قالت صديقتي الحميمة عن والدها إنه كان مثالا للرجل العطوف الحنون المحب ويملك قدرا متساويا من الجدية والحزم يحسبه كل من يراه للوهلة الأولي جامد القلب متحجر المشاعر ويدرك من يعرفه مدي رقته وإنسانيته العالية ومقولته التي رددها دائما وهي إذا وجد الحب فإنه لايموت إلا بموت المحب فالحب هو اللمسة الحانية والشعور بأفراح وأحزان الغير يسعي لتلبية طلبات المحتاجين فورا دون النظر للصلة التي تربطه بمن طلب العفو والرحمة رده علي ما أساء إليه الصدق في القول والفعل والبعد عن اللغو وكراهية الرذيلة والحث علي الفضائل والتمسك بكل ما أمرنا الله به من ترابط وتراحم صريح معتزا بنفسه وأقواله وتصرفاته حاول جاهدا وطبق مقولته بصدق علي كل مايؤمن به وتستطرد الآن اختفت الصورة وتوارت فلم أعد أراها وقد أصبح الخداع والغش والتضليل من صفات الرجال الذين يتشدقون بالحب وهو عندهم المرأة التي أمامهم في الشركة والمصنع والمكتب والنادي يسمحون لأنفسهم بالثرثرة معها في الشئون الخاصة لها وله مما يؤدي بالضرورة لعلاقة يعود منها من يعود لبيته بعد المغامرات وقد يقع منهم من يقع فريسة للصائدة الجديدة يعتم علي تصرفاته بالجدية والمثالية وهناك من يجد في نفسه للاعتراف بعدم قدرته علي الاستمرار ويتم الانفصال مع بشاعته ولكنه مبعث للاحترام لمن يأبوا الخيانة علي أنفسهم أما الحب الذي لايموت إلا بموت صاحبه فلم أجده حقيقة إلا في شخوص قليلة منها علي سبيل المثال من رحلت زوجته التي أحبها حبا كبيرا ربطهما قبل الزواج حين عرض عليه أولاده بأنه لايتخيل أبدا أن تحل أخري مكان حبيبته.. ومن توفي زوجها الذي عرفت معه كل معاني الحب والتفاهم والمعاملة الرقيقة والإيثار والحنان وعاشت علي ذكري حياتهما لثقتها اليقينية أنها لن تجد مثله أبدا فالحب الصادق الحقيقي النابع من القلب لايموت.