أبو خليل ياجن يزعق بها »أحمد عطيفي« وهو يتقافز يصفق بكفيه.. إعجابا بزميله في المقاومة الشعبية »إبراهيم سليمان« الذي نجح في إصابة الدبابة الإسرائيلية الضخمة (السنتريوم) بصاروخ (آر.بي. چي) من مسافة 15 مترا فقط. يدمرها ويحرق من فيها. إٍِمي آِني روستيه لحيوت.. أماه أريد أن أعيش.. أنين مئات جرحي جيش الدفاع الإسرائيلي الذي كان لا يقهر متمرمغين في تراب حواري الأربعين، وقد هربوا من جحيم شارع الجيش، فالتين بأعجوبة من الموت.. ينتظرون أي نجدة تخرجهم من لهيب النيران.. تصرخ أجهزتهم اللاسلكية، بأصوات القادرين منهم، يخاطبون قادتهم أنقذونا.. لم نعد نقدر علي التحمل أكثر من ذلك. مابين هذا وذاك، دارت رحي معركة السويس في 24 أكتوبر 73.. التي بدأت في التاسعة والنصف من الصباح ولم تنته بهروب رجالهم المحاصرين في قسم الأربعين في حوالي التاسعة والنصف مساء في حماية المدفعية الإسرائيلية التي أمنت لهم بقذائفها قضبان السكة الحديد المتجهة من جوار القسم وحتي الزيتيات، يهرعون علي فلنكاتها حتي وصلوا إلي أضواء العربات المدرعة التي كانت تنتظرهم خارج المدينة ليلخص ضابطهم الذي تلقاهم عند العربة الأولي، الأمر في كلماته »عندما تصلون إلي الأضواء القادمة، يمكنكم أن ترقصوا وتغنوا«. فهم بالفعل قد فلتوا بأعجوبة بعد 12 ساعة من الجحيم..