العمل أو عيد الشغل هو اليوم العالمي للعمل، وهو ذكري لإحياء النضال العمالي من أجل تخفيض عدد ساعات العمل إلي ثماني ساعات في شيكاغو. ولكن رغم ما حققته النضالات العمالية خلال الفترات الماضية إلا أن هذه الفترة في مصر تشهد استغلالا للعمال في ظل توقف عجلة الإنتاج، إغلاق مصانع، بطالة مستشرية، تسريح عمالة، عدم تنفيذ الأحكام القضائية بعودة العمال المفصولين، مطالبات بتطبيق حد أدني للأجور، قوانين عمل تحتاج إلي تعديلات، وتفرقة نقابية يدفع العمال ثمنها.. وكل ذلك في ظل غياب خطط تنموية وإجراءات تطويرية لسوق العمل في مصر. ولأن هذا اليوم يعتبر احتفالا دوليا للإنجازات الاجتماعية والاقتصادية للحركة العمالية.. آخر ساعة تناقش وتتعرف علي ما يريده العمال من الرئيس القادم في حوار مع رئيس اتحاد عمال مصر جبالي المراغي. من هو مرشح العمال في انتخابات الرئاسة؟ أنا شخصيا سأنتخب المشير السيسي ولكل عامل حرية اختيار الرئيس.. فعمال مصر مثلهم مثل بقية الشعب خسروا كثيرا جراء الأحداث المتلاحقة التي شهدتها البلاد بعد 25يناير وهم سيختارون الأفضل، وسيختارون من سيحافظ علي مقدرات الوطن وحماية أمنه واستقراره. ما هي مطالب العمال في عيدهم من الرئيس القادم؟ نحن نقدر الظروف الاقتصادية التي يمر بها الوطن وسبق أن طلبنا من العمال والقوي السياسية ضرورة إرجاء الوقفات الاحتجاجية بشأن المطالب الفئوية إلي أن يسترد الاقتصاد عافيته لكي تتمكن الحكومة من تحقيق هذه المطالب. ولكن الفترة الحالية تشهد العديد والعديد من المشاكل العمالية المتعثرة، هل استجاب العمال لمطلب إرجاء الوقفات الاحتجاجية؟ البعض استجاب.. والآخر محاصر بين احتياجاته الضرورية والمعيشية وحقوقه المهضومة وهو ما يدفع إلي تكرار المطالب المشروعة، أنا أعلم جيدا أن كثيرا من العمال وعددهم 25 ألف عامل فقدوا وظائفهم بدون ذنب، سواء أغلقت مصانعهم أو عدم قدرة أصحابها في سداد ما عليهم من التزامات. إذن ما هي الوسيلة التي سيحصل منها العمال علي حقوقهم إذا تم إرجاء الوقفات الاحتجاجية؟ نحن نطالب الحكومة التي وعدت بسرعة فتح هذه المصانع وتنفيذ قراراتها في هذا الشأن خاصة أن هناك نحو 4 آلاف مصنع قطاع خاص مازالت مغلقة.. كما نطالب أيضا بمنح هذه المصانع تسهيلات في سداد ديونها وإعفائها من الالتزامات الأخري من ضرائب وجمارك وتقسيط أموال التأمينات ومنح هذه المصانع قروضا للتشغيل. مشكلة الفصل التعسفي للعمال في القطاع الخاص مشكلة أزلية ومستمرة، ما هي الضمانات التي يجب أن تقدم للعامل حتي يشعر بالاستقرار ولا يلجأ للاعتصامات؟ نحن نطالب بإقرار ميثاق شرف بين العمال وأصحاب الأعمال وبرعاية الحكومة يتم من خلاله تعميق الحوار بين الطرفين وإيجاد الحلول الكفيلة لمشاكل العمل والعمال أولا بأول وهو أمر نص عليه الدستور وأقرته المواثيق والاتفاقيات الدولية للعمل. هناك مطالبات عمالية بإجراء تعديلات تشريعية لقوانين العمل.. ماذا عنها؟ اتحاد العمال يعكف حاليا علي إعداد مشروعات بقوانين لتعديل التشريعات العمالية لعرضها علي مجلس النواب القادم ومن أهمها تعديل قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 الذي يعطي الحق لصاحب العمل في فصل العامل حتي لو قضت المحكمة بعودته لعمله.. وكذلك تعديل مشروع قانون التأمينات والمعاشات وتعديل قانون العاملين المدنيين بالدولة رقم 47 لسنة 1978.. بالإضافة إلي مشروع قانون التأمين الصحي الشامل الذي يحقق التكافل الاجتماعي في العلاج. لماذا تأخر تنفيذ الأحكام القضائية بعودة بعض الشركات المخصخصة إلي ملكية الدولة؟ نحن نطالب بتنفيذ هذه الأحكام ونرحب بالقرار الذي أعلنه المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء لا بيع لأي شركة قطاع عام، ونحن أيضا سعداء بزياراته الميدانية لمواقع العمل والإنتاج، التي بدأها بغزل المحلة الكبري وشركة الحديد والصلب بحلوان وإصدار قراراته بضخ استثمارات جديدة لتوفير الخامات والطاقة. النقابات المستقلة البعض يتهمها بالسلبية وإثارة الفوضي والتفرقة النقابية؟ هذه النقابات أنشئت بعد ثورة 25 يناير 2011 بقرارات إدارية وليس لها غطاء قانوني ينظم نشاطها.. وإذا كان هدفها حماية مصالح العمال فنحن نرحب بهؤلاء الأعضاء للانضمام إلي الشرعية النقابية المتمثلة في الاتحاد العام ونقاباته العامة التي ينظمها القانون الحالي 35 لسنة 1976 وتعديلات أقرتها الأحكام القضائية الإدارية والدستورية العليا استنادا للدستور الوطني والاتفاقيات الدولية التي صدقت عليها مصر. ما رأيكم في مشروع قانون الحريات النقابية الذي عرضه وزير القوي العاملة السابق؟ - نحن مع الحريات النقابية المتمثلة في اختيار العامل للنقابة التي ينتمي إليها.. ولكن نرفض الفوضي التي يسعي إليها البعض تحت دعوي التعددية النقابية، لأن إقامة أكثر من نقابة في المنشأة الواحدة يحولها إلي فوضي ويؤثر سلبا علي الإنتاج، والعمال لا يحصلون علي حقوقهم المشروعة عن طريق التفاوض والإدارة. لذلك نحن نناقش مشروع القانون بجدية ونطالب بعرضه علي مجلس النواب القادم وهو ما أكد عليه المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية باعتباره قانونا اقتصاديا واجتماعيا معا هدفه استقرار المجتمع. ما هي ملامح الاحتفال بعيد العمال هذا العام؟ - سيكرم الرئيس عدلي منصور اليوم 10 من قدامي النقابيين بمنحهم وسام العمل من الطبقة الأولي، وكذلك اثنين من قدامي العاملين بوزارة القوي العاملة بمنحهما نوط الامتياز وذلك في الاحتفال الذي يقام بالمركز الدولي للمؤتمرات. ويلقي الرئيس خطابا مهما في الاحتفال يتناول فيه كافة القضايا الداخلية والخارجية، وتلقي الدكتورة ناهد عشري وزيرة القوي العاملة كلمة في هذه المناسبة ورئيس اتحاد العمال كلمة العمال في عيدهم، ويقدم هدية لرئيس الجمهورية عبارة عن لوحة تذكارية تعبر عن الوحدة الوطنية والاتجاه نحو العمل والتنمية. ٭ هل أنت متفائل في يوم عيد العمال هذ العام؟ - هذا العام يمثل انطلاقة جديدة لقضايا العمل والعمال في هذه المرحلة الهامة والحساسة.. ولكن العمال عليهم دور أساسي في الأيام القادمة خاصة أنهم أعلنوا جميعهم تأييدهم لخارطة الطريق نحو مستقبل أفضل لمصر وأنهم شاركوا بإيجابية في إعلان الدستور وأنهم سيختارون الرئيس القادم الذي وصفه رئيس الاتحاد «بالقوي الأمين» لأن العمال يدركون جيدا أن مصلحتهم ومصلحة الوطن في أحد المرشحين.