مع اقتراب مصر من الاستحقاق الرئاسي أهم محطات الطريق، تضيق حلقات الخطر التي صنعها أعداؤها في الخارج وتقترب نذر الخطر من الجبهة الغربية بعدما نجح الجيش المصري في إحكام سيطرته علي الجبهة الشرقية بقضائه علي معاقل التكفيريين في سيناء . هذه النذر لم يأت التحذير بها هذه المرة من مصادر عربية أو إقليمية وإنما جاءت من وراء المحيطات من الولاياتالمتحدة التي تنتهج سياسة عدم الرضا عن التغريد المصري خارج سربها لأول مرة منذ عام 1974 فوضع الرئيس كافة أوراق الحل علي المكتب البيضاوي في البيت الأبيض . الخطورة في الأمر نابعة من أن الاتصالات المكثفة التي تتم بين هذه العناصر تتحدث لأول مرة عن أن هذه القوات ستكون نواة لما يسمي بالجيش الإسلامي الذي سيتشكل لقتال الجيش المصري ويشرف عليه القيادي التكفيري أبو عبيدة الليبي وبقرة زادة أحد مسئولي التنظيم الدولي للإخوان واللذان يسعيان حاليا لضم عناصر جديدة من مالي والجزائر واليمن لهذا الجيش. صاحب التحذير هو يوسف بودانسكي، المدير السابق لمجموعة العمل في الكونجرس حول الإرهاب والحرب غير التقليدية الذي حذر الكونجرس الأمريكي بأن الصراع حول مصر سيشهد تصعيدا كبيرا مع إصرار الرعاة الرئيسيين للإرهابيين في سوريا علي شن حملة مشابهة ضدها. وتابع بودانسكي، مدير البحوث لدي جمعية الدراسات الاستراتيجية الدولية، أنه يجري تسليم الجماعات المتدربة، التي تضم إرهابيين من ذوي الخبرة من السودان وغيرهم ممن قاتلوا في سوريا وأماكن أخري جنبًا إلي جنب مع مصريين، أسلحة ومركبات وغيرها من المعدات التي يقومون بتخزينها في مدينة برقة الليبية في انتظار أوامر بالتحرك نحو مصر. وكشف للمرة الأولي عن قائد هذا الجيش وهو أحد العناصر التكفيرية التي شاركت في القتال في سوريا ولبنان وأفغانستان وباكستان، ويدعي شريف رضوان وهو أمير أو قائد هذا الجيش. وأكد بودانسكي أن مسئولي المخابرات والجيش القطري المتواجدين علي الأراضي الليبية التقوا أبو عبيدة عدة مرات للحصول علي تقارير حول تدريب أولئك الإرهابيين، وبالتوازي مع بناء الجيش الحر، يجري دعم جماعة أنصار بيت المقدس في سيناء. أما المصادر العسكرية والأمنية المصرية فقد تحدثت عن أن «الجيش المصري الحر» المزعوم تلقي تدريبات قتالية عالية، تلقوها في معسكر سرت، ويتم تدريب هذه القوات في معسكر تابع للقيادي مختار بلمختار، والذي تبين أنه لم يقتل، وأنه موجود الآن في ليبيا، ليدير هذا المعسكر الذي يوزع المقاتلين علي الجبهات التي تقاتل فيها القاعدة ويتم التواصل بين هذه القوات والقاعدة عبر عبدالباسط عزوز الموفد من قبل أيمن الظواهري لإنشاء ساحات تدريب للعناصر الإرهابية، ومنها حركة أنصار الشريعة، وهي حركة إقليمية توجد في تونس وشمال مالي، وليبيا، ومصر. أما عادل عبد الكافي الخبير العسكري الليبي، فيؤكد أن ليبيا بعد الثورة أصبحت قبلة للهاربين من جماعات الإسلام الراديكالي، من كل مكان خاصة من مصر بعد ثورة 30 يونيو حيث دخل ليبيا عدد كبير من الموالين للرئيس المعزول محمد مرسي شكلوا ما يسمي بالجيش المصري الحر، وعدده حوالي 3 آلاف فرد لاقوا تدريبات في أماكن متفرقة في ليبيا، وداخل تشكيلات عسكرية موالية لتنظيم القاعدة خاصة في مناطق المخيلي بدرنة، وأحراش درنة، ومنطقة الجبل الأخضر، وفي مصراتة وخليج سرت. وأكد أن الجيش المصري الحر لا يوجد في ليبيا فقط، بل منقسم بين ليبيا والسودان، مؤكدا أن مصر لديها المعلومات الكافية عن هذه الميليشيات، وأن هناك بعض الوحدات المتخصصة في مكافحة الإرهاب وقوات التدخل السريع، تتأهب لأي عمل إرهابي محتمل ضد مصر عبر الحدود المصرية الليبية، ومراقبة الحدود بشكل جيد لمنع تهريب السلاح. أكد عدد من الخبراء العسكريين والسياسيين أن ظهور ما يسمي بالجيش الحر في التوقيت الحالي هو محاولة من الدول المعادية لمصر لعرقلة خارطة الطريق وتعطيل إجراء الانتخابات الرئاسية.. وأشاروا إلي أن ذلك المخطط لن ينجح في تحقيق أهدافه. وقال اللواء سيد هاشم، المدعي العسكري الأسبق، إن هناك محاولة من العناصر التكفيرية وتنظيم القاعدة، لحشد عناصر إرهابية تعمل ضد مصلحة الأمن القومي المصري، وزعزعة الاستقرار داخل البلاد من خلال اشعال الحدود. وأَضاف هاشم في تصريحات خاصة أن ما يتردد عن وجود الجيش المصري الحر، غير صحيح، وهذا الجيش لا وجود له في الحقيقة، لأن كلمة الجيش تطلق علي الأعداد الكبيرة من المسلحين، ورغم محاولات التكفيريين للحشد ضد الأمن القومي المصري إلا أن أعدادهم لا تتعدي المئات، مؤكدا أنهم لن ينجحوا في إرباك الدولة المصرية. وقال اللواء شوقي الحفناوي، الخبير العسكري، إن أجهزة الاستخبارات الغربية وراء ظهور ما يسمي بالجيش المصري الحر في ليبيا مؤخرا، خاصة أن هناك العديد من الدول التي كانت تسعي لترسيخ حكم الإخوان في مصر، وأصابتها الصدمة من عزلهم فتحاول بشتي الطرق تعطيل المرحلة الانتقالية في البلاد. وقال اللواء أحمد عبدالحليم الخبير العسكري، إن ظهور الجيش الحر سواء كان داخل مصر أو علي حدودها أمر متوقع في الفترة الحالية خاصة مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية.. موضحاً أن البلاد حينما تمر بحدث مهم تظهر تلك الجماعات بأي محاولة لتعطيلها، مثلما هددت من قبل بتعطيل الاستفتاء علي الدستور ولم تنجح في ذلك، مشيرا إلي أنها تسعي حاليا لتعطيل الاستحقاق الثاني من خارطة الطريق وعرقلة إجراء الانتخابات الرئاسية. لكنه شدد علي أنه مهما فعلت تلك الجماعات التكفيرية فلن تستطيع مواجهة الجيش المصري.