36 مدرسة جديدة تدخل الخدمة في بني سويف بتكلفة 473 مليون جنيه    التنظيم والإدارة يعلن مسابقة للتعاقد مع 964 معلم مساعد حاسب آلي بالأزهر    وزير العمل يصدر قرارًا بشأن ضوابط وآليات اعتماد "الاستقالات العمالية"    جولة لمحافظ الدقهلية بالسوق الدائم للتأكد من الأسعار المخفضة (صور)    آلية الاستعلام عن وجود استئناف بالقضايا إلكترونيا    أسامة ربيع يكرم "مرشدين" الهيئة أصحاب الكفاءات (صور)    السياحة: نمو أعداد السائحين الإسبان بنسبة 63.3% في 2025    مصر تترأس الاجتماعات الوزارية الرابعة لوزراء التجارة الأفارقة بالقاهرة    "دومتي" تترقب موافقة هيئة الاستثمار على مشروع تقسيم الشركة    الفلاح لا يجد من يحنو عليه.. خسائر بالجملة للمزارعين.. تكرار أزمات الأسمدة يهدد الإنتاج.. الوزير «المحاسب» يكتفي بالسفريات.. الوزارة لا تملك حلولا عملية لوقف خسائر محصولي البنجر والبطاطس    روبيو: تدمير حماس شرط لتحقيق مستقبل أفضل لسكان غزة    19 شاحنة مساعدات إماراتية تجتاز البوابة الجانبية لمعبر رفح في طريقها لمعبر كرم أبو سالم تمهيدا لإدخالها قطاع غزة    وزير الخارجية البولندي يوضح حقيقة الطائرات المسيّرة التي اخترقت أجواء بلاده    "مش مشكلة نضحي بسنة بطولات".. تعليق ناري من شوبير على ما يحدث في الأهلي    "يوم الخير".. مبادرة لتخفيف أعباء الدراسة بالوادي الجديد (صور)    رئيس فيفا يوجه رسالة لنادي بيراميدز بعد تخطي أوكلاند سيتي    أبرزها مواجهة الزمالك والإسماعيلي، مواعيد مباريات الجولة السابعة من الدوري المصري    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    ضبط لحوم مجهولة المصدر ومستودع بوتاجاز يبيع الأسطوانات في السوق السوداء بالشرقية    ظهرت الآن، نتيجة المرحلة الثانية لتنسيق رياض الأطفال بالقاهرة    مكياج ناعم وفستان أنيق.. منة فضالي تخطف الأنظار بإطلالتها    مهرجان VS-FILM وأكاديمية الفنون يكرّمان سلماوي تقديرًا لمسيرته ودوره في إثراء الثقافة والإبداع    موعد عرض مسلسل وتر حساس 2 الحلقة الأولى    أمين الأعلى للآثار يستعرض الشراكات الناجحة لتعزيز السياحة وحماية التراث    "القاهرة السينمائي" وفرع جامعة كوفنتري بالقاهرة يوقعان شراكة لتعزيز التكامل بين التعليم وصناعة السينما    الدكتور هشام عبد العزيز: الرجولة مسؤولية وشهامة ونفع عام وليست مجرد ذكورة    تفعيل عمليات العظام بمستشفى العياط المركزي والبدء في إجرائها خلال هذا الأسبوع (صور)    hannah einbinder: واجبى كممثلة يهودية توضيح الاختلاف بين اليهود وإسرائيل    محافظ بني سويف يعلن انتظام الدراسة في 149 مدرسة السبت    وسط ترقب لمخرجات القمة العربية.. تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بالضفة الغربية    الإدارية العليا: محظور علي العامل ترك وظيفته والتشاحن والتنابذ مع زملائه    قيمة المصروفات الدراسية لجميع المراحل التعليمية بالمدارس الحكومية والتجريبية    «إيتيدا» و«القومي للاتصالات» يكرمان أوائل طلاب المرحلة الأولى من برنامج التدريب الصيفي    فليك بعد سداسية فالنسيا في الليجا: استمتعنا    ترامب يهدد بإعلان «حالة طوارئ وطنية» في واشنطن لهذا السبب    الأوقاف تعلن المقبولين للدراسة بمراكز إعداد محفظي القرآن الكريم    وزير الري يؤكد أهمية تدريب وبناء قدرات الكوادر البشرية بالتعاون مع البنك الدولي    100 فعالية في اليوم المصري للموسيقى احتفاءً بإرث سيد درويش    قبل الشراء .. تعرف علي الفرق بين طرازات «آيفون 17» الجديدة    حادث سير بطريق الناصرية بالفيوم يسفر عن إصابة 4 أشخاص    «الرعاية الصحية»: منصة إلكترونية جديدة تربط المرضى بخبراء الطب بالخارج    محافظ الوادي الجديد: اعتماد 4 مدارس من ضمان جودة التعليم بالخارجة وباريس    استعدادًا لكأس العالم.. أسامة نبيه يؤكد على ثقته في اللاعبين بمعسكر تشيلي    استقرار حالة أخصائى التدليك فى إنبي بعد تعرضه لأزمة صحية عقب مباراة الأهلي    إحالة ملف قضية ضم بنات إبراهيم سعيد لوالدهم للمحكمة لجلسة 21 سبتمبر    أوروبا تنتفض ضد الاحتلال تزامنا مع قمة الدوحة.. إسبانيا تمنع العلم الإسرائيلي وبريطانيا تقصي طلابه تعليميًا    درونز وقناصة و"الوحش".. بريطانيا تستقبل ترامب بأكبر عملية تأمين منذ التتويج    برشلونة ضد فالنسيا.. البارسا يسحق الخفافيش 3 مرات فى 2025 ويحقق رقما قياسيا    جامعة الإسكندرية تطلق أولى قوافلها الطبية لعام 2026 (صور)    صحة الإسماعيلية تنظم احتفالا باليوم العالمى لسلامة المريض الموافق 17 سبتمبر    آمال ماهر: أداء حسن شاكوش لأغنيتي "في إيه بينك وبينها" ضحكني وعمل ليّ حالة حلوة    أيمن الشريعي: الأهلي واجهة كرة القدم المصرية والعربية.. والتعادل أمامه مكسب كبير    وزير الصحة يترأس اجتماع «التأمين الشامل» لمناقشة التطبيق التدريجي بالمحافظات    صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : هذا ما تعلمناه؟؟    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : شكرا سيدى إبراهيم البحراوى    ما حكم قتل القطط والكلاب الضالة؟ دار الإفتاء المصرية تجيب    فلكيًا بعد 157 يومًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026 في مصر    بالأسماء.. إصابة 4 من أسرة واحدة في البحيرة بعد تناول وجبة مسمومة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سرقات ممنهجة بدأت عام 2008 وزادت بعد الثورة
المساجد الأثرية في قبضة اللصوص
نشر في آخر ساعة يوم 07 - 07 - 2014


مسجد الماردانى شهد تعديات كثيرة فشى الفترة الأخيرة
اختفاء لوحة «الحلم» من الجامع الأزرق.. ولوحتين من منبر «طمراز الأحمدي»
بين وزارتي "الآثار" و"الأوقاف" يبدو حظ معالم القاهرة التاريخية عاثراً، حيث تحتاج إلي من ينقذها في خطة عاجلة بعيداً عن البيروقراطية، ينجد آثارها النادرة من يد الإهمال، والأخطر السرقات التي باتت شبه يومية، وتتعرض لها المساجد بما يشكل نزيفاً لرصيد مصر من تراثها الإسلامي، وزارتا الأوقاف والآثار تلقي كل منهما المسئولية علي الطرف الآخر، والنتيجة سرقات بالجملة رصدت بعضها "آخر ساعة" في سياق التحقيق التالي.
في جولة بالقاهرة الإسلامية يصاحب القبح الجمال، فبين عظمة الآثار تجد بؤس الواقع في تعديات تنتهك خصوصية المكان، الإهمال يسيطر علي الكثير من المساجد، التعديات تلتهم الأماكن التاريخية، منذ اللحظة التي تطأ فيها قدماك شارع الغورية وصولاً إلي باب زويلة، فمرورا بالدرب الأحمر وشارع التبانة وباب الوزير وسوق السلاح، تستصرخك الآثار الشامخة لتتدخل لوقف العبث الذي يحدث في ظل صمت مريب.
الإهمال يتضاءل بجوار السرقات التي تتعرض لها مساجد المنطقة ليل نهار، السارق يعرف ماذا يريد من "حشوات" منابر المساجد الأثرية التي تحمل ألقاب وأسماء سلاطين المماليك العظام، ويعلم جيداً الأهمية التاريخية لهذه الحشوات الموجودة في باب مسجد الفكهاني، وتعود إلي العصر الفاطمي وهي الفريدة من نوعها، لذلك لم يكن غريبا أن تتم سرقتها ويقوم المسئولون بتغطية السرقة بلوحي "أبلاكاش".
تكرر المشهد مع جامع السلطان المؤيد شيخ، بجوار باب زويلة، الكتابات التاريخية لباب المسجد التي تعود إلي السلطان الناصر حسن بن قلاوون، تمت سرقتها في وضح النهار، لا أحد يعلم كيف تم ذلك ولا متي، منذ أيام قليلة استيقظ أهالي الحي فلم يجدوا الكتابات التاريخية التي تثبت تاريخ تصميم الباب الخشبي النادر الذي لم يصنع مثله في مصر، ومن شدة جماله أمر السلطان المؤيد في عام 818ه/1419م ، بنقل الباب من مسجد السلطان حسن أمام القلعة إلي باب مسجده الجديد.
ما اكتشفناه من سرقات رغم فداحته يتضاءل بجوار ما كشفه مصدر بوزارة الآثار من قائمة مسروقات تتعرض لها مساجد القاهرة، تتم بشكل ممنهج وصورة مريبة تدفع إلي الواجهة بتساؤلات حول المستفيد من هذه السرقات التي تستهدف أجزاء معينة من حشوات المساجد الأكثر ندرة في العالم، والتي يتم نزعها من مكانها بيد محترفة تعرف ماذا تفعل وماذا تريد.
وعن آخر السرقات، قال مصدر - طلب عدم ذكر اسمه - ل"آخر ساعة" إنه منذ عشرة أيام تمت سرقة حشوات بابي الروضة من منبر مسجد أزبك اليوسفي (الذي تنسب له منطقة الأزبكية الشهيرة)، وهي السرقة التي لا تعد الأولي التي يتعرض لها المسجد، الذي يقع بالقرب من جامع "أحمد بن طولون"، فقد تحول إلي قبلة للسارقين الذين نجحوا في سرقة حشوات عدة من المسجد.
وفجر المصدر مفاجأة بالحديث عن أن لوحة "الحلم" الشهيرة بمسجد "آق سنقر" المعروف باسم "الجامع الأزرق"، تمت سرقتها منذ عدة أيام ولا يعرف أين هي الآن، والمسجد يعد تحفة أثرية تعود إلي 747ه/1346م، فهو "من أجمل جوامع مصر" علي حد قول المقريزي، وزاد من جمال المسجد الإضافات التي أضافها إبراهيم أغا مستحفظان في سنة 1062ه/1652م، والتي تتضمن كساء الحائط الشرقي الذي فيه المحراب بالقاشاني الأزرق.. أما عن قصة لوحة الحلم التاريخية فهي تسجيل تذكاري من قبل إبراهيم أغا لسبب تعميره لهذا المسجد تحديداً، وهو أنه رأي في منامه رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يصلي في محراب المسجد، وهو ما دفعه إلي الاهتمام بالمسجد وترميمه بشكل رائع أكسبه شخصية فريدة، وسجل عملية الترميم في لوحة من الرخام علي يسار المحراب، وللأسف تمت سرقة هذه اللوحة بما لها من قيمة تاريخية.
واستكمل المصدر شهادته قائلاً إنه وقعت سرقة في مسجد "طمراز الأحمدي" منذ 15 يومًا، تمثلت في سرقة لوحتين من علي المنبر تتضمن اسم صانع المنبر واسم المنشئ وتاريخ الإنشاء، وسرقت حشوات تاريخ الإنشاء من منبر جامع "سلار وسنجر الجولي" في قلعة الكبش، منذ 10 أيام، وهي سرقات تؤكد أن من يقوم بها علي دراية كاملة بأهمية ما يقوم بسرقته وقيمتها التاريخية.
المصدر أكد أن السرقات الممنهجة بدأت في عام 2008 بسرقة منبر مسجد قانيباي الرماح، المجاور لقلعة الجبل ومسجد السلطان حسن، والذي تمت سرقة منبره بشكل كامل، في سابقة لم تحدث من قبل، وحاول بعض المسئولين وقتها التغطية علي السرقة بالادعاء أن المنبر موجود في مخازن الوزارة إلا أن تحقيقات النيابة أثبتت سرقة المنبر، الذي اختفي منذ ذلك الوقت.
وتابع المصدر: تعرض مسجد "الطنبغا المارداني" لسرقة حشوات من جانبي المنبر في 2009 وهو ما تكرر مع مسجد "قجماس الإسحاقي" المعروف ب"أبو حريبة"والمرسوم عي عملة الخمسين جنيه، فالمسجد تعرض لسرقات متعددة منها سرق بعض أجزاء المنبر في عام 2009.
وشدد المصدر علي أن الأوضاع الأمنية بعد ثورة "25 يناير 2011" فتحت الباب علي مصراعيه أمام عمليات سرقة الآثار الإسلامية، فبدأت بسرقة خمس حشوات خشبية أثرية من مسجد "داود باشا" بمنطقة السيدة زينب، ومن مسجد "المؤيد شيخ" بباب زويلة سرقت معظم حشوات المنبر، كما سرقت الحشوات الخاصة بباب الجامع "الأفخر" المعروف باسم مسجد "الفكهاني"، والذي يعود إلي العصر الفاطمي، فيما سرقت بعض الحشوات من باب جامع برقوق، وسرق كرسي المقرئ كاملاً من مسجد قايتباي في القرافة، فضلاً عن بعض حشوات أثرية من باب المسجد.
كذلك تم سرقة بضع حشوات غاية في الأهمية والندرة من "التكية المولوية"، منذ نحو 8 أشهر، عليها اسم صاحب التابوت واسم الصانع وتاريخ صناعته، ووجه الندرة في هذه الحشوات أنها أول حشوات يكتب عليها تاريخ الإنشاء بالأرقام، علي غير العادة في الآثار الإسلامية التي يتم كتابة التاريخ بالحروف العربية.
في الأثناء، أكد الدكتور رأفت النبراوي، عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة سابقًا، ل"آخر ساعة" أن80% من الآثار الإسلامية تخضع لإشراف وزارة الأوقاف فيما تتولي وزارة الآثار الاهتمام بالمنشآت الأثرية للمساجد ذات القيمة التاريخية، لذلك عندما تقع جريمة سرقة لأحد المساجد تضيع المسؤولية بين وزارتي الأوقاف والآثار، لأن كل وزارة تلقي بالمسؤولية علي الطرف الآخر، وتكون الحصيلة النهائية ضياع قطع أثرية نادرة بلا تحديد للجناة.
وأشار النبراوي إلي أن عدم تحديد المسؤولية بين الآثار والأوقاف أدي إلي مشكلة خطيرة تعاني منها الآثار الإسلامية، تتمثل في أن معظم تلك المنشآت مشغولة من قبل الأهالي؛ سواء بالسكن في بعض المنازل القديمة، أو وجود محال تجارية كما هو الحال في معظم المساجد الأثرية، وضع تسبب في إصابة الكثير من الآثار بأضرار بالغة، ربما لايمكن إصلاحها إذا ما استمر الوضع كما هو بلا أي تعديلات.
وحذر العميد السابق لكلية الآثار بجامعة القاهرة، من كارثة تتمثل في عدم وجود قاعدة بيانات وافية لكل مقتنيات المساجد، يتم علي أساسها إثبات ملكية مصر لهذه القطع المهربة، وهو ما يجعل عملية المطالبة بهذه القطع في غاية الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً، فعندما تسمع أن مصر استردت قطعا أثرية بعد تهريبها، فالحديث هنا عن القطع التي تمتلك لها مصر قاعدة بيانات يمكن مراجعتها، أما في حالة آثار المساجد فلا يوجد أي قواعد بيانات.
وطالب النبراوي بضرورة إخلاء تلك المنشآت الأثرية من شاغليها، مع تعويضهم التعويض المناسب بما يتفق مع وضع كل حالة بشكل منفصل، بالإضافة إلي وضع المساجد والمنشآت الإسلامية الأثرية تحت إشراف وزارة الآثار بشكل كامل ومطلق، حتي تكون هناك جهة واحدة مسئولة يمكن محاسبتها حال تعرض الآثار للتلف أو السرقة.
من جهته، ذهب الدكتور أيمن فؤاد سيد، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر وأحد أهم مؤرخي القاهرة الإسلامية، إلي أن معالم المدينة التاريخية التي تعود إلي بدايات الفتح الإسلامي حتي القرن التاسع عشر الميلادي معرضة للضياع بعد زوال الكثير من الآثار التاريخية والمعالم الأثرية، في ظل غياب خطة واضحة المعالم تراعي الخصوصية المعمارية للآثار الإسلامية وعلاقتها العضوية بمحيطها المعماري.
وقال سيد ل"آخر ساعة" إن توزيع المسئولية بين وزارتي الآثار والأوقاف أمر تتفرد به مصر، وهو السبب الرئيسي في كل ما تعانيه الآثار الإسلامية من إهمال وتعديات، التي تشرف علي المساجد، ما يجعل عملية ترميم أثر واحد تمر بإجراءات عديدة تستغرق مدة طويلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.