السفير الدكتور محمود هريدي يكتب عن : حقوق الإنسان والقانون الدولي    لأول مرة.. كامل أبو علي يدعم مرسي علم ب 2000 غرفة فندقية فى بورتوفينو وسى ورلد    اقتصادية قناة السويس: 3.2 مليار دولار تعاقدات 144 مشروعاً خلال 10 أشهر    وزير الداخلية الإيراني: هبوط اضطراري لطائرة هليكوبتر ضمن موكب الرئيس إبراهيم رئيسي    "المنظمات الأهلية الفلسطينية" تؤكد أهمية دور مصر الرائد والمستمر في دعم الشعب الفلسطيني    محافظ الشرقية: محاضر ل4 طلاب في امتحان جبر الإعدادية وإحالة الملاحظين للتحقيق    متى يصادف موعد واجازة عيد الأضحى في عام 2024؟    بعد عرس ابنته.. سامح يسري يتصدر التريند    رمضان صبحي يقود تشكيل بيراميدز في مواجهة الإسماعيلي بالدوري    جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تتصدر تصنيف التايمز العالمى للجامعات الناشئة لعام 2024 وتحقق نجاحات محلية وإقليمية ودولية    هيئة الاستثمار تتيح استخراج شهادة عدم الالتباس وحجز الاسم التجاري إلكترونياً    الدفاع الروسية: مقتل نحو 1900 عسكري أوكراني خلال الساعات ال24 الماضية    اليوم في ختامي نوادي المسرح.. عرض «سوء تفاهم» و«هاللو فوبيا» بقصر ثقافة روض الفرج    الأربعاء.. عرض فيلمي «فن القلة» و«فن العرايس» بمركز الثقافة السينمائية    إنجاز قياسي| مصر تحصد 26 ميدالية في بطولة البحر المتوسط للكيك بوكسينج    إهداء درع معلومات الوزراء إلى رئيس جامعة القاهرة    أزمة الدولار لا تتوقف بزمن السفيه .. مليارات عيال زايد والسعودية وصندوق النقد تتبخر على صخرة السيسي    تسلق السور.. حبس عاطل شرع في سرقة جهاز تكييف من مستشفى في الجيزة    «الجوازات» تقدم تسهيلات وخدمات مميزة لكبار السن وذوي الاحتياجات    باحثة سياسية: نزوح 80 ألف شخص من رفح الفلسطينية إلى خان يونس ودير البلح    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    منها مزاملة صلاح.. 3 وجهات محتملة ل عمر مرموش بعد الرحيل عن فرانكفورت    «يا ترى إيه الأغنية القادمة».. محمد رمضان يشوق جمهوره لأغنيته الجديدة    طلاب مدرسة التربية الفكرية بالشرقية في زيارة لمتحف تل بسطا    «الإفتاء» توضح حكم حج وعمرة من يساعد غيره في أداء المناسك بالكرسي المتحرك    الجبالى مازحا: "الأغلبية سقفت لنفسها كما فعلت المعارض وهذا توازن"    نصائح وزارة الصحة لمواجهة موجة الطقس الحار    وزير الصحة: تقديم القطاع الخاص للخدمات الصحية لا يحمل المواطن أعباء جديدة    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية مجانا في قرية أبو سيدهم بمركز سمالوط    أسرة طالبة دهس سباق الجرارات بالمنوفية: أبوها "شقيان ومتغرب علشانها"    مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية يوضح أنواع صدقة التطوع    "علشان متبقاش بطيخة قرعة".. عوض تاج الدين يكشف أهمية الفحوصات النفسية قبل الزواج    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    إعلام إسرائيلي: اغتيال عزمى أبو دقة أحد عناصر حماس خلال عملية عسكرية في غزة    خالد عباس: إنشاء وإدارة مرافق العاصمة الإدارية عبر شراكات واستثمارات عالمية    إيرادات فيلم السرب تتخطى 30 مليون جنيه و«شقو» يقترب من ال71 مليون جنيه    وزارة الإسكان تخطط لإنشاء شركة بالشراكة مع القطاع الخاص لتنشيط الإيجارات    3 وزراء يشاركون فى مراجعة منتصف المدة لمشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ    10 نصائح للطلاب تساعدهم على تحصيل العلم واستثمار الوقت    مساعدون لبايدن يقللون من تأثير احتجاجات الجامعات على الانتخابات    أول صور التقطها القمر الصناعي المصري للعاصمة الإدارية وقناة السويس والأهرامات    موعد انعقاد لجنة قيد الصحفيين تحت التمرين    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    وزيرة الهجرة: مصر أول دولة في العالم تطلق استراتيجية لتمكين المرأة    ياسر إبراهيم: جاهز للمباريات وأتمنى المشاركة أمام الترجي في مباراة الحسم    حجازي يشارك في فعاليات المُنتدى العالمي للتعليم 2024 بلندن    ضبط 100 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز والأسواق فى المنيا    مدينة مصر توقع عقد رعاية أبطال فريق الماسترز لكرة اليد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 19-5-2024    سعر السكر اليوم.. الكيلو ب12.60 جنيه في «التموين»    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    ولي العهد السعودي يبحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأوضاع في غزة    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    تشكيل الزمالك المتوقع ضد نهضة بركان في إياب نهائي الكونفيدرالية.. جوميز بالقوة الضاربة    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي وصباحي اتفقا على الدعم ورفض الإخوان.. واختلفا على قانون التظاهر
سباق الوعود البراقة بين مرشحي الرئاسة..

أخيرا..كشف المرشحان لمنصب رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي عن ملامح برنامجيهما الانتخابيين.
آمال عريضة ووعود تمني نفس كل مصري بحياة رغدة ومصر عملاقة بعد سنوات عجاف امتدت عقودا.
حدد السيسي في الحوار التليفزيوني الوحيد الذي أجري معه الأحد 11 مايو، رؤيته للنهوض بالوطن وركز كثيرا على تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في إطار إستراتيجية المحاور المتوازية، كما كشف عن سياسة خارجية بلا صدامات تقوم على الانفتاح على القوي الدولية والالتزام بكافة المعاهدات والالتزامات وان كان قد بعث برسالة واضحة لإسرائيل لحثها على اتخاذ خطوات جادة لحل القضية الفلسطينية بإقامة دولة عاصمتها القدس الشريف.
بينما طرح صباحي باستفاضة من خلال اللقاءات التليفزيونية والإذاعية المتعددة ناهيك عن اللقاءات الجماهيرية رؤى متنوعة تعكس قناعته الفكرية واستهدافاته الجماهيرية واتفق مع منافسه في العديد من المشروعات الكبرى مثل استصلاح ملايين الأفدنة ورفض عودة الإخوان للحياة السياسية، واستمرار دعم الفقراء وان اختلف معه في السياسة الخارجية خاصة ما يتعلق منها باتفاقية السلام مع إسرائيل.
"بوابة أخبار اليوم" رصدت ابرز محاور ومرتكزات أفكار ورؤى وملامح برنامجي المرشحين وناقشت الخبراء المتخصصين للتعرف على رؤيتهم التحليلية، لما تضمنته من وعود وأحلام ومدى قابلية تلك الأفكار للتطبيق من عدمه.
في البداية قال مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء عادل عبودي، إن تصريحات السيسي مؤشر يعكس قدرته على تحقيق الاستقرار الأمني للشعب المصري، مطالبا مساندته لتحقيق التصدي للجماعات الإرهابية التي تحاول نشر الفوضى في البلاد.
وأشار إلى أن مصر ستكون في أمان مع المشير السيسي، لأنه رجل معني بالأمن القومي من خلال الخبرة التي حصل عليها أثناء توليه جهاز المخابرات الحربية، ثم توليه وزارة الدفاع، مما أكسبه خبرة ودراية قوية حول كيفية تأمين الحدود المصرية.
وأضاف اللواء عادل عبودي، بأن السيسي كان واضحا تماما في مواجهته للفكر المتطرف وتصميمه علي القضاء عليه نهائيا، معتبرا أن كل من يرشحه سيكون بمثابة دعم له للقضاء علي هذه الجماعات التي تعتنق الفكر المتطرف.
وشدد على أن المشير عليه إجماع شعبي، يجعله الشخص المناسب في التوقيت المناسب، لاسيما أن ذلك تصاحبه مجموعة من السمات الشخصية أبرزها "الخبرة الإدارية، وحب العمل، وطهارة اليد ".
ويركز برنامج مرشح التيار الشعبي حمدين صباحي على القضايا الاجتماعية مثل "تمكين الشباب دون تحديد آليات التنفيذ من الناحية الدستورية والسياسية، وعن الجانب الأمني يركز على هيكلة الداخلية، ووقف التعذيب وابتعد عن ما تبذله الداخلية من جهود وتواجهه من تحديات"، وان كان أكد إعادة الأمن والأمان إلى شوارع مصر خلال فترات زمنية محددة.
ويرى مساعد وزير الداخلية الأسبق أن صباحي في هذه النقطة به بعض الغموض تجاه مواجهة الإرهاب، خاصة عندما قال إن بعض التابعين للجماعة المحظورة أبرياء، فحديث صباحي يوضح في الخفاء وبطريقة غير رسمية اكتساب أصوات التابعين لجماعة المحظورة، ويعكس البرنامج في صورته المبدئية الفكر الاشتراكي خلال حكم الرئيس جمال عبد الناصر مثل تنشيط القطاع العام وفرض ضرائب تصاعدية على الأغنياء.
رجل العصر
وصف مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد نور، حديث المشير السيسي، عن ملف الأمن بأنه رجل دولة، يستحق الجلوس على كرسي الرئاسة، مضيفا أن إشادة السيسي بأبناء الشرطة المصرية يرفع معنوياتهم ويدفعهم للأمام لمواصلة تحدياتهم للقضاء على الجريمة بكافة أنواعها بالتعاون مع الجيش، مشيرا إلى أن اعتراف "السيسي" بأن جهاز الشرطة لديه أعباء كثيرة للحفاظ على الاستقرار دليل أن أمن مصر وتحقيق أمانها هو أول اهتماماته.
وأوضح نور أن السيسي رجل واقعي صالح الناس بالمشاكل، مؤكدا ان العصا السحرية هي إرادة الشعب المصري، مشيرا إلى أن السيسي لم يتحدث فقط وإنما قدم حلولا تفصيلية واقعية ولم يحدد فترة زمنية لتنفيذها، كما يشمل البرنامج محددات رئيسية لتحقيق العدالة الاجتماعية والنمو المتوازن جغرافيًا وقطاعيًا، ويتضمن خطة طموحة لإعادة صياغة الخريطة التنموية والاستثمارية لمصر.
وتابع نور أن برنامج المرشح الرئاسي "السيسي" يرتكز على استعادة الأمن والأمان للبلاد، وإصلاح مؤسسات الدولة وتشغيل الشباب، كما يطرح خطة طموحة للنهوض تشمل مشروعات قومية للتنمية مثل مشروع محور قناة السويس ومشروع الضبعة، ومشروع المثلث الذهبي في محافظات الصعيد.
وأضاف الخبير الأمني بأن المشير يحاول الوصول إلى تفاهمات جدية مع بعض الأشقاء العرب لتمويل برنامجه، ويضاف إلى التحديات تنامي الجدل السياسي حول مشروع المليون وحدة حيث تطالب القوي السياسية بضرورة الإعلان عن تفاصيل المشروع حتى لا يتحول إلى مشروع نهضة وهمي.
كما قال مساعد وزير الداخلية الأسبق إن أهم نقاط القوة التي تضاف إلى المشير "السيسي" سواء وردت في البرنامج أم لم ترد، تتمثل في أنه يضمن تعاون مؤسسات الدولة مع مؤسسة الرئاسة ولن يعيد الصدام الذي حدث خلال حكم المعزول محمد مرسي..
التمويل المعنوي
من جانبه اعتبر مساعد وزير الداخلية للأمن سابقا اللواء مجدي البسيوني، أن حديث "السيسي" عن استقرار الأوضاع الأمنية في سيناء وكافة أنحاء مصر أعطى تفاؤلا كبيرا لدى الشعب المصري.
وأشار إلى أن جهاز الشرطة يحتاج إلى تمويل مادي من قبل الحكومة ومعنوي من قبل الشعب المصري حتى يتمكنوا من الاستمرار في تحدياتهم لمواجهة الإرهاب.
وقال "البسيوني" إن إشارة المشير السيسي للغباء السياسي الذي تعامل به "الإخوان" من ارتكاب أعمال عنف وتخريب بالبلاد واستمرار مسلسل الاغتيالات لأبنائها، وسع الفجوة بين الشعب وهذه الجماعة، كما أكد أنه يساعد الدولة على مواصلة مواجهة هذا الإرهاب والقضاء على ذلك الفكر الغاشم.
وأضاف "بسيوني" أن المرشح حمدين صباحي لم يتحدث عن القضاء على الإرهاب بصورة صارمة .
في السياق ذاته ذكر الخبير في إدارة المخاطر الأمنية الدكتور إيهاب يوسف أن كلا المرشحين ركزا في برنامجيهما على عودة الأمن إلى الشارع، مضيفا أن مرشح الرئاسة حمدين صباحي، قال إن مواجهة الإرهاب بالأمن محل اتفاق، لكن الأمن وحده يمثل معضلة، كما أن مواجهة الإرهاب تحتاج إلى رؤية اقتصادية سياسية أوسع من الأمن والجيش، الذي يجب أن يتفرغ لحماية النقاط الحدودية المصرية ولا نريد أن نشغله بأمور داخلية، ولم يتحدث عن إيجاد خطط موضحة للشعب المصري للانتهاء من عمليات الإرهاب والتفجير.
أما السيسي فكان لديه رؤية في حديثه عن الوضع الأمني عندما قال إن الجيش المصري متواجد ليطمئن الشعب المصري، وعلى سبيل المثال فإن المراقبين للوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء أشاروا إلى أن الأمر سيأخذ سنوات كثيرة جدا قياسا بتجربة القوات الأمريكية في أفغانستان، لكن الجيش المصري خالف التوقعات وقطع شوطا كبيرا في فرض الأمن هناك.
وبالنسبة لوزارة الداخلية فتابع السيسي أنه يسعى للتوازن بين إدارة الموقف الأمني وعدم التجاوز في حقوق الإنسان مع ضرورة مراعاة أن الدولة المصرية تمر بظروف طارئة، ولذلك يجب دراسة القوانين والإجراءات التي يجب أن تتخذ حتى لا يتكرر التعدي على حقوق الإنسان .
وأكد دكتور حمدي عبد العظيم أستاذ الاقتصاد وعميد أكاديمية السادات السابق آن الملامح العامة الخاصة بالبرنامج الاقتصادي للمشير عبد الفتاح السيسي تقدم رؤية حقيقية وخطة قابلة للتنفيذ لحل الأزمة الاقتصادية الحالية.
حيث يهدف برنامج الاقتصادي إلى الاعتماد على الموارد الذاتية للدولة وتطويرها وإنشاء موارد جديدة للدولة، حيث تضمن البرنامج إنشاء 22 مدينة صناعية واستصلاح 4 ملايين فدان وتوفير فرص عمل للشباب من خلال المشروعات الاقتصادية والصناعية والزراعية، مشددا على أن رؤية المشير تعكس فكره في تغيير الخريطة العمرانية من خلال توزيع المناطق الصناعية والزراعية على امتداد صحراوي لكل محافظة والسواحل.
وأضاف أن الامتداد الصحراوي يمكن الدولة من توزيع جغرافي جديد والاستفادة من الثروات الطبيعية للدولة وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة تساعد في تطور الاقتصاد والقضاء بالضرورة على مشاكل اجتماعية مثل الكثافة السكانية.
وأشار إلى أن البرنامج يعتمد على إدارة الاقتصاد بالطرق الجديدة ويتبع سياسة الأسواق المتحركة والأمن الغذائي بالتطبيق الفعلي لمشروعات قومية تهدف في النهاية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
وأكدت الدكتورة يمنى الحماقي أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس أن رؤية المشير السيسي الاقتصادية مبشرة، بجانب امتلاكه رؤية مستقبلية لاستغلال جميع المناطق والمساحات غير المستغلة مثل الظهير الصحراوي الذي شمله برنامجه، والذي يسهم في حل مشكلة كبيرة مثل الكثافة السكانية في المدن الكبرى، بالإضافة إلى زيادة الأنشطة الاقتصادية والصناعية.
كما أن حديث السيسي عن دور الجهاز الحكومي الحالي والذي يعاني من البيروقراطية والفساد وعن إعادة هيكلته مرة أخرى أولى خطوات نجاح الدولة، لان هناك 6 ملايين موظف ليس لهم وظيفة سوى عرقلة العمل، ويمثلون تكلفة عالية على الدولة بمرتباتهم التي وصلت إلى 208 مليارات جنيه.
وقالت إنه في المقابل يجب الاهتمام بالمشروعات الصغيرة ودورها في إتاحة فرص عمل للشباب كوسيلة لمكافحة الفقر والبطالة.
في السياق ذاته أوضح المستشار الاقتصادي للمفوضية الأوروبية الدولية د.صلاح جودة آن البنود الاقتصادية التي صاغها المرشح حمدين صباحي في برنامجه الانتخابي جيدة جدا للشعب المصري في السبعينيات وليس الآن، مشددا على أنه اعتمد على الشعارات الرنانة غير القابلة للتنفيذ، وان البنود التي ذكرها تخص إنشاء مشروعات كبيرة وعملاقة ولكن دون دراسة الوضع الحقيقي للاقتصاد الحالي وما يحتاجه والتحديات التي تتعرض لها المنظومة الاقتصادية.
وأضاف آن الخلفية الفكرية لصباحي تنعكس بشكل كبير على منظوره الاقتصادي لعمل الدولة والتي تميل إلى الاشتراكية، وهذا قد يمثل خطرا على الاستثمارات الأجنبية وتخوفاتهما من النظم الاشتراكية.
ولفت صلاح الجنيدي أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة إلى أن برنامج صباحي مبالغ في تقديراته التي لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي الحالي في مصر.
وحذر من عزمه إسقاط الديون عن الفلاحين، مؤكدا على أن هذا الخطأ سيتسبب في زيادة عجز الموازنة وأن إسقاط هذه الديون لن يحقق التنمية الزراعية بل الأفضل أن يتم جدولتها وإعطاء تسهيلات للسداد وليس إسقاطها.
ملف العلاقات الخارجية المصري
شهدت العلاقات الخارجية تراجعا شديدا في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي ووقوف بعض الدول في الصف المعاكس لثورة 30 يونيو، كما شهدت ردود أفعال مرشحي الرئاسة اتفاقات واختلافات حول ملف العلاقات الخارجية من بين تلك الاختلافات معاهدة كامب ديفيد.
وقال المرشح الرئاسي السيسي إنه مع الاتفاقات الدولية ومنها اتفاقية السلام مع إسرائيل، بينما أكد صباحي أنه ضد معاهدة "كامب ديفيد" ويجب تعديلها فورا.
كما أن السيسي التمس العذر لأمريكا بوقف المساعدات إبان الفترة الانتقالية بالإضافة إلى حديثه عن الألم التي تسببته قطر لمصر، فيما استنكر صباحي ما فعلته أمريكا بوقف المساعدات، وقال بإنه ضد المساعدات الاقتصادية فهي إهانة للدولة المصرية، وعلى قطر الاعتذار لمصر حتى تعود العلاقات مرة أخرى إلى ما كانت عليه بسبب دعمها للإخوان.
"بوابة أخبار اليوم" وجهت السؤال للخبراء والسفراء والمتخصصين عن رأيهم في البرنامجين الانتخابيين لمرشحي الرئاسة المشير عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي من حيث العلاقات الدولية والسياسات الخارجية لمصر.
بطل قومي
في البداية يؤكد سفير مصر الدائم بالأمم المتحدة السابق السفير أحمد فتحي أبو الخير، بأن ثورة 30 يونيه تعد تاريخا فاصلا في حياة مصر وبطلها القومي هو المشير عبد الفتاح السيسي ولكن الأساس في الدولة ليس الرئيس فقط فالشعب هو الأساس.
وأضاف أبو الخير إلي انه ينظر إلى السيسي بروح 30 يونيو، قائلا إنه يرى أن السيسي رئيسا ضرورة حتمية الآن.
وتابع بأن من يمكنه النهوض بمصر دون أن يقدم أي تنازلات هو السيسي، فحينما تحدث عن تنمية سيناء في برنامجه بعد أن أهملت وأصبحت مرتعا للإرهاب، أشار إلى أولويتها كما أن مشكلتي مياه النيل والطاقة من أهم المحاور التي ركز عليها المرشح الرئاسي السيسي، أما صباحي فقد تحدث بعبارات فضفاضة عن ترتيب متقدم لمصر في الاقتصاد وبعض المحاور الأخرى مثل استعادة أموال مصر المنهوبة ودور مصر الإقليمي والقومي في المنطقة.
وشدد سفير مصر الدائم بالأمم المتحدة السابق على أن برنامج السيسي تحدث بشكل واسع عن القضية الفلسطينية التي وصلت إلى حد التدهور والفوضى، مضيفا أن القضية يجب أن يبذل فيها المزيد من الجهود حتى تستعيد مصر دورها في المنطقة لأن القضية الفلسطينية قضية قومية عربية وأمنها من أمن مصر.
تنمية سيناء..
ويرى عضو المجلس المصري للشئون الخارجية السفير أحمد الغمراوي بأن السيسي تكلم بطريقة مسؤولة، وقال إن أول بلد سيقوم بزيارته حينما يصبح رئيسا ستكون السعودية مشيرا إلي انه لا يتكلم في العلاقات المصرية الإسرائيلية إلا بحدود، كما ترك السيسي الباب مفتوحا لقرارات مجموعة الخليج وفتح العلاقات بالفعل لأكثر من دولة مثل زيارته لموسكو والتي أظهرت أن هناك تنسيقا بين موسكو ومصر في تعدد مصادر السلاح فهو يتصرف بفهم.
وأضاف الغمراوي بأن صباحي لا يعرف قانون الدولة فهو لا يعترف بالاتفاقيات بعد أن تحدث عن انه سيقوم بإلغاء معاهدة كامب ديفيد حال فوزه بكرسي الرئاسة ومعني ذلك أن مصر في بداية تاريخ جديد لا يحترم المعاهدات.
وضع المرأة في البرنامج الانتخابي لكلا المرشحين جاء في مكان متميز مع انتظار تحقيق الوعود الانتخابية، وقالت الأمين العام للمجلس القومي للمرأة السفيرة مني عمر إن توجهات ورؤى المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي إيجابية جدا بما تستحقه المرأة المصرية، بحيث يضمن للمرأة وجودها كمحور أساسي من محاور المجتمع كما اهتم في برنامجه بأهم القضايا المصيرية التي تمس الصالح العام للمرأة.
وشددت على أن المرأة أخذت مكانا جيدا في البرنامج الانتخابي لحملة حمدين صباحي، ولكن الأهم من طرح الأفكار ومناقشة القضايا هو إيجاد حلول واقعية يجوز تطبيقها على أرض الواقع فقد قتلت قضايا المرأة بحثا من قبل، ولكننا في ظل نظام جديد نسعى إلى تطبيقها .
وأضافت الدكتورة مريم ميلاد رئيس حزب الحق أن هناك بعض القصور في حق المرأة من حيث وضعها في الوزارات فوجود خمس أو ست وزارات فقط للسيدات بنسبة لا تتعدي 2% وهي نسبة ضئيلة وغير كافية فكل من برنامج السيسي وحمدين يمثل المرأة على الورق ولم نر واقعا ملموسا حتى الآن، وذلك حيث اعترف السيسي بالمرأة كصانعة قرار في برنامجه الانتخابي، فالبرنامج الانتخابي للسيسي هو رؤية واضحة لأهمية المرأة كشريك أساسي في بناء المجتمع.
ولفتت الدكتورة مريم إلى أن البرنامج الانتخابي لحمدين لم يوضح سوى أن المرأة سيكون لها دور كبير في الفترة القادمة دون التفسير لكيفية تفعيل هذا الدور بحيث يتحقق دور المرأة كشريك أساسي في المجتمع.
من جانبه قال رئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات إن المشير السيسي رجل دولة وله قدرة على إدارة مشروعات مصر المستقبلية وقادر على توفير الاعتمادات المالية التي تحقق كل أمال وطموحات المصريين .
وأكد أن هناك دعما عربيا وداخل مصر كبيرا للمشير السيسي، مشيرا إلى أن حمدين صباحي يطرح أفكارا ومشروعات ولكن ليس له خبرة في إدارة أي أعمال سابقة وليس لديه الدعم العربي المتوفر للمشير السيسي أو داخليا لتحقيق الأفكار والسياسات والبرامج التي طرحها .
وقال إن المشير السيسي لديه كاريزما خاصة جعلته يكتسب ثقة نسبة كبيرة من الشعب خاصة أن مصر لا تحتمل المغامرة مرة أخرى.
أخيرا..كشف المرشحان لمنصب رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي عن ملامح برنامجيهما الانتخابيين.
آمال عريضة ووعود تمني نفس كل مصري بحياة رغدة ومصر عملاقة بعد سنوات عجاف امتدت عقودا.
حدد السيسي في الحوار التليفزيوني الوحيد الذي أجري معه الأحد 11 مايو، رؤيته للنهوض بالوطن وركز كثيرا على تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في إطار إستراتيجية المحاور المتوازية، كما كشف عن سياسة خارجية بلا صدامات تقوم على الانفتاح على القوي الدولية والالتزام بكافة المعاهدات والالتزامات وان كان قد بعث برسالة واضحة لإسرائيل لحثها على اتخاذ خطوات جادة لحل القضية الفلسطينية بإقامة دولة عاصمتها القدس الشريف.
بينما طرح صباحي باستفاضة من خلال اللقاءات التليفزيونية والإذاعية المتعددة ناهيك عن اللقاءات الجماهيرية رؤى متنوعة تعكس قناعته الفكرية واستهدافاته الجماهيرية واتفق مع منافسه في العديد من المشروعات الكبرى مثل استصلاح ملايين الأفدنة ورفض عودة الإخوان للحياة السياسية، واستمرار دعم الفقراء وان اختلف معه في السياسة الخارجية خاصة ما يتعلق منها باتفاقية السلام مع إسرائيل.
"بوابة أخبار اليوم" رصدت ابرز محاور ومرتكزات أفكار ورؤى وملامح برنامجي المرشحين وناقشت الخبراء المتخصصين للتعرف على رؤيتهم التحليلية، لما تضمنته من وعود وأحلام ومدى قابلية تلك الأفكار للتطبيق من عدمه.
في البداية قال مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء عادل عبودي، إن تصريحات السيسي مؤشر يعكس قدرته على تحقيق الاستقرار الأمني للشعب المصري، مطالبا مساندته لتحقيق التصدي للجماعات الإرهابية التي تحاول نشر الفوضى في البلاد.
وأشار إلى أن مصر ستكون في أمان مع المشير السيسي، لأنه رجل معني بالأمن القومي من خلال الخبرة التي حصل عليها أثناء توليه جهاز المخابرات الحربية، ثم توليه وزارة الدفاع، مما أكسبه خبرة ودراية قوية حول كيفية تأمين الحدود المصرية.
وأضاف اللواء عادل عبودي، بأن السيسي كان واضحا تماما في مواجهته للفكر المتطرف وتصميمه علي القضاء عليه نهائيا، معتبرا أن كل من يرشحه سيكون بمثابة دعم له للقضاء علي هذه الجماعات التي تعتنق الفكر المتطرف.
وشدد على أن المشير عليه إجماع شعبي، يجعله الشخص المناسب في التوقيت المناسب، لاسيما أن ذلك تصاحبه مجموعة من السمات الشخصية أبرزها "الخبرة الإدارية، وحب العمل، وطهارة اليد ".
ويركز برنامج مرشح التيار الشعبي حمدين صباحي على القضايا الاجتماعية مثل "تمكين الشباب دون تحديد آليات التنفيذ من الناحية الدستورية والسياسية، وعن الجانب الأمني يركز على هيكلة الداخلية، ووقف التعذيب وابتعد عن ما تبذله الداخلية من جهود وتواجهه من تحديات"، وان كان أكد إعادة الأمن والأمان إلى شوارع مصر خلال فترات زمنية محددة.
ويرى مساعد وزير الداخلية الأسبق أن صباحي في هذه النقطة به بعض الغموض تجاه مواجهة الإرهاب، خاصة عندما قال إن بعض التابعين للجماعة المحظورة أبرياء، فحديث صباحي يوضح في الخفاء وبطريقة غير رسمية اكتساب أصوات التابعين لجماعة المحظورة، ويعكس البرنامج في صورته المبدئية الفكر الاشتراكي خلال حكم الرئيس جمال عبد الناصر مثل تنشيط القطاع العام وفرض ضرائب تصاعدية على الأغنياء.
رجل العصر
وصف مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد نور، حديث المشير السيسي، عن ملف الأمن بأنه رجل دولة، يستحق الجلوس على كرسي الرئاسة، مضيفا أن إشادة السيسي بأبناء الشرطة المصرية يرفع معنوياتهم ويدفعهم للأمام لمواصلة تحدياتهم للقضاء على الجريمة بكافة أنواعها بالتعاون مع الجيش، مشيرا إلى أن اعتراف "السيسي" بأن جهاز الشرطة لديه أعباء كثيرة للحفاظ على الاستقرار دليل أن أمن مصر وتحقيق أمانها هو أول اهتماماته.
وأوضح نور أن السيسي رجل واقعي صالح الناس بالمشاكل، مؤكدا ان العصا السحرية هي إرادة الشعب المصري، مشيرا إلى أن السيسي لم يتحدث فقط وإنما قدم حلولا تفصيلية واقعية ولم يحدد فترة زمنية لتنفيذها، كما يشمل البرنامج محددات رئيسية لتحقيق العدالة الاجتماعية والنمو المتوازن جغرافيًا وقطاعيًا، ويتضمن خطة طموحة لإعادة صياغة الخريطة التنموية والاستثمارية لمصر.
وتابع نور أن برنامج المرشح الرئاسي "السيسي" يرتكز على استعادة الأمن والأمان للبلاد، وإصلاح مؤسسات الدولة وتشغيل الشباب، كما يطرح خطة طموحة للنهوض تشمل مشروعات قومية للتنمية مثل مشروع محور قناة السويس ومشروع الضبعة، ومشروع المثلث الذهبي في محافظات الصعيد.
وأضاف الخبير الأمني بأن المشير يحاول الوصول إلى تفاهمات جدية مع بعض الأشقاء العرب لتمويل برنامجه، ويضاف إلى التحديات تنامي الجدل السياسي حول مشروع المليون وحدة حيث تطالب القوي السياسية بضرورة الإعلان عن تفاصيل المشروع حتى لا يتحول إلى مشروع نهضة وهمي.
كما قال مساعد وزير الداخلية الأسبق إن أهم نقاط القوة التي تضاف إلى المشير "السيسي" سواء وردت في البرنامج أم لم ترد، تتمثل في أنه يضمن تعاون مؤسسات الدولة مع مؤسسة الرئاسة ولن يعيد الصدام الذي حدث خلال حكم المعزول محمد مرسي..
التمويل المعنوي
من جانبه اعتبر مساعد وزير الداخلية للأمن سابقا اللواء مجدي البسيوني، أن حديث "السيسي" عن استقرار الأوضاع الأمنية في سيناء وكافة أنحاء مصر أعطى تفاؤلا كبيرا لدى الشعب المصري.
وأشار إلى أن جهاز الشرطة يحتاج إلى تمويل مادي من قبل الحكومة ومعنوي من قبل الشعب المصري حتى يتمكنوا من الاستمرار في تحدياتهم لمواجهة الإرهاب.
وقال "البسيوني" إن إشارة المشير السيسي للغباء السياسي الذي تعامل به "الإخوان" من ارتكاب أعمال عنف وتخريب بالبلاد واستمرار مسلسل الاغتيالات لأبنائها، وسع الفجوة بين الشعب وهذه الجماعة، كما أكد أنه يساعد الدولة على مواصلة مواجهة هذا الإرهاب والقضاء على ذلك الفكر الغاشم.
وأضاف "بسيوني" أن المرشح حمدين صباحي لم يتحدث عن القضاء على الإرهاب بصورة صارمة .
في السياق ذاته ذكر الخبير في إدارة المخاطر الأمنية الدكتور إيهاب يوسف أن كلا المرشحين ركزا في برنامجيهما على عودة الأمن إلى الشارع، مضيفا أن مرشح الرئاسة حمدين صباحي، قال إن مواجهة الإرهاب بالأمن محل اتفاق، لكن الأمن وحده يمثل معضلة، كما أن مواجهة الإرهاب تحتاج إلى رؤية اقتصادية سياسية أوسع من الأمن والجيش، الذي يجب أن يتفرغ لحماية النقاط الحدودية المصرية ولا نريد أن نشغله بأمور داخلية، ولم يتحدث عن إيجاد خطط موضحة للشعب المصري للانتهاء من عمليات الإرهاب والتفجير.
أما السيسي فكان لديه رؤية في حديثه عن الوضع الأمني عندما قال إن الجيش المصري متواجد ليطمئن الشعب المصري، وعلى سبيل المثال فإن المراقبين للوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء أشاروا إلى أن الأمر سيأخذ سنوات كثيرة جدا قياسا بتجربة القوات الأمريكية في أفغانستان، لكن الجيش المصري خالف التوقعات وقطع شوطا كبيرا في فرض الأمن هناك.
وبالنسبة لوزارة الداخلية فتابع السيسي أنه يسعى للتوازن بين إدارة الموقف الأمني وعدم التجاوز في حقوق الإنسان مع ضرورة مراعاة أن الدولة المصرية تمر بظروف طارئة، ولذلك يجب دراسة القوانين والإجراءات التي يجب أن تتخذ حتى لا يتكرر التعدي على حقوق الإنسان .
وأكد دكتور حمدي عبد العظيم أستاذ الاقتصاد وعميد أكاديمية السادات السابق آن الملامح العامة الخاصة بالبرنامج الاقتصادي للمشير عبد الفتاح السيسي تقدم رؤية حقيقية وخطة قابلة للتنفيذ لحل الأزمة الاقتصادية الحالية.
حيث يهدف برنامج الاقتصادي إلى الاعتماد على الموارد الذاتية للدولة وتطويرها وإنشاء موارد جديدة للدولة، حيث تضمن البرنامج إنشاء 22 مدينة صناعية واستصلاح 4 ملايين فدان وتوفير فرص عمل للشباب من خلال المشروعات الاقتصادية والصناعية والزراعية، مشددا على أن رؤية المشير تعكس فكره في تغيير الخريطة العمرانية من خلال توزيع المناطق الصناعية والزراعية على امتداد صحراوي لكل محافظة والسواحل.
وأضاف أن الامتداد الصحراوي يمكن الدولة من توزيع جغرافي جديد والاستفادة من الثروات الطبيعية للدولة وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة تساعد في تطور الاقتصاد والقضاء بالضرورة على مشاكل اجتماعية مثل الكثافة السكانية.
وأشار إلى أن البرنامج يعتمد على إدارة الاقتصاد بالطرق الجديدة ويتبع سياسة الأسواق المتحركة والأمن الغذائي بالتطبيق الفعلي لمشروعات قومية تهدف في النهاية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
وأكدت الدكتورة يمنى الحماقي أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس أن رؤية المشير السيسي الاقتصادية مبشرة، بجانب امتلاكه رؤية مستقبلية لاستغلال جميع المناطق والمساحات غير المستغلة مثل الظهير الصحراوي الذي شمله برنامجه، والذي يسهم في حل مشكلة كبيرة مثل الكثافة السكانية في المدن الكبرى، بالإضافة إلى زيادة الأنشطة الاقتصادية والصناعية.
كما أن حديث السيسي عن دور الجهاز الحكومي الحالي والذي يعاني من البيروقراطية والفساد وعن إعادة هيكلته مرة أخرى أولى خطوات نجاح الدولة، لان هناك 6 ملايين موظف ليس لهم وظيفة سوى عرقلة العمل، ويمثلون تكلفة عالية على الدولة بمرتباتهم التي وصلت إلى 208 مليارات جنيه.
وقالت إنه في المقابل يجب الاهتمام بالمشروعات الصغيرة ودورها في إتاحة فرص عمل للشباب كوسيلة لمكافحة الفقر والبطالة.
في السياق ذاته أوضح المستشار الاقتصادي للمفوضية الأوروبية الدولية د.صلاح جودة آن البنود الاقتصادية التي صاغها المرشح حمدين صباحي في برنامجه الانتخابي جيدة جدا للشعب المصري في السبعينيات وليس الآن، مشددا على أنه اعتمد على الشعارات الرنانة غير القابلة للتنفيذ، وان البنود التي ذكرها تخص إنشاء مشروعات كبيرة وعملاقة ولكن دون دراسة الوضع الحقيقي للاقتصاد الحالي وما يحتاجه والتحديات التي تتعرض لها المنظومة الاقتصادية.
وأضاف آن الخلفية الفكرية لصباحي تنعكس بشكل كبير على منظوره الاقتصادي لعمل الدولة والتي تميل إلى الاشتراكية، وهذا قد يمثل خطرا على الاستثمارات الأجنبية وتخوفاتهما من النظم الاشتراكية.
ولفت صلاح الجنيدي أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة إلى أن برنامج صباحي مبالغ في تقديراته التي لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي الحالي في مصر.
وحذر من عزمه إسقاط الديون عن الفلاحين، مؤكدا على أن هذا الخطأ سيتسبب في زيادة عجز الموازنة وأن إسقاط هذه الديون لن يحقق التنمية الزراعية بل الأفضل أن يتم جدولتها وإعطاء تسهيلات للسداد وليس إسقاطها.
ملف العلاقات الخارجية المصري
شهدت العلاقات الخارجية تراجعا شديدا في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي ووقوف بعض الدول في الصف المعاكس لثورة 30 يونيو، كما شهدت ردود أفعال مرشحي الرئاسة اتفاقات واختلافات حول ملف العلاقات الخارجية من بين تلك الاختلافات معاهدة كامب ديفيد.
وقال المرشح الرئاسي السيسي إنه مع الاتفاقات الدولية ومنها اتفاقية السلام مع إسرائيل، بينما أكد صباحي أنه ضد معاهدة "كامب ديفيد" ويجب تعديلها فورا.
كما أن السيسي التمس العذر لأمريكا بوقف المساعدات إبان الفترة الانتقالية بالإضافة إلى حديثه عن الألم التي تسببته قطر لمصر، فيما استنكر صباحي ما فعلته أمريكا بوقف المساعدات، وقال بإنه ضد المساعدات الاقتصادية فهي إهانة للدولة المصرية، وعلى قطر الاعتذار لمصر حتى تعود العلاقات مرة أخرى إلى ما كانت عليه بسبب دعمها للإخوان.
"بوابة أخبار اليوم" وجهت السؤال للخبراء والسفراء والمتخصصين عن رأيهم في البرنامجين الانتخابيين لمرشحي الرئاسة المشير عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي من حيث العلاقات الدولية والسياسات الخارجية لمصر.
بطل قومي
في البداية يؤكد سفير مصر الدائم بالأمم المتحدة السابق السفير أحمد فتحي أبو الخير، بأن ثورة 30 يونيه تعد تاريخا فاصلا في حياة مصر وبطلها القومي هو المشير عبد الفتاح السيسي ولكن الأساس في الدولة ليس الرئيس فقط فالشعب هو الأساس.
وأضاف أبو الخير إلي انه ينظر إلى السيسي بروح 30 يونيو، قائلا إنه يرى أن السيسي رئيسا ضرورة حتمية الآن.
وتابع بأن من يمكنه النهوض بمصر دون أن يقدم أي تنازلات هو السيسي، فحينما تحدث عن تنمية سيناء في برنامجه بعد أن أهملت وأصبحت مرتعا للإرهاب، أشار إلى أولويتها كما أن مشكلتي مياه النيل والطاقة من أهم المحاور التي ركز عليها المرشح الرئاسي السيسي، أما صباحي فقد تحدث بعبارات فضفاضة عن ترتيب متقدم لمصر في الاقتصاد وبعض المحاور الأخرى مثل استعادة أموال مصر المنهوبة ودور مصر الإقليمي والقومي في المنطقة.
وشدد سفير مصر الدائم بالأمم المتحدة السابق على أن برنامج السيسي تحدث بشكل واسع عن القضية الفلسطينية التي وصلت إلى حد التدهور والفوضى، مضيفا أن القضية يجب أن يبذل فيها المزيد من الجهود حتى تستعيد مصر دورها في المنطقة لأن القضية الفلسطينية قضية قومية عربية وأمنها من أمن مصر.
تنمية سيناء..
ويرى عضو المجلس المصري للشئون الخارجية السفير أحمد الغمراوي بأن السيسي تكلم بطريقة مسؤولة، وقال إن أول بلد سيقوم بزيارته حينما يصبح رئيسا ستكون السعودية مشيرا إلي انه لا يتكلم في العلاقات المصرية الإسرائيلية إلا بحدود، كما ترك السيسي الباب مفتوحا لقرارات مجموعة الخليج وفتح العلاقات بالفعل لأكثر من دولة مثل زيارته لموسكو والتي أظهرت أن هناك تنسيقا بين موسكو ومصر في تعدد مصادر السلاح فهو يتصرف بفهم.
وأضاف الغمراوي بأن صباحي لا يعرف قانون الدولة فهو لا يعترف بالاتفاقيات بعد أن تحدث عن انه سيقوم بإلغاء معاهدة كامب ديفيد حال فوزه بكرسي الرئاسة ومعني ذلك أن مصر في بداية تاريخ جديد لا يحترم المعاهدات.
وضع المرأة في البرنامج الانتخابي لكلا المرشحين جاء في مكان متميز مع انتظار تحقيق الوعود الانتخابية، وقالت الأمين العام للمجلس القومي للمرأة السفيرة مني عمر إن توجهات ورؤى المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي إيجابية جدا بما تستحقه المرأة المصرية، بحيث يضمن للمرأة وجودها كمحور أساسي من محاور المجتمع كما اهتم في برنامجه بأهم القضايا المصيرية التي تمس الصالح العام للمرأة.
وشددت على أن المرأة أخذت مكانا جيدا في البرنامج الانتخابي لحملة حمدين صباحي، ولكن الأهم من طرح الأفكار ومناقشة القضايا هو إيجاد حلول واقعية يجوز تطبيقها على أرض الواقع فقد قتلت قضايا المرأة بحثا من قبل، ولكننا في ظل نظام جديد نسعى إلى تطبيقها .
وأضافت الدكتورة مريم ميلاد رئيس حزب الحق أن هناك بعض القصور في حق المرأة من حيث وضعها في الوزارات فوجود خمس أو ست وزارات فقط للسيدات بنسبة لا تتعدي 2% وهي نسبة ضئيلة وغير كافية فكل من برنامج السيسي وحمدين يمثل المرأة على الورق ولم نر واقعا ملموسا حتى الآن، وذلك حيث اعترف السيسي بالمرأة كصانعة قرار في برنامجه الانتخابي، فالبرنامج الانتخابي للسيسي هو رؤية واضحة لأهمية المرأة كشريك أساسي في بناء المجتمع.
ولفتت الدكتورة مريم إلى أن البرنامج الانتخابي لحمدين لم يوضح سوى أن المرأة سيكون لها دور كبير في الفترة القادمة دون التفسير لكيفية تفعيل هذا الدور بحيث يتحقق دور المرأة كشريك أساسي في المجتمع.
من جانبه قال رئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات إن المشير السيسي رجل دولة وله قدرة على إدارة مشروعات مصر المستقبلية وقادر على توفير الاعتمادات المالية التي تحقق كل أمال وطموحات المصريين .
وأكد أن هناك دعما عربيا وداخل مصر كبيرا للمشير السيسي، مشيرا إلى أن حمدين صباحي يطرح أفكارا ومشروعات ولكن ليس له خبرة في إدارة أي أعمال سابقة وليس لديه الدعم العربي المتوفر للمشير السيسي أو داخليا لتحقيق الأفكار والسياسات والبرامج التي طرحها .
وقال إن المشير السيسي لديه كاريزما خاصة جعلته يكتسب ثقة نسبة كبيرة من الشعب خاصة أن مصر لا تحتمل المغامرة مرة أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.