أكد المشاركون في ندوة الشائعات.. وكيفية التغلب عليها التي نظمها المجلس الأعلي للثقافة مساء أمس أن الشائعات إحدي أدوات الحرب النفسية والتي تصحبها دائما حالة قلق داخل المجتمع. وتستخدم الآن بعد ثورة25 يناير وما صاحب ذلك من ظهور الثورة المضادة سواء كانت روافدها داخلية أم خارجية. وعرف الدكتور عبدالمنعم شحاتة رئيس قسم علم النفس بآداب المنوفية الشائعة بأنها حكاية أو خبر إما مختلق أو به تهويل أو تشويه تتداولها الألسنة أو عبارة يتناقلها الأفراد وهي قابلة للتصديق دون وجود معايير مؤكدة لصدقها. وأشار إلي أننا في مرحلة عدم استقرار سياسي واقتصادي بعد الثورة وأصبح المجتمع مرتعا للشائعات وسنحت الفرصة لكل من له مصلحة في شيء أن يوجد توترا داخل المجتمع ليبعث مزيدا من روح اليأس بين قطاعاته المختلفة, وأضاف أن ثورة المعلومات سلاحا ذا حدين فبينما كانت هي المحرك الأساسي في إشعال ثورة25 يناير أوجدت أيضا فرصا عديدة وجيدة لإطلاق الشائعات.وأكد أن للشائعات مخاطر متعددة حيث إنها تتبني ثقافة عدم الدقة ومن ثم فتعمل علي التلاعب بمشاعر الأفراد وأحاسيسهم وتوجهاتهم وأيضا رصد ردود أفعالهم وتحليلها لمعرفة قوة الجبهة الداخلية وهذا ما يعرف باللعب بالرأي العام, كذلك صرف الانتباه عن القضية الرئيسية نحو قضايا أقل أهمية وكذا إحداث بلبلة وفوضي وزعزعة النظام وتهديد الوطن وتحطيم الروح المعنوية وذلك كله يؤدي لفقدان الثقة بأنفسنا وبمن حولنا والتشكك في النيات وبالتالي عدم التعاون ومن أمثلة ذلك الشائعات التي تم إطلاقها في أثناء الثورة بوجود عناصر من حماس وإيران بالميدان لزرع الشك بين المتظاهرين وتفريقهم. وأضاف أن الشائعة قد تكون خبرا غير دقيق أو مختلقة بشكل كلي وتكرار نقلها يحدث معه حذف وإضافة نتيجة سعة الذاكرة البشرية وبالتالي يظهر التشويه للحقيقة, وأهم ما يميز الشائعات هي الأهمية والغموض والإيجاز والتشويق وكلها عناصر تسهم في انتشار الشائعة, كما أن الشائعات لا تطلق عشوائية فالبعض يصفها علي أنها صناعة لها خبراء يحددون لها الوقت والموضوع والجمهور المناسبين.وقال إن للشائعة أشكالا وصياغات عديدة فقد تكون مباشرة حول حدث سيتم مستقبلا وقد تكون ساخرة مثل النكت والكاريكاتير وقد تكون قصة بها حبكة تؤثر في المتلقي وقد تكون مثلا أو قولا شائعا, مشيرا إلي أن الجمهور يتقبل الشائعات لأنها تحقق إسقاطا باندفاعاته ورغبته في قبولها وتبرير الفشل وأحيانا يكون للجمهور ميل تلقائي لتصديقها خاصة في وضع عدم الاستقرار. وقال الدكتور معتز بالله رئيس قسم علم النفس بآداب القاهرة إن مواجهة الشائعات والتغلب عليها يستدعي التخطيط لمواجهة الشائعات بأساليب وطرق عديدة مع تفعيل مفهوم المواطنة كشرط أساسي, من حيث التخطيط لابد من تكوين لجنة عليا من المتخصصين في العلوم الاجتماعية ترتبط بالدوائر المعنية بمكافحة الشائعات خاصة في وسائل الإعلام, وأيضا تشكيل فرق بحثية لجمع الشائعات التي تنتشر بين الناس لتحليلها من قبل اللجنة العليا وتصنيفها للوقوف علي مصدرها, وكذلك دراسة الشائعات التي يتم جمعها وتحليل مضمونها لمعرفة الظروف والأحداث التي سبقت ظهورها ومدي انتشارها ودلالتها, أيضا تقويم مدي خطورة تلك الشائعات وتحديد مدي آثارها والبدء في خطة المواجهة.