«ما يحدث إعداد للمنطقة لاستقبال المهدي المنتظر، وأظن أنه قادم خلال بضع سنوات"، هكذا قال الشاب السلفي أحمد.ع، ملخصا تفكير قطاعات واسعة من أنصار جماعة "الإخوان" والجماعات السلفية، الذين بدأوا الانفصال عن الواقع وقبول إرادة التغيير التي أطاحت بالرئيس "الإخواني" محمد مرسي، في يوليو 2013 وبدلا من الانخراط في العملية السياسية قرر قطاع من الشباب الإخواني والسلفي الانفصال عن الواقع والحياة في الغيبوبة، عبر اعتبار ما جري في مصر وما يجري في سورياوالعراق مقدمات لظهور المهدي المنتظر، يحلمون بالمشاركة في معركة آخر الزمان والتي تبشر بعودة مرسي إلي الحكم مجددًا، ما يفسر العنف الغالب علي نشاط شباب الإخوان. "آخر ساعة" رصدت أشهر النبوءات التي تسيطر علي ذهنية الشباب الإخواني والسلفي، وتدفع البعض منهم لمغادرة البلاد والذهاب إلي الشام للانضمام إلي تنظيم داعش، وسط إيمان المقاتلين السنة والشيعة هناك بمشاركتهم في معركة آخر الزمان التي تمهد لعودة المهدي المنتظر، الذي يعتقد فيه كلا الطرفين، بما يكشف عن أن الصراع الممتد في العراقوسوريا منذ نحو أربعة أعوام يمتد بجذوره إلي قرون بعيدة، بينما جماعة الإخوان تصر علي أن تعيش في عالم مليء بالأوهام، والتعلق بآمال قد تكون مستحيلة، لا سيما ما يخص عودة الرئيس المعزول محمد مرسي، إلي سدة الحكم مرة أخري، إن لم يكن بأساليب واقعية فعن طريق أحلام ورؤي في عالم الخيال. ما يكشفه أحمد.ع قائلاً ل"آخر ساعة" إن شباب الإخوان علي يقين من عودة مرسي إلي سدة الحكم ليمهد الأرض لظهور المهدي المنتظر، وروي الكثير منهم لي بعض المنامات التي تبشر بعودة مرسي، وأشار إلي أن الحديث عن ذهاب المقاتلين إلي سوريا لمقاتلة بشار الأسد فقط غير صحيح، لقد ذهبوا لأنهم علي يقين أن يوم الملحمة ومعركة آخر الزمان قد اقتربت، وهي المعركة التي ستشهدها سوريا وستنتهي بانتصار فريق الحق من أهل السنة، علي الشيعة والتحالف الأمرصهيوني، فكل ما يحدث هناك ورد في نبوءات الأنبياء في التوراة والأحاديث النبوية، التي تتحدث عن معركة فاصلة بين جيشين إسلاميين كبيرين في الشام وعن معركة كبري قرب دمشق، وهو الصراع الذي يقوده السفياني والمهدي المنتظر. وبينما كتائب الإخوان الإلكترونية تنشر النبوءات ورؤي عن عودة قريبة لمحمد مرسي بصحبة المهدي المنتظر، دخل بعض شيوخ السلفية علي الخط واستخدام التأويل لبعض الأحاديث النبوية ولي عنق آيات قرآنية، للتأكيد علي نفس المعني، لذلك لم يكن غريبا أن تنتشر الصفحات علي مواقع التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن عودة المهدي المنتظر وتطالب الشباب بالذهاب إلي سوريا لمساندة الخليفة البغدادي باعتباره الممهد لعودة المهدي. أشهر تلك النبوءات ولا شك الواردة في أحد الأحاديث النبوية الصحيحة، والتي تتحدث عن حشد من جيوش الروم (المسيحيين) ترفع 80 راية، تواجه جيش المسلمين عند بلدة مرج دابق السورية في ملحمة يقتل فيها العديد من المسلمين لكنهم في نهاية المطاف ينتصرون قبل أن تحل القيامة، وهي النبوءة التي يتم استغلالها من قبل قادة تنظيم "داعش" لتعبئة المجاهدين وشحن هممهم، خاصة بعدما سيطر داعش علي مرج دابق في أغسطس الماضي. من جهتها، أكدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، ل"آخر ساعة" إننا نعيش في زمن التجارة بالدين من أجل تحقيق أهداف دنيوية ومصالح شخصية لذك تري من يستخدم الأحاديث النبوية الخاصة بالغيبيات بحثا عن سلطان أو جاه أو مال، وأشارت إلي أن موعد يوم القيامة لا يعلمه غير الله، والأحاديث النبوية التي يستند إليها البعض بعضها ضعيف والآخر متواتر، لكنها في النهاية تتحدث عن علامات يمكن أن تنطبق علي أي فترة تاريخية منذ عصر الرسول حتي يومنا هذا. وطالبت نصير بضرورة تصدي رجال الدين لمثل هذ الاستخدام السيئ للأحاديث النبوية الذي يشوه معناها ويجعلها عرضة للاستخدام في تحقيق مصالح دنيوية بعيداً عن مقاصد الدين الحنيف، مطالبة بضرورة التصدي لمثل هذه الاستخدامات التي تسيء للدين الإسلامي وتشوهه بهدف تحقيق انتصارات سياسية، قائلة: شحن همم أنصار جماعة الإخوان سياسياً لا يمكن أن يكون علي حساب الإسلام". بدوره، أكد صبرة القاسمي، رئيس الجبهة الوسطية، ل"آخر ساعة" أن جماعة "الإخوان" وغيرها من الجماعات الجهادية لم تجد ما يساعد علي تدعيم سيطرتها علي شبابها إلا باستخدام سلاح معارك يوم القيامة والتي تعتمد علي مجموعة من الأحاديث التي تخضع لتأويلات مختلفة، وهي محاولة يائسة بائسة لحشد الأنصار والتحريض علي العنف بدعوي أنها نصرة للإسلام.