٫ كارثة صحية وبيئية تهدد سكان محافظة أسيوط بسبب مخلفات محطة أسيوط البخارية وأثرها علي البيئة المحيطة التي تفوق معدلات التلوث العالمية بألف مرة. حيث كشفت الدراسة العلمية التي قام بها فريق بحثي من قسم الفيزياء بكلية العلوم وقسم علوم البيئة ومعالجة التلوث بمعهد السكر التابعين لجامعة أسيوط علي مخلفات محطة أسيوط البخارية وأثرها علي البيئة المحيطة.. أن المحطة تستخدم زيت المازوت كوقود لإنتاج الكهرباء وعملية احتراقه داخل المحطة تؤدي إلي زيادة نسبة تركيز المواد المشعة في الرماد المتطاير بشكل كبير.. وأثبتت الأبحاث المتعددة التي قام بها الفريق البحثي أن تركيز المواد المشعة في الرماد المتطاير من المحطة وعينات من التربة فضلاً عن عينات المياه الجوفية من المناطق القريبة من المحطة تفوق المعدلات العالمية بنحو ألف مرة تقريباً مما يؤدي إلي زيادة مستوي التلوث بالنشاط الإشعاعي بالبيئة المحيطة وبذلك يتعرض سكان المحافظة إلي مستو عال جداً من الجرعات من المواد المشعة نتيجة استخدام زيت المازوت كوقود في المحطة.. وبمعني آخر يمكن القول إن المخلفات الناتجة من محطة كهرباء أسيوط تفوق بكثير المخلفات الناتجة عن محطات الطاقة النووية علي مستوي العالم.. وقد حظيت العديد من الأبحاث عن هذه الدراسة بالنشر في مجلات علمية عالمية مثل American Journal of Environmental Science والمجلة الألمانية Environmental Science and Pollution Research وهي دوريات علمية لها مكانتها الدولية ولا تنشر أي بحث إلا بعد تحكيمه من قبل كبار علماء العالم .. ورغم محاولات فريق البحث مقابلة المسئولين في المحافظة وإطلاعهم علي نتائج الدراسة الأخيرة وخطورتها البيئية والصحية بالمحافظة إلا أن أحدا لم يلتفت إليهم أو حتي يكلف خاطره بقراءة هذه النتائج المخيفة ومناقشتهم في كيفية حل هذه الكارثة سوي لقائهم بسكرتير عام محافظة أسيوط وقد تم شرح و جهة نظر الفريق البحثي بشكل تفصيلي لسيادته وقد وعدهم باتخاذ التدابير المناسبة لتحقيق المصلحة العامة إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء حتي اللحظة..بل والأسوء أن المحافظة قام بوضع حجر الأساس ومن ثم بدأ الإنشاء لمحطة مياه جديدة في أسيوط مما سوف يؤدي إلي أضرار كارثية علي سكان المحافظة في حال إتمام إنشاء هذا المشروع لأنه لم يتم عمل الدراسات اللازمة لمعرفة مدي ملاءمة الموقع المختار بيئيا لإنشاء هذه المحطة وتم اختيار المكان عشوائيا فقد تم اختيار موقع المحطة المزمع إنشاؤها بجوار محطة كهرباء أسيوط مما يعرض مياه الشرب الناتجة منها إلي مخاطر التلوث عن طريق الرماد المتطاير من مداخن محطة الكهرباء وهذا الرماد أثبت بالدراسة العلمية والتحاليل احتواءه علي عناصر مشعة بالإضافة إلي احتوائه أيضا علي المعادن الثقيلة كالفناديوم والكادميوم والرصاص والحديد، وهذه العناصر قاتلة وتسبب الكثير من الأمراض.. والتلوث بمياه الصرف الصناعي الناتج من وحدتي الصرف الصناعي داخل محطة الكهرباء وهذه المياه تكون محتوية علي المعادن الثقيلة الذائبة وخصوصا أثناء فترات غسيل الأفران داخل محطة الكهرباء.. كما أن الموقع المختار مخالف للقوانين والتشريعات التي تنظم أعمال الري والصرف و حماية الموارد المائية من التلوث والتدهور مثل القانون رقم 48 لسنة 1982 في شأن حماية النيل والمجاري المائية من التلوث، ومن ثم اللائحة التنفيذية له التي تتضمن الضوابط والمعايير والمواصفات الخاصة بصرف المخلفات السائلة المعالجة إلي مجاري المياه. الصادرة بقرار وزير الري رقم 8 لسنة 1983 وفي البند رقم (10) التي اشترطت أن تكون مواسير صرف المخلفات الصناعية السائلة بعيدة عن مأخذ محطات تنقية مياه الشرب بمسافة 3كم أمام المأخذ، و1كم خلف المأخذ.