يحتفل المجلس الأعلي للثقافة بذكري مرور خمسين عاما علي رحيل عملاق الفكر العربي عباس محمود العقاد. والعقاد كان شاعرا، وكان أديبا، وكان ناقدا، وقبل كل ذلك كان مفكرا إسلاميا ترك بصمات لاتنسي في الفكر الإسلامي عندما كتب (عبقرياته) متحدثا فيها عن أبي بكر وعمر وعلي بن أبي طالب وخالد بن الوليد وغيرهم من عظماء الإسلام. وللعقاد كتاب هام وعنوانه الله .. وفيه تحدث عن العقيدة الإلهية، وأطوارها، ويأخذنا في رحلة تاريخية حول الله في دول الحضارة القديمة، ويقصد بذلك: مصر والهند والصين وفارس، وبابل، واليونان تم يتحدث عن (الله) في الأديان السماوية: اليهودية والمسيحية والإسلام، كما يحدثنا فيه عن مذاهب الفلاسفة والتصوف، ويتحدث عن براهين وجود الله.. والبراهين القرآنية. والكتاب متعة للقارئ لأن القارئ يحس من خلال قراءته لهذا الكتاب الجهد الضخم الذي قام به المؤلف باحثا ومنقبا من خلال كتب الدين والتاريخ والفلسفة، والفكر الإنساني علي العموم. ومن أجمل ما كتب الأستاذ العقاد في هذا الكتاب قوله: «ولاشك أن العالم كان في حاجة إلي هذه العقيدة كما كان في حاجة إلي العقيدة المسيحية من قبلها، وتلقي كلتيهما في أوانه المقدور، فجاء السيد المسيح بصورة جميلة للذات الإلهية، وجاء محمد عليه الصلاة والسلام بصورة (تامة) في العقل والشعور. وللحديث بقية