عدم تحري الدقة و الهرولة خلف الشائعات, والعبث بمشاعر الرأي العام, هذا هو حال وسائل الإعلام المصرية بأنواعها المختلفة, هناك أخبار تنشر وفي نفس اللحظة يتم تكذيبها من المسئولين. الجري خلف الإثارة في وقت لا تحتمل الدولة فيه أي شائعة مغرضة تؤثر بشكل مباشر علي الحياة السياسية. وأكبر دليل علي كم التخبط و الجري خلف الشائعات و الترويج لها ما حدث في قضية حسين سالم والقبض علية في أسبانيا, وأيا كان المخطئ في التصريحات فيجب أن يكون هناك تحر كامل للقضية قبل نشرها و إعادة تصحيحها, واللعب بمشاعر المواطنين, الذين يحاولون الآن التمسك بأي قشة تشفي غليلهم من أركان النظام السابق الفاسد, ولكن ذهبت كل طموحاتهم في مهب الريح بعد الإعلان عن حقيقة القبض علي سالم, و إنه لن يتم تسليمه لأنه يحمل الجنسية الاسبانية ومتنازل عن جنسيتة المصرية. ليست قضية حسين سالم هي الأولي فمنذ قيام الثورة بدأت كل وسائل الاعلام في بث أخبار لا أساس لها, بداية من سفر مبارك للخارج واحاديث غير صحيحة عن الثروات, وترويج لقصص ليس لها اساس, الامر الذي يؤثر في الرأي العام المصري و يهدد دوران عجلة الدولة في الانتاج, كما يعرقل عمليات التحقيقات. ولا يمكن هنا أن نلقي بكل اللوم علي وسائل الاعلام, ولكن تتقاسمة معها مصادر المعلومات في المواقع المختلفة التي تصدر تصريحات, ثم تعود بعد ذلك بنفيها مرة أخري, الامر الذي قد يصيب الشعب بنوع من أنواع الانفصام, ويفقد الجميع مصداقيتهم أمامه من وسائل اعلام ومسئولين, و تحدث بلبلة داخل الدولة, بالفعل أصبح الاعلام يحيد عن مهمتة الاساسية وهي نقل الخبر من المصدر, الي محاولة اختلاق الخبر, إن البلاد تمر حاليا بمرحلة مهمة في تاريخها والشعب أصبح ينتظر ما ينشر ليعرف مصير حقه من السارقين فرفقا بأبناء مصر بما ينشر وبما يقال. المزيد من مقالات جميل عفيفى