مازال المشير السيسي الأقرب للفوز، الحملة الانتخابية للمرشح المنافس حمدين صباحي لم تنجح في اعتقادي في الخصم من الرصيد الشعبي الهائل الذي يتمتع به السيسي، والحوارات القليلة التي ظهر خلالها متحدثا عن نفسه وبرنامجه وأحلامه، كانت حاسمة في التأكيد علي أنه رجل دولة، متزن، أفكاره منظمة، الحلول التي يطرحها واقعية ومعقولة وقابلة للتنفيذ، لا يتأثر بمحاولات المنافس لاستدراجه لمناوشات لفظية، في حين كشفت اللقاءات الكثيرة التي ظهر فيها حمدين صباحي عن شخصية مناضل، يجيد الكلام، مهموم بقضايا الفقراء والحريات، لكن عندما تضع أفكارة وأحلامه أمام المراجعة العقلية، تكتشف استحالة التطبيق، وبالتحديد عندما يطلق الوعود، مثل توفير عشرات المليارات من الميزانية، ومنح المحتاجين فدانا أو بضعة أفدنة، المهم في مثل هذه الوعود آليات التنفيذ، لايكفي القول بأن خبراء قالوا أن بامكانهم توفير المليارات، المهم كيف، وتوزيع فدان أو عدة أفدنة، من أين في بلد تتعرض يوميا لتجريف أراضيها الزراعية، من أين الأموال المطلوبة لاستصلاح أراض جديدة، قبل أن نتحدث عن نظام تعاوني لمنع تفتيت الأراضي الزراعية، وكذلك الوعود بإلغاء قانون التظاهر، والإفراج عن سجناء الرأي، في حدود معلوماتي لايوجد سجناء للرأي، لكن هناك أحكام صدرت في حق شباب قرروا تحدي سلطة القانون والدولة، والتظاهر دون تصريح، وكذلك الوعود بمحاربة الفساد، والعدالة الاجتماعية والانتقالية، عناوين مهمة، دون آليات وأضحة للتنفيذ، في المقابل كان السيسي في حواراته القليلة علي درجة كبيرة من التحديد والوضوح، طلب من الناس أن تعمل معه، حاول استفزار الطاقة الإيجابية للشعب، لم يلجأ للوعود البراقة، كان واضحا في موقفه من الجماعة الإرهابية ، تبني مشروعات قومية كبيرة لإعادة بناء مصر المستقبل، ممر التنمية الذي يدعو له الدكتور فاروق الباز، ومحور قناة السويس، وتعمير سيناء، وحدد ثلاثة محاور للتمويل، وعن الطاقة وارتفاع الأسعار ، طرح بعض الأفكار القابلة للتنفيذ، منها الأسواق الموازية التي ترعاها الدولة، وتوفر للناس السلع الحيوية بأسعار معقولة، السيسي المرشح بأمر الشعب ، انشغل ببرنامج الحاضر والمستقبل، وصباحي الثوري والمناضل انشغل بالبرنامج والشعارات والمرشح المنافس، وأظن أن المقارنة بين المرشحين حتي الآن مازالت تميل بدرجة كبيرة نحو السيسي.