنشيطة والأكثر تأثيراً بين الشخصيات النسائية ولكن كان الوقت قد تأخر. فكل حركة كانت تقوم بها كانت لها دلالاتها، فاستمدت سارة صورة المرأة العصرية والعاملة من خلال تقربها من العارضة السمراء ناعومي كامبل بارتدائها فستاناً بسيطا سعره لا يتعدي 350 جنيها استرلينيا أثناء الحفل الخيري الذي استضافته لندن في ذلك الوقت لتجميع التبرعات لهايتي. عملت سارة علي التواصل مع البريطانيين بصورة مباشرة وحرصت علي أن تظهر لهم بشكل لائق، فابتعدت عن الملابس الكلاسيكية وأصبحت تواكب الموضة وفي نفس الوقت حرصت علي اختيار الملابس غير الباهظة لمواجهة الأزمة الاقتصادية. فخلال قمة مجموعة العشرين الأخيرة قامت باستئجار جميع ملابسها لتقول للشعب إنها مثلهم تستدين لتتزين. وعلي الرغم من كل هذا خسرت سارة الحرب النسائية الصامتة، حرب الأناقة وتحسين الصورة، التي نشبت بينها وبين سامنثا أو "سام" 39 عاماً زوجة رئيس الوزراء البريطاني الحالي ديفيد كاميرون والتي خرجت علي إثرها سامنثا منتصرة بملابس الحمل التي ارتدتها مناسبة لجسدها مما أعطته مظهراً عصرياً علي الموضة. فبحكم مهنتها كسيدة أعمال تنحدر من أصول أرستقراطية تري أن ستايل سيدة بريطانيا الأولي يطغي عليه الطابع الرسمي فهي تحب ارتداء البدل الرسمية والألوان الداكنة. لذا كان عليها البحث عن وسيلة أخري، ولهذا السبب أعلنت مؤخراً أنها تفكر في أن تكون "بطلة" للموضة البريطانية، وستعمل في مجلس الموضة البريطاني، للإعداد لأسبوع الموضة في لندن العام المقبل 2011. وتخطط سمانثا لأن يكون أحد أهدافها في المجتمع البريطاني مساندة الأطفال المصابين بعيوب خلقية، إذ إنها لاتزال متأثرة بوفاة ابنها إيفان العام الماضي بسبب إصابته بالشلل ونوبات الصرع. وببساطتها وأناقتها انضمت بيتينا وولف 36 إلي سباق الجمال والموضة لتنافس سامنثا كاميرون وكارلا بروني وميشيل أوباما، بعد أن تمكنت ببراعة من جذب اهتمام وسائل الإعلام وتلميع صورة زوجها كريستيان وولف، هذا المحافظ الذي أصبح رئيساً للبلاد وباتت هي سيدة ألمانيا الأولي. وتعد بيتينا هي الأصغر والأجمل في تاريخ ألمانيا. وعلي الساحة السياسية، تسعي الآن إلي تحسين صورة رجال السياسة الألمان.