شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في تدفق الأخبار والمعلومات من خلال مختلف وسائل الإعلام التقليدية، أو شبكات الاتصال الحديثة مثل الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، ويتم تناقل الأخبار والمعلومات في سرعة كبيرة، وكثيرا ما تقع وسائل الإعلام والصحف في حيرة بين النشر والسبق من ناحية، والتدقيق والتأكد من صحة ما يتم تداوله قبل نشره من ناحية أخري.. وقد تلاحظ كثرة ما يتم نفيه وتكذيبه من أخبار ومعلومات الأمر الذي يضع مصداقية وسائل الإعلام في مأزق خاصة مع تكرار النفي والتكذيب.. والأخطر من ذلك أن العديد من التنظيمات المتطرفة والإرهابية، اكتسبت شهرتها وتقوم ببث الخوف والرعب من أعمالها التخريبية، من خلال ترويج مختلف وسائل الإعلام في العديد من الدول، لبيان أصدرته أو شريط بثته لم يتم التأكد من صحته، وهذا يكسبها شهرة واسعة النطاق، ويحيط تلك التنظيمات بهالة من الغموض، وأتصور أن تنظيم «داعش» الذي لم يكن معروفا قبل بضعة شهور، ومن قبله تنظيم القاعدة، والعديد من التنظيمات الإرهابية الأخري اكتسبت شهرتها من خلال ما يتم الترويج له في مختلف وسائل الإعلام العالمية، من أخبار وبيانات وصور يصعب التأكد والتحقق من مصداقيتها.. هذه الإشكالية جديرة بالمناقشة ويتعين الاهتمام بها.. فإذا كانت ثورة الاتصالات والمعلومات لها جوانب إيجابية، فلها أيضا أضرار بالغة، حان الوقت لبحث كيفية تداركها والحد من آثارها.