أنوشكا أنوشكا تستعد لامتحان فني كبير، تؤكد أن ظهورها طوال شهر رمضان يشخصيتين مختلفتين يمثل بالنسبة لها خطوة فنية مهمة، حيث تشارك في مسلسل السيدة الأولي وسراي عابدين.. في الوقت نفسه قامت بالتفتيش في دفاترها الفنية القديمة، وقررت إعادة تقديم اغنية بعنوان ياقلبي كانت قد قدمتها منذ سنوات، وعلي حد قولها لم تحصل علي حقها الفني والإعلامي والجماهيري، وتقول إن الظروف الحالية مناسبة تماما لإعادة تقديم الأغنية للناس. سألتها كيف أثر الخليط بين النشأة الشرقية مع الثقافة الغربية علي تشكيل حياتك وتكوين شخصيتك؟ - أجابت ثقافتي الغربية أخذتها من مدارس الأرمن وهي أصلا ثقافة شرقية والثقافة الجامعية من الجامعة الأمريكية.. فتربيتي كانت مكونة من تربية شرقية في الأساس ولكنها ليست مغلقة فهي تربية متفتحة فكان بالمدرسة أولاد وبنات ولم يكن هناك انغلاق ولاتزمت شديد سواء كنا في المدرسة وكان من ثقافتنا تقبل الآخر وكبرنا علي احترام اللغات الإنجليزية والفرنسية بالإضافة للغة الأرمنية أسوة بمدارس الألمان الذين يدرسون الألماني وبالتالي هذا الخليط أعتبر أنه خلق شخصية متوازنة تماما ويرجع الفضل في ذلك لأهلي لأننا لم نكبر ونحن معقدون ونستطيع أن نقول ما يدور بأنفسنا.. لانخجل من أبي وكان هناك صراحة وانفتاح شديدان ووضوح. كيف بدأت مشوارك الفني؟ - منذ سنوات حياتي الأولي، عندما كنت في فترة الحضانة ثم المدرسة.. دخلت مدارس الأرمن من حضانة وابتدائي وإعدادي وثانوي ثم الجامعة الأمريكية.. وكان الجانب الفني شق لايتجزأ من الممارسة اليومية لنا.. فكل سنة لنا أعمال فنية وكان لها درجات.. وفي نفس الوقت كان أسلوب دراستنا لوحصل طالب علي الدرجات النهائية في مادة كالإنجليزية مثلا 4 مرات يحق له أن يأخذ زجاجة حاجة ساقعة وساندويتش جبن رومي أو بيضاء أثناء عرض الفيلم.. فقد كان لنا عرض فيلم سينما في المدرسة مرة كل أسبوع فلم نكن بحاجة وقتها للذهاب للسينما وكان عندنا احترام للفنون بكل أنواعها والمذاكرة.. فعندما نعمل شيئا جيدا للفنون كانت ترفع من درجاتنا في الدراسة.. فارتباطي بالفن مرتبط بي منذ النشأة.. وكذلك بالنسبة للرسم نعمل معارض وكان إيراد اللوحات يذهب لعمل أو إصلاح شيء في المدرسة بدلا من أن يذهب للجيب الشخصي يذهب لفعل الخير الجماعي حتي نتعلم جميعا ذلك وخصوصا أننا كنا أولادا وبناتا متعاونين وليس بيننا فرق في الحقوق والواجبات والفكر والشخصية. لماذا غبت عن الساحة الغنائية منذ فترة كبيرة؟ - عندك حق ولكن أريد أن ألقي الضوء علي أغنية بعنوان (ياقلبي) رغم أن هذه الأغنية كانت في ألبومي الثاني ومنذ فترة طويلة جدا إلا أنها لم تأخذ حقها في ذلك الوقت ووجهت لي انتقادات بأنك تقدمين أدوار أبلة الناظرة.. إلا أنني أعمل علي انتشارها الآن لأنها تتناسب بشدة مع المرحلة الحالية وتعبر عنها وأهديها للشعب المصري العظيم.. والأغنية تحث علي ألا نكون غير أنفسنا وأن نعبر بصدق وشجاعة عما بداخلنا ونرفض الذل والانكسار وأن نفتح بابنا للشمس وهي حقيقة تتناسب مع واقع الشعب الحالي الذي يبدأ صفحة جديدة من التفاؤل والحياة، والأغنية من تأليف مجدي كامل الذي افتقده الآن رحمه الله والآن أقدمها بدونه وأتذكره بالخير لأنه كان من أبسط وأعمق الناس.. ولأن هذه الأغنية هي أنوشكا ذاتها. هل التمثيل أخذك من الغناء؟ - لا لم يأخدني من الغناء ولكن الثلاث سنوات الماضية بالنسبة للجميع لم تكن هناك رغبة ولا إحساس بعمل شيء.. كلنا كنا مهتمين بموقف البلد وقبلها أيضا كنت أمر بظروف صحية مع أهلي وكان عندي أولويات فأهلي كان لهم الأولوية. ماشروط قبولك للدور؟ - إحساسي بالدور أولا وكذلك المغزي وما الذي نقوله في المسلسل والفكرة وما الرسالة التي نقدمها.. فليس مجرد اختيار دور فقط.. وأعتبر أن رمضان هذا العام بالنسبة لي امتحان لأنني أقدم عملين في نفس الوقت هما السيدة الأولي وسرايا عابدين الذي انتهينا منه أما السيدة الأولي فمازلنا نقوم بتصويره حتي الآن ..وقد اشتغلت مع اثنين من المخرجين أقدم لهما كل الشكر والحمدلله مجموعة العمل في العملين في منتهي الروعة وهذا مهم لأننا نقضي في الاستديو أكثر مما نقضي في البيت..وكان أبي رحمه الله يري أن الإنسان المحظوظ الذي يزاول عملا يحبه وأنا هكذا بالفعل سواء شغلي مع عمرو عرفة أو يسرا أو غادة عادل أو غادة عبدالرازق .. والسيدة الأولي يعتبر كلاكيت تاني مرة مع غادة فالأول كان مسلسل «قانون المراغي» ولكن لم تكن تجمعنا مشاهد كثيرة أما في المسلسل الحالي فتجمعنا العديد من المشاهد وخصوصا مع وجود ممدوح عبدالعليم لذلك فأنا في غاية الاستمتاع أثناء عملي معهم. هل شكلك يرشحك للقيام بأدوار شخصية أجنبية؟ - لم أعط فرصة للمخرجين أن يحصروني في هذه الجزئية مع أننا لسنا نحن الذين ننادي علي الأدوار ولكن الدور هو الذي ينادي صاحبه. ماذا أضاف لك دورك في مسلسل فرقة ناجي عطا الله؟ - أن أقف مع عادل إمام وكنت سعيدة بذلك..وأضاف لي أيضا أن الناس شاهدت الدور ورأت لي شخصية مستقلة وأخذت كلاما حلوا من المخرجة انعام محمد علي وهي صارمة جدا في إبداء رأيها ومعني ذلك أنها شهادة كبيرة لي وكنت سعيدة به للغاية . ما الجديد الذي تقدمينه في كل من السيدة الأولي وسراي عابدين ؟ لن أتكلم عن دور أقوم بعمله قبلها علي الإطلاق لسبب بسيط لو تحدثت عن الدور ستجدين المتلقي يسمع ويتخيل ويؤلف ويلحن ويري كل شيء من خياله فلما يأتي عرض الدور في رمضان يصبح ذلك ليس في صالح العمل عموما ..ولكن افضل أن يري الدور علي حقيقته وقتها ..فأنا نفسي أعمل المشاهد ولا أجلس لمشاهدتها ولكن أصبح مثلي مثل المتفرج العادي أشاهد نفسي وقتها عند عرض المسلسل كالآخرين . هل تحبين التنوع في الأدوار أم تفضلين أدوارا بعينها؟ - طبعا أحب أشكالا وأنماطا مختلفة سواء في التمثيل أو الغناء ولكن أقول إن هناك أدوارا يكون الشخص أكثر اقتناعا بها ويري فيها نفسه بشكل أفضل مثل المطرب الذي يختار الأغنية التي تتناسب مع مساحة وخامة صوته أكثر من غيرها. لك تصريح بخصوص الدراما التركية فما موقعها لديك؟ - تجذبني في جزئية أنها تلعب علي الخط العاطفي والإنساني والمناظر الطبيعية.. فالأفلام الأجنبية ليست سيناريست واحدا يجلس ويكتب كل حاجة بنفسه وخلاص ولكنهم يعملون ورشة عمل وتصبح هناك أفكار مجموعة أشخاص وبالتالي تكون أكثر ثراء من مجرد فكرة شخص.. والدراما التركية فيها التصوير جميل والديكورات رائعة وهناك تصوير في أماكن تاريخية ولكن الدراما عندهم فكرة بسيطة جدا لو شاهدت حلقة وتركت عدة حلقات تجدين المسلسل كما هو فيها المط والتطويل ..أما السينما الهندية ففيها كم كبير من الألوان والإبهار والإيقاع والرقصات فيها حياة واستعراضات ..وأحب أن أقول أن الاستعراض ليس مجرد كمالة عدد ولكن للأسف الشديد نحن نتحدث عن العيب دون وجه حق فالله جميل يجب الجمال. ما رؤيتك للسينما في الفترة القادمة؟ - بالنسبة للسينما وكذلك المسرح وحتي الإذاعة والدراما الرمضانية والمصرية بشكل عام أرفع القبعة لكل من أنتج في ظل الظروف الصعبة التي نمربها لأنها في النهاية صناعة وتفتح بيوت الكثير من الناس.. والسينما ممكن توصل فكرنا للعالم في الخارج من خلال ممثلينا.. وعندي أمل كبير وتفاؤل شديد للغاية لأني أري التقنيات التي نعمل بها والصورة والمونتاج.. قبل أن نتكلم عن التمثيل والممثلين عندنا من مديري التصوير والإضاءة والمونتاج والموسيقي التصويرية والإخراج علي المستوي العالمي ولذلك أتمني أن شغلنا هذا يفتح أسواقا جديدة علي الساحة العالمية.. وأقول كذلك لمن يسرق الأفلام ويضعها علي النت فهو يضيع مجهود ممثلين ومخرجين ومنتج أنفق من أمواله فأتمني في الفترة القادمة أن يصبح هناك حماية لحقوق المنتجين حتي يستطيعوا ممارسة عملهم وتدور عجلة الإنتاج لأنهم يفتحون بيوتا يعتمد عليها الكثيرون. وما رؤيتك لمجال الغناء؟ - أتمني أن المنتجين لا يتركون الفنان ينتج لنفسه لأنه يخسر لأن الإنتاج ليس مجاله وهناك أغنية حاليا بعنوان ياقلبي وأنا أهديها للناس . وماذا عن مصر عموما ؟ - أقول إنه لا يصح أن نترك كل شيء للرئيس ولكن يجب أن نصلح نحن اولا من انفسنا ونحترم الشارع ونحترم القوانين ونعمل وننتج حتي نستطيع أن نطلب من الدول الأجنبية الاستثمار في مصر ومن يحترم نفسه سيجد له مكانا والعكس صحيح.