طالب بجامعة الجلالة يشارك في مؤتمر دولي للأمم المتحدة حول الأمن السيبراني    السيسي يفتتح المرحلة الأولى لمدينة مستقبل مصر الصناعية    "البريد" يعلن بدء التقديم في "سكن لكل المصريين 7" اليوم    وزير الإسكان يتابع مشروعات مياه الشرب والصرف ضمن "حياة كريمة" بالغربية ودمياط    تعميق الشراكة، تفاصيل لقاء وزير الخارجية مع نظيره الفرنسي    وزير بريطاني: لم يعد بوسعنا تحمل الهجوم الإسرائيلي على غزة    الأهلي يعود للتدريبات الجماعية استعدادا لمواجهة حسم الدوري    ضربة قوية.. بيراميدز يعلن غياب نجم الفريق عن رحلة جنوب أفريقيا لمواجهة صنداونز    القطعة محتاجة تفكير، آراء طلاب الصف الأول الثانوي بامتحان اللغة الإنجليزية بالبحيرة (فيديو)    النص الكامل لأقوال نوال الدجوي في سرقة مسكنها بأكتوبر    وزير الثقافة يصطحب ولي عهد الفجيرة في جولة بدار الكتب (صور)    أيهما أولى أن يكون إمامًا في الصلاة: الأكثر حفظًا أم الأكثر فقهًا؟.. عالم أزهري يوضح    "القاهرة الفاطمية" ينجح في زراعة قرنية أعادت الإبصار لمريض يرى حركة اليد فقط    جدول مواعيد قطارات «الإسكندرية - القاهرة» اليوم الأربعاء 21 مايو 2025    هل يجوز سفر المرأة للحج بدون مَحْرَم؟..الأزهر للفتوى يجيب    «الداخلية»: مصرع 3 عناصر جنائية في تبادل لإطلاق النيران مع الشرطة بالدقهلية وقنا    ال"FDA" تقصر لقاحات الكورونا على كبار السن فى الولايات المتحدة    عصمت داوستاشى رحلة فى نهر الفن والعطاء    محمود الخطيب يرد على تساؤلات من أين يأتي الأهلي بأمواله؟    «التضامن» تقر تعديل وقيد 6 جمعيات فى 4 محافظات    اختتام الأنشطة الطلابية ب ألسن قناة السويس (صور)    أحمد السقا يعلن انفصاله عن زوجته مها الصغير بعد 26 سنة زواج    البيدوفيليا؟!    طريقة عمل الكيكة الإسفنجية في البيت، النتيجة مبهرة    مشاركة مجتمعية    سعر الريال القطرى اليوم الأربعاء 21-5-2025 فى البنوك الرئيسية    صحيفة عكاظ: نيوم قدم عرضا بقيمة 5 ملايين دولار لضم إمام عاشور    أمريكا وتركيا تؤكدان التزامهما بوحدة سوريا وتعزيز الشراكة الثنائية    الصحة الفلسطينية: استشهاد 23 مواطنا بقصف إسرائيلى فى غزة    مصرع 3 أطفال غرقًا فى حادثين منفصلين بترع مركز المراغة سوهاج    ضبط 11 مخالفة تموينية وصحية في حملة مفاجئة بطنطا    "جيو تيان" تبدأ تجاربها 2025.. الصين تطلق أول حاملة طائرات مسيرة فى العالم    مصرع وإصابة 39 شخصا في هجوم استهدف حافلة مدرسية جنوب غربي باكستان    اليوم موسم الحصاد.. تعرف على مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي والمدينة الصناعية    بتكلفة 175 مليار دولار.. ترامب يختار تصميما لدرع القبة الذهبية    بكين تحذر من عواقب الإجراءات الأمريكية ضد الرقائق الصينية    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    اليوم.. أولى جلسات طعن المخرج عمر زهران على حكم حبسه    حظك اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    أسعار الفراخ اليوم الأربعاء 21-5-2025 بعد الهبوط الجديد.. وبورصة الدواجن الآن    هبوط كبير تجاوز 800 جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 21-5-2025    المستشار محمود فوزي: قانون الإجراءات الجنائية اجتهاد وليس كتابا مقدسا.. لا شيء في العالم عليه إجماع    ثلاثي الأهلي يجتاح قائمة الأفضل ب الدوري في تقييم «أبو الدهب».. ومدرب مفاجأة    آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفى والإعلامى (2)    «غزل المحلة» يعلن مفاوضات الأهلي مع نجم الفريق    الإيجار القديم.. محمود فوزي: الملاك استردوا استثماراتهم.. الشقة كانت تُباع بألف وتُؤجر ب15 جنيهًا    أسطورة ليفربول: مرموش يمكنه أن يصبح محمد صلاح جديد    ملحن آخر أغنيات السندريلا يفجّر مفاجأة عن زواج سعاد حسني وعبدالحليم حافظ سرا    محافظ الدقهلية يشهد حفل تجهيز 100 عروس وعريس (صور)    ننشر أسماء المصابين في حادث تصادم سيارتين بطريق فايد بالإسماعيلية    محافظ الغربية يُجري حركة تغييرات محدودة في قيادات المحليات    رئيس الجامعة الفرنسية ل"مصراوي": نقدم منحا دراسية للطلاب المصريين تصل إلى 100% (حوار)    عاجل.. روجيرو ميكالي: أرحب بتدريب الزمالك ولكن    لميس الحديدي عن أزمة بوسي شلبي وأبناء محمود عبدالعزيز: هناك من عايش الزيجة 20 سنة    نائبة تطالب بتوصيل الغاز الطبيعي لمنطقة «بحري البلد» بأسيوط    تفسير حلم أكل اللحم مع شخص أعرفه    عضو مجلس يتقدم بطلب لتفعيل مكتب الاتصال الخدمي بنقابة الصحفيين (تفاصيل)    «منصة موحدة وكوتا شبابية».. ندوة حزبية تبحث تمكين الشباب وسط تحديات إقليمية ملتهبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لجنة برنامج «صباحى» الانتخابى فى ندوة « الوطن»: مصر ستتغير ب5 ملايين مشروع صغير خلال 4 سنوات
أطلقت «الوعود» فى كل اتجاه.. وحددت استراتيجية مواجهة التحديات.. وهاجمت برنامج «المشير»

فى بلد لا يزال يخطو خطواته الأولى على طريق الديمقراطية، ولا يكاد يتوقف كثيرون فيه عند «برامج المرشحين» وما تعبر عنه من انحيازات وتصورات لمستقبله، لتقييمها ومناقشتها، استضافت «الوطن» أعضاء لجنة البرنامج الانتخابى للمرشح الرئاسى حمدين صباحى، الذى كان صاحب السبق فى الإعلان عن برنامجه، فى محاولة لعرض وتقييم عناصر هذا البرنامج وأهم ملامحه، ورد شروط المنافسة مرة أخرى بين المرشحين إلى أصلها، من حيث إنها منافسة بالأساس حول البرامج والرؤى لمستقبل هذا الوطن. تحدث أعضاء اللجنة عن عشرات المشاريع القابلة للتنفيذ فوراً من وجهة نظرهم، وبعضها مستند إلى دراسات أنفقت عليها الدولة المصرية مليارات وتم إهمالها لعدم وجود إرادة سياسية، حسب قولهم، كما تحدثوا عن أنه لأول مرة يعتبر مرشح رئاسى «الثقافة مشروعاً قومياً». وحسبما أكد رئيس اللجنة، فإن هذا «البرنامج ليس وليد حدث الانتخابات، وإنما هو مجهود سنوات، كل شخصية ساهمت فى وضعه، كان لديها حلم لخدمة هذا البلد وأهله، ورغم المجهود الكبير الذى بذل فيه فإنه لا يساوى قطرة دم سقطت من دم شهيد فى مصر، أو مظلوم محبوس، أو إنسان معاق بسبب الثورة».
«الوطن»: ما فلسفلة البرنامج الانتخابى ل«صباحى»؟
- الدكتور علاء عبدالهادى: ولا بد من الإشارة إلى أن هناك كتيباً صغيراً يضم 21 مشروعاً عاجلاً، تحقق 7 حقوق أساسية، هى: حق الغذاء الصحى والمياه النظيفة، وحق العلاج والصحة والسكن، وحق الراتب العادل، والحد الأدنى للأجر، وحق التأمين والضمان الاجتماعى، والحق فى بيئة نظيفة، وحق التعليم والثقافة.
وقد قامت فلسفة هذا الكتيب على 3 أشياء، الأول هو تحقيق هذه الحقوق بحيث يستطيع المواطن أن يشعر مباشرة أن هناك تغييراً قد حدث من أول شهور الفترة الرئاسية، والنقطة الثانية أن هذا البرنامج يحقق التزامات الدولة الدستورية، بمعنى أن كل مشروع مرتبط بمواد دستورية تحقق التزامات الدولة تجاه الشعب فيه، والنقطة الثالثة تتمثل فى أن المشروعات لن تضيف كثيراً من العبء على ميزانية الدولة؛ لأن خبراءنا الاقتصاديين عملوا على هيكلة الميزانية بما يحقق توفيراً محتملاً فى حدود 316 مليار جنيه، وبالتالى يمكن مباشرة البدء فى تنفيذ 21 مشروعاً عاجلاً، ترتبط كلها بشعارات الثورة «عيش.. حرية.. عدالة وكرامة إنسانية».
وهذه باختصار شديد فلسفة البرنامج الصغير، الذى نسميه فى الكتيب الخاص «المشروعات العاجلة»، الذى يمثل التحديات الآنية فى خطاب مرشحنا الرئاسى.
وإلى جانب ذلك، هناك برنامج أعم يقوم على 3 ركائز، الأولى هى العدالة الاجتماعية، والثانية هى حرية يكفلها النظام الديمقراطى، وتبدأ من حرية الإعلام واستقلال القضاء... إلى آخره، والركيزة الثالثة هى كرامة يحميها الاستقلال الوطنى. وهناك جانب مهم فى البرنامج خاص بالسياسة الخارجية وإدارة أزمة المياه وسد النهضة وتفعيل رؤية جديدة فى سياستنا الخارجية خاصة بالتعاون مع أفريقيا والنمور الآسيوية ودول أمريكا اللاتينية.
وهناك نقطة أخرى فى أفق كل من انتمى للثورة، هى تحقيق «العدالة الانتقالية» والقصاص لدماء الشهداء منذ ثورة 25 يناير.
وهناك رؤية كاملة لتحقيق هذه العدالة، ولكن مع بُعد إنسانى قائم على قيمة التسامح الموجودة عند الشعب المصرى.
«الوطن»: قد يكون هذا الكلام جديداً، خاصة أن مفهوم العدالة الانتقالية لا يزال مبهماً، وربما أنه يستدعى فكرة الثأر أكثر من التسامح.
- بالفعل؛ فمفهوم العدالة الانتقالية الذى نطرحه قائم على التسامح، ولكنه تسامح من صاحب الحق، وأن تقيم العدل، ويعترف الجانى بخطئه، وبعد ذلك نحن نراهن على قيمة التسامح فى ثقافة الإنسان المصرى، التى تأصلت فيه عبر عهود طويلة.
وهناك نقطة مهمة أخرى تتعلق بالمصريين فى الخارج وإتاحة الفرص أمامهم كاملة، من ناحية حقوقهم وواجباتهم، وكيف نحافظ على أموالهم ونستثمرها بشكل جيد، ونقطة أخرى خاصة بالهوية الثقافية المصرية، وكيف ندعمها بوصفها هوية مركبة تتكون من حضارات متنوعة وتأثرت بثقافات فرعية مثل الثقافة النوبية والبدوية، وهى فى برنامجنا نسيج متماسك مهما تعددت خيوطه، نسعى لدعمه.
«الوطن»: وكيف سيحقق البرنامج العدالة الاجتماعية؟
الدكتور زكريا الحداد: الحقيقة أن برنامجنا مثل مرشحنا، يركز على العدالة الاجتماعية، ويضع الآليات والبرامج التى تحقق فى النهاية عدالة اجتماعية لكل المصريين، ونقصد هنا بالعدالة الاجتماعية ليس فقط عدالة فى الدخل، لكن عدالة أيضاً بين الأماكن؛ بحيث تكون هناك تنمية فى مناطق مصر المختلفة، ونركز بشكل خاص على الصعيد. ولا بد أن تكون هناك عدالة للأجيال القادمة، فلا يصح أن نستهلك مواردنا الحالية لكى نحقق أهداف الجيل الحالى ولا نضمن استمرارية هذه الموارد واستدامتها للأجيال القادمة.
وأريد أن أقول: إنه بالنسبة لقضية العدالة الاجتماعية، فنحن نعتمد فيها على تنمية حقيقية وطفرة تنموية فى قطاعات الإنتاج المختلفة؛ فنحن لن نأخذ «الفلوس» المتاحة الآن ونوزعها على كل الناس؛ فبذلك سنكون نوزع الفقر.
والعدالة الاجتماعية بالنسبة لنا لا تشمل فقط الحدين الأدنى والأقصى للأجور، وإنما أيضاً ماذا سنفعل للفلاح والصياد والعمالة غير المنتظمة بشكل عام من النجار والحداد وماسح الأحذية؛ فنحن نتكلم عن تنمية حقيقية تشمل كل فئات المجتمع. وهناك لوائح وقوانين وتشريعات، كل منها سيكون له أهدافه ومتطلباته.
سأتكلم هنا عن قضية تهم كل مواطن مصرى، كما تهم القطاع السياحى بشكل كبير، وهى: كيف نحقق لكل المصريين غذاء صحياً وآمناً وخالياً من التلوث، وكل المصريين يعلمون الآن أن غذاءهم به درجة عالية جداً من التلوث، وهناك تقرير صادر من وزارة الرى المصرية سنة 2002 يقول: إن الأسماك ملوثة بنسبة تصل من 5 إلى 13%، ضعف الحد المسموح به عالمياً فى العناصر الثقيلة وفى متبقيات المبيدات، وهذا يسبب مشكلة كبيرة جداً فى المجتمع، وطبعاً لا نستغرب أن الأطفال يولدون ولديهم سرطان ولبن الأمهات به مادة اسمها «ديوكسيد» ناتجة عن الطعام الملوث الذى تأكله الأمهات؛ لذلك فإن أحد المشروعات المهمة فى برنامج «حمدين» أن نمنع التلوث تماماً عن مصدر المياه الخاص بالزراعة، ليعود نهر النيل مرة أخرى خالياً من التلوث تماماً.
«الوطن»: وكيف ستقومون بذلك؟
- مياه النيل تتلوث من مصدرين رئيسيين، أحدهما هو الصرف الصناعى، والآخر هو الصرف الصحى، وبالنسبة للصرف الصناعى هناك قرار حاسم فى برنامج «حمدين» بأنه خلال سنة سيمنع تماماً أن يصب أى مصرف للصرف الصناعى فى نهر النيل وكل مكوناته من ترع ومصارف ومساقٍ، وسنأخذ هذه المياه نزرع بها أشجاراً خشبية فى غابات، والبرنامج فيه أننا سنزرع 100 ألف فدان أشجاراً خشبية فى الظهير الصحراوى للمحافظات المختلفة، ولا بد أن نعرف أن هذا الجزء الذى سنزرع به الخشب سيوفر لنا كل سنة 20 مليار جنيه نستورد بها أخشاباً من الخارج، وصناعة الموبيليا فى مصر الآن مهددة من الصينيين والأتراك؛ لأنهم لديهم أخشاب أقل سعراً، وبالتالى من الممكن أن نخرج خارج هذه الصناعة بالكامل وهذه ستكون مأساة.
وهذه العملية لمنع الصرف الصناعى مرصود لها ميزانية مليار جنيه، والشركة التى لن تؤدى واجبها بعمل صرف صناعى الحكومة ستقوم به نيابة عنها وستحاسبها على التكاليف بالتقسيط، بحسب كل شركة وظروفها.
وفيما يتعلق بقضية الصرف الصحى، فنحن نعرف أننا نعانى فقراً مائياً، ورغم ذلك نحن نُسرف كثيراً فى استخدام المياه، سواء مياه الشرب أو مياه الرى، ومحطات مياه الشرب تضخ يومياً فى شبكات مياه الشرب على مستوى الجمهورية 25 مليون متر مكعب من المياه، ما يعنى أن نصيب الفرد منا 300 لتر، وأوروبا لا يزيد نصيب الفرد فيها على 100 لتر، وتونس 25 لتراً، والأمم المتحدة تقول إن نصيب الفرد من المفروض أن يكون من 20 ل50 لتراً، إذن نحن بهذا الشكل مسرفون بدرجة رهيبة، وإذا رشدنا استهلاكنا ل100 لتر، مثل الأوروبيين، فهذا معناه أننا سنخفض ال25 مليون متر مكعب التى تنتج يومياً بمقدار الثلثين، أى نوفر فى السنة 6 مليارات متر مكعب من المياه، نرميها حالياً فى الصرف الصحى.
ونهدف فى برنامجنا إلى أن نرشد الاستهلاك إلى 100 لتر، من خلال توعية المواطنين بهذه الحقائق وأن لتر مياه الشرب التى يتم الإسراف فيها يتكلف 160 قرشاً، وهو ما يعنى أن الترشيد يمكن أن يوفر 10 مليارات جنيه فى السنة، كما أن ال6 مليارات متر مكعب من مياه الشرب لو لم نوفرها ستذهب فى الصرف الصحى وتتلوث ونصرف عليها 10 مليارات أخرى لتنقيتها، وهو ما يعنى أننا سنوفر 20 مليار جنيه. وسننفق هذه الأموال التى سيتم توفيرها فى زراعة 100 ألف فدان فى الظهير الصحراوى لإنتاج أخشاب.
وبذلك سنمنع الصرف الصحى من الذهاب للمجارى المائية والرى والزراعة، وننظف المياه التى نستخدمها فى الزراعة من التلوث، وبالتالى نحصل على أكل نظيف.
«الوطن»: كان هناك تصريح سابق بأنكم ستحققون اكتفاءً ذاتياً من الحبوب بنسبة 75%، وستضاعفون أجر الفلاح خلال الأربع سنوات الرئاسية المقبلة، فما مدى صحة ذلك؟
- سنضاعف أجر الفلاح «ضعفين» فى الأربع سنوات الرئاسية؛ فمصر صرفت فى ال30 سنة الماضية ما لا يقل عن مليارى دولار فى دراسات تمت على أرض الواقع فعلاً، على مساحة 30 إلى 50 ألف فدان، سنأخذ هذه النتائج ونعممها، والفلاح المصرى للأسف ممارساته الزراعية هى نفسها التى استخدمها أيام محمد على، لا يزال القمح يُزرع بنفس الأسلوب، ونفقد من لحظة البداية 40% من قيمة الإنتاج؛ فالتقاوى يمكن أن تُنتج 32 مثلها، ونحن الآن ننتج من 16 إلى 18 مثلها، بسبب الممارسات الخاطئة التى تتم بها الزراعة.
ولكى نصل بنسبة الاكتفاء الذاتى من الحبوب إلى نسبة 75%، سنعتمد على «الميكنة الزراعية»، وعندما طبقنا «الميكنة» فى المشروعات التى أشرت إليها الفلاحون أنفسهم كانوا يجمعون المساحات طواعية ووصلنا لمساحات 120 فداناً قطعة واحدة، وكررنا ذلك فى 43 قرية عند الخريجين، والمزارعون أنفسهم ضموا المساحات إلى بعضها، وبالتالى لا توجد مشكلة فى المساحات الصغيرة، وهناك من يقول إن الميكنة غالية، بالعكس فالآن الفلاح لكى يحصد فدان القمح يكلفه 1200 جنيه على الأقل، وفى نفس الوقت فإن هذا الأسلوب من الحصاد يفقد الفلاح من فدانين إلى 3 فدادين، بينما لو استخدمنا «ميكنة» حقيقية كل ذلك سيتلاشى.
كما أن «الميكنة» توفر مليار جنيه من ثمن «التقاوى»، يعنى فدان الأرز الذى يتم زراعته ب70 كيلو يتم زراعته ب20 كيلو بالميكنة، يعنى نوفر فى الفدان الواحد 50 كيلو وهذا رقم كبير جداً، 50 كيلو فى مليون ونصف فدان معناها أننا سنوفر 75 ألف طن تقاوى فى عملية زراعية واحدة. وما لا يعرفه الناس أيضاً أن الميكنة الحديثة توفر واحداً ونصف مليار جنيه فى الطاقة، لأننا نستخدم الآن آلات كفاءتها منخفضة.
«الوطن»: ما إمكانية امتلاكنا لهذه الماكينات، هل سنستوردها أم نصنعها؟
- وضعنا خطة لتصنيع الآلات الزراعية كلها داخل مصر، بناء على دراسات حقيقية، وتم فعلاً تصنيع بعض هذه الآلات، لكن للأسف لم يستمر لأن ذلك لم يكن سياسة دولة، وعندما يكون ذلك جزءاً من سياسة الدولة وتكون هناك دولة مسئولة لديها أهداف تريد تحقيقها ستضع آليات تجعل المصانع كلها تعمل، لأنها ستقول فى هذا العام أريد ماكينة من هذا النوع، و50 ماكينة من نوع آخر، وستعد خطاً للتصنيع على 5 سنوات مثلاً، والمستثمر فى هذه الحالة يعلم أنه سيستمر.
ولدينا الآن 49 مصنعاً للآلات الزراعية فى مصر، منها 3 تابعة للقطاع العام، لا تعمل الآن بكفاءة 5 أو 10%، ففى ال30 سنة الماضية معظم الناس بحثت عن التجارة والمال، ويجب أن نعود لتصنيع الآلات الزراعية، وهو أمر فى غاية الأهمية.
«الوطن»: هناك تصريحات نُسبت لحمدين صباحى بأنه سيعطى لكل شاب فداناً و10 آلاف جنيه، والبعض تساءل: كيف سيوفر هذه الأموال؟
- من غير المعقول إعطاء كل مواطن فداناً، ولكن نحن يهمنا الفلاحين المعدمين والخريجين بشكل أساسى، ثم هناك نقطة حاكمة فى هذا الموضوع لا بد أن الناس تعرفها وهى المياه، ومن أين سنأتى بالمياه لنزرع فى الصحراء.
ونحن سنستصلح أراضى فعلاً، طبقا لبرنامجنا، نحو مليونى فدان، وبالنسبة للمياه التى سنستصلح بها هذه الأراضى فنحن لدينا خطة كاملة لترشيد مياه الرى، مثلما لدينا خطة لترشيد مياه الشرب، ونعرف بالضبط الإجراءات التى سننفذها لتوفير 10 مليارات لتر مكعب من المياه، وهذه الإجراءات لن تؤدى لشكوى الفلاحين من نقص المياه، بالعكس، الفلاح ستصل له المياه اللازمة له، لأننا سندخل تحسيناً كبيراً جداً فى نظام الرى الحالى فى المجارى المائية.
«الوطن»: لكن المشير السيسى فى أول حوار تليفزيونى له قال إنه سيستصلح 4 ملايين فدان، فما رأيكم فى إمكانية ذلك؟
- سمعت ما قاله، وقال إننا سنوفر 10 مليارات متر مكعب من النظام الحالى عندما نطور الرى فى الوادى والدلتا، وهذا كلام صحيح وموجود فى برنامج حمدين صباحى منذ انتخابات 2012، وأنا قلته منذ سنة 2002 فى كتاب صدر لى كان اسمه «تحديث الزراعة.. إنقاذ المستقبل»، ولكن ما لا أفهمه هو من أين سنأتى بمياه لمليونى فدان إضافيين.
«الوطن»: تقصد أنه قد يكون شيئاً غير جيد أن نستصلح 4 ملايين فدان تستهلك كل المياه الجوفية؟
الدكتور زكريا الحداد: طبعاً.
الدكتور علاء عبدالهادى: قد يكون من المهم الإشارة هنا إلى أن فداناً واحداً من الممكن أن ينتج لنا 5 أضعاف ما ينتجه فدان آخر، والبرنامج كله قائم على فكرة رفع الإنتاجية، خاصة إذا اجتمعت الملكيات الصغيرة فى تعاونيات كبرى فى إطار جهاز تخطيط شامل.
الدكتور زكريا الحداد: وعلى ذكر مسألة زيادة الإنتاجية فستكون هناك قرى متخصصة، بمعنى أن هناك قرية ستنتج خضاراً وأخرى تُنتج إنتاجاً حيوانياً، وأخرى تنتج الحرير، والتعاونيات هذه ستكون فى قرى متخصصة، ولن تسير الأمور بطريقة «كل حد ينتج على مزاجه».
وعلى سبيل المثال، ستكون هناك مثلاً قرية لإنتاج الأسماك؛ سنعطى فيها للخريج نصف فدان يعمل فيه مزرعة سمك على 400 متر تنتج 20 طن سمك فى السنة، أى ما يساوى إنتاج 10 فدادين فى الدلتا، وبجوار مزرعة السمك تلك ستكون هناك «صوبة»، سنأخذ من مياه المزرعة لنزرع بها «خضاراً عضوياً»، وسيكون هناك بيت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.