ذكاء الراوي الشعبي هنا.. في خبث لايدركه إلا مجرب.. فأمام إغراءات المجوهرات والذهب.. التي يحلم بها تجار المحروسة.. وخيالات البسطاء.. تظهر كلمة السر سمسم.. وهي التي تحمي هذه الكنوز.. بل هي أهم منها.. لأنها المفتاح الأساسي للوصول إليها.. وعندما ينسي »قاسم« شقيق علي بابا.. كلمة السر، في توتره عند اقتراب اللصوص من المغارة، يلجأ إلي كل ما يعرفه من منتجات زراعية.. مناديا علي الفول والذرة والعدس والشعير.. فهذه الخيرات هي التي يسيل لها لعاب الحرامية وأهلهم.. لأنها هي الحياة.. وأنها لو وضعت في مقارنة مع كنوز المغارة.. لفازت هي.. لأن المجوهرات قد تكشف أموال الاغنياء أو التجار، لتصبح في حجم أقل.. لكنك لو خضت تجربة الحياة مثلي في صحراء عيذاب.. وعايشت ولو لفترة أو مرة تجربة العطش في الصحراء أو الجوع.. الذي يدفعك لشرب أي مياه وأكل أي لقمة.. لطرحت علي نفسك نفس سؤالي لنفسي » لو أنني هناك وحيد أو بأسرتي في متاهات وقسوة هذه الصحراء وأمامي كومتان إحداهما بمجوهرات والأخري القمح.. لوجدتني بالقطع سأختار القمح،، بسبب بسيط لأنه الحياة«. الخبيث في الأمر.. أن الراوي الشعبي المصري.. يعرف أن أهلي في الصعيد.. حيث يحتمل وقوع أصل هذه الحكاية.. ينظرون باستخفاف لمنتجاتهم هذه من الفول والعدس والشعير.. لسبب بسيط إنها متوفرة في كل بيت وليست بعيدة المنال.. كما هي في نظر أهل البشارية ولهذا قد لا يدركون أنهم بعملهم الدائم هذا هم صناع الحياة.. التي يحلم بها الكثيرون وبخبث شديد وسط مجوهرات الحكاية يذكرهم بكنوزهم الحقيقية وبأنهم صناع الحياة الحقيقية فعلا.. لعل فيهم من يلتقط هذه اللمحة بذكاء ويفهم.. فالمصريون فعلا يصنعون الحياة لكنهم قد لايدركون ذلك أحيانا.