بعد اختراقها للأسواق العالمية تسعى مصممة الأزياء المصرية مارى بشارة لإقامة فيدرالية للموضة من شأنها النهوض بصناعة الأزياء ورعاية شباب مصر الناشئين من المصممين. ففي لقاء خاص ل الأهرام مع ماري بشارة علي هامش اسبوع الموضة في باريس, تقول عن تجربتها في فرنسا: أحاول تقديم واجهة جديدة لمصر من خلال إنتاج خطوط للموضة ذات طابع خاص يتميز عما تقدمه بيوت الأزياء العالمية, ومن هنا أعتبر نفسي كما لو كنت سفيرة لمصر في الخارج. وما الذي يميز الأزياء المصرية عن نظيرتها العالمية ؟ نحن نقتبس من تراثنا المصري الفرعوني, فضلا عما لدينا في العريش وسيناء من مشغولات يدوية, وفنون تطريز تكاد تكون نوعية فريدة, كما لدينا في شندويل بالجزر الموجودة بجنوب مصر صناعات يدوية متميزة جدا, وهي متوارثة منذ أكثر من ستمائة عام, وعندما نتحدث عن نوعية متميزة من الازياء تجدر بنا الاشارة الي استخدام الخيوط الحريرية في التطريز علي الاقطان والتل, وهذه الخيوط جلبها من الهند نابليون بونابرت حينما أتي الي مصر في اثناء الحملة الفرنسية. ويتوج ذلك المهارة اليدوية للمرأة المصرية بما تقوم به من شغل وتطريز لتلك الخامات بأشكال ورسومات مستوحاة من احتفالاتنا ومناسباتنا, ففي شهر رمضان مثلا ترسم الفانوس وتطوره الي اشكال اخري متعددة, كذلك تستوحي المرأة الصعيدية افكارها من المعابد الفرعونية والبيئة المحيطة بها. من هنا جاءت الفكرة وبدأنا نعيد صياغة تراثنا الجميل بفكر جديد معاصر بما يتماشي مع التراث العالمي وذوق المرأة اليوم. وهل يعود هذا المشروع علي المرأة المصرية بعائد مادي يكفيها؟. بالطبع كان لهذه الصناعة تداعياتها الايجابية علي تحسين وضع المرأة العاملة في هذا المجال. فحينما نعرض منتجاتنا بالخارج مثلما فعلنا في معرض باريس الذي انتهي مؤخرا, تم التعاقد علي صفقات تصدير, تضمن للمرأة بجنوب الصعيد والاماكن سالفة الذكر ان يكون لديها ما يقرب من مائتي قطعة تقريبا في كل موسم. وكما يعود علينا ذلك بالربح فهو ايضا يساعد المرأة المهمشة المقيمة بالقري البعيدة عن الحضر ويجلب لها مصدرا للرزق. وماذا عن الأفكار المسبقة عن عدم قدرة العمالة المصرية علي مهارة التشطيب النهائي؟ بالعكس أثبتت الأيدي العاملة المصرية جدارتها, ولدينا الكثير من الموديلات قاموا بتطريزها مع الحفاظ علي نظافة القطعة وجودة تطريزها. غالبا ما تعتمد بيوت الازياء علي فكرة جديدة تجذب بها المشاهد.. فما فكرة المجموعة الأخيرة التي قدمتها في باريس؟ استوحينا مجموعة هذا العام من الأفلام المصرية القديمة التي يعود تاريخها الي الأربعينيات والخمسينيات في محاولة لاستعادة أناقة المرأة, وفي نفس إطار إعادة صياغة القديم في بوتقة جديدة وجدت ان أسواق باريس المتخصصة في الانتيكات والأشياء القديمة تبيع قطعا نادرة من الخمسينيات معظمها محلي بالجبير المطرز بالخرز الرفيع, فقمنا بنزع هذه القطع من الملابس القديمة ووضعناها علي الموديلات الجديدة لتعاد صياغتها بفكر معاصر, وهو ما أبهر جمهور الحضور. كما أعدنا( الجيب) الايفازيه, والجاكت الملاصق لجسد المرأة في محاولة لاستعادة الأنوثة. كما استخدمنا الكريستال علي الاصواف والتويد, والتل. حدثينا عن مشاركة ماري بشارة الأخيرة في قلب العاصمة الفرنسية باريس ؟ شاركت في إطار معارض اسبوع الموضة, ومنها ما اقيم في شارع منتني بالقرب من الشانزليزيه, وعرض آخر استضافته حرم السفير المصري بباريس السيدة داليا البطل, وقد لاقت بعض الموديلات المصممة بخامات التويد والصوف تذوقا خاصا من الجانب الانجليزي, وبالفعل تم التعاقد مع انجلترا واسكتلندا, أما تصميمات المساء والسهرة( السواريهات) فقد لاقت استحسانا من الدول العربية مثل قطر ودبي. كيف تجدين حال التنافس مع المصمم اللبناني ايلي صعب الذي وجد مكانه وسط مصممي الازياء العالميين بباريس ؟ ايلي صعب سبقنا بمرحلة نظرا لانه بدأ اختراق عالم الموضة بفرنسا من قبلي بخمس سنوات. وبالنسبة لي فقد بدأت خوض التجربة بباريس عام2007. هل تحتاج ماري بشارة وغيرها من المصممين المصريين لدعم اكبر من مصر لاختراق العالمية ؟ بالطبع لان صناعة ماركة واسم يحمل الموضة المصرية بكل أبعادها مجهود فائق ومشوار طويل, ذلك لان إيقاع الموضة والحياة بصفة عامة بباريس سريع للغاية, وتكاليف إقامة عرض أزياء هناك مكلفة جدا. وماذا عن المجلس الرئاسي الفرنسي المصري؟ حقيقي انا عضوة في المجلس الرئاسي الفرنسي المصري الذي انشيء عام2008, ومما لاشك فيه انه ساعد علي ان يكون لمصر وجود ملحوظ في باريس, كما انه دعم علاقاتنا مع الفيدرالية الفرنسية للأزياء والغرفة التجارية للأزياء الراقية. كيف تجد الأزياء المصرية مكانها في الخارج... وكيف يمكننا النهوض بصناعة الموضة والشباب من المبتكرين؟. لكي نكون واجهة لمصر بالخارج لابد من مساعدة المصممين الشبان علي غرار الجمعية الأورومتوسطية للموضة المقامة تحت عنوان مدينة صغار المصممين ومقرها مارسيليا بجنوب فرنسا. وقد تقدمنا بملف لوزير الصناعة منذ عام ونصف العام تقريبا للربط مابين التصنيع والمصممين لأن المشكلة التي تواجه الشباب تبدأ منذ خروجهم الي سوق العمل وتتمحور في افتقادهم المساندة المادية, وللأسف الصناعة المصرية لم تستوعب هؤلاء المصممين الصغار ضمن كوادر مصانعها, في الوقت الذي نجد فيه ان اتجاه الصناعة المصرية للغير فقط. بما يعني ان مصانعنا تصنع تصميمات غير المصريين أمثال جونس, كلفن كلين وغيرهما لذلك اطالب بصفتي عضوة بمجلس التصدير المصري للملابس بفتح أبواب مصانعنا لشباب المصممين لإتاحة الفرصة لايجاد ماركات خاصة بنا. تواجه صناعة الملابس بمصر مخاطر قد تعرضها للاضمحلال او الهروب للخارج, كيف يمكن تخطي ذلك؟ صناعة الملابس في مصر مهددة بسبب ارتفاع أسعار دقيقة التشغيل, وهي مرتبطة بارتفاع الأجور بغية رفع مستوي معيشة العامل, وبالتالي تواجه هذه الصناعة خطورة هجرتها من مصر, مثلما هاجرت من تركيا منذ خمس سنوات, والحل الوحيد للحفاظ علي هذه الصناعة ان يكون لدينا ماركات مصرية خاصة بنا ومن اجل ذلك لابد ان نقتدي بما تنتهجه البلاد الكبري.. ففي باريس مثلا صندوق استثمار بداخل فيدرالية الازياء الفرنسية, يشارك فيه اكثر من مؤسسة بنكية ومصرفية, لدعم المصممين الصغار من اجل تصنيع تصميماتهم محليا بداخل مصانعهم وبالتالي تحافظ باريس علي واجهتها بكونها مدينة الموضة وهو نفس الحال في ميلانو. وكيف يمكن تقييم حال الموضة في مصر؟ الموضة بمصر حاليا ليس لها اي تمثيل رسمي, لذلك طالبت من وزير الصناعة اقامة فيدرالية للموضة المصرية يخضع لها صندوق استثمار خاص. وهو مايمكننا من اقامة اسبوع للموضة بالقاهرة علي غرار مايقام في تركيا واليونان والهند, ولا اقول علي غرار مايتم في باريس حتي لا نقارن انفسنا بها. ومصر لها اهتمامات بمهرجانات السينما واقامة معارض للأثاثات ولكننا لم نهتم بعد بالموضة, ارجو ان نعطيها الفرصة ايضا كغيرها من الصناعات فهي لاتقل شأنآ. وهل لدينا ارقام لما تحققه صناعة الموضة بمصر؟. لدينا ارقام ضخمة تحققها الصادرات المصرية بقطاع الصناعة قد تتخطي حدود41 مليونا, وهناك خطة مستقبلية لتحقيق12 مليارا في خلال ثلاث سنوات مستقبلية. ولابد للقطاع الصناعي ان يصدق ان مصر لديها طاقة خارقة من الشباب يمكننا تطويعها لتكون واجهة مصر السنوات المقبلة. حدثينا عن مدي مساهمة ماري بشارة في تدريب الكوادر الناشئة من المصممين؟. نقوم بتدريب مجموعة كبيرة من خريجي مركز الموضة المصري وجامعة حلوان أقسام التصميم بصفة سنوية. من الأسماء التي بزغت في عالم الموضة وتتوقين لها النجاح والاستمرارية لاختراق العالمية؟. هناك عدد كبير من المصممين المصريين اثبت معظهم نجاحا في عالم الأزياء, ويعملون منذ فترة بعيدة, ولكن معظمهم تخصص في أزياء ال( اوت كوتور) القطعة الواحدة امثال هاني البحيري وغيره من مصممين مصريين برعوا في هذا المجال. لكن اجد ان دعم الصناعة المصرية يكون عن طريق الملابس الجاهزة لذلك ادعو شبابنا إلي ان يلجأ لهذه الصناعة التي تؤجد صناعات اخري حولها. ومتي يقام العرض المقبل للمرأة بمصر؟. سنقدم للمرأة المصرية عرض ازياء للخريف والشتاء المقبلين في سبتمبر واكتوبر, وسنحرص علي ان يشاركنا في هذا العرض بعض نجوم السينما.