الجندي المصري بطل لوحة المعرض وأيقونته سرد رمزي لمعاناة أمة عريقة وطوق النجاة أعمال الفنان طارق عبد العزيز المعروضة حالياً بقاعة صلاح طاهر للفنون التشكيلية بدار الأوبرا الذي افتتحه الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم والفنان الكبير مصطفي حسين.. جاءت لوحاته جامعة بين الصورة الواقعية والرمز الذي غلب علي أعماله وأعتقد أنه في عرضه لم يقدم الصورة الكاملة للثورة ربما لأنها لم تستكمل مقولتها بتحقيق أهدافها وربما لسرعة المتغيرات حولنا وأعتقد أنه بمجرد هدوء الأوضاع باختيار المصريين لرئيس لدولتنا ستتضح الرؤية ويمكن للفنانين تقييم النقلة الفكرية لروح الثورة لتكتمل إلي درجة ما الرؤية داخل اللوحة المرسومة المعبرة عن الثورة والمقيمة لها بل والتي تطرح افكارا أكثر من مجرد مشهد بصري هو جزء من الصورة وليس كلها .. لذلك وحتي تتضح رؤية الأفكار المفاهيمية لتقديم عمل فني متكامل نري اعتماد الفنانين حاليا إما علي الصورة التسجيلية من مشاهد لمظاهرات وهذا مقطع أو جانب رؤية .. ومنهم من اعتمد علي رسم شهداء الثورة وهذه زاوية رؤية أخري .. ومنهم من اتخذ الرمز وسيلة رصد فكري بصري في رمزية يسهل علي المشاهد البسيط منه إدراك مضمون العمل الفني بأبعاده من خلال الرمز المستلهم من لحظات مُعاشة لإعلان الرأي كما هي سمة الفن الجرافيتي وهذا الجانب هو ما يتخذه الفنان طارق عبد العزيز منهجا في التعبير عن رؤاه في معالجة لوحة الثورة فنيا .. المعرض جاء وداخلنا فترة من التشويش تؤثر فينا جميعا من ضغط نفسي لما لاقيناه من إحباطات متوالية تراكمت بكثافة عبر السنوات الثلاث الماضية بضغط يومي مستمر علي أعصابنا وأماننا الذي يتعرض اليوم لإرهاب قذر مما دفعنا ومصر الغالية داخل مناخ نفسي حاد كان فيه طرح الفنون التشكيلية جزءا من هذا القلق في تداخل صادم طوال الوقت ومع كل صباح.. لذلك رؤية عمل فني صارخ يزيد من حدة قلقنا بينما وجدنا في معرض الفنان طارق أعمالا دافعة للأمل تعرض لحال الوطن في صعوبتها وخطورتها وكيف تتخذ وسيلتها للنجاة لذا هي تعطي ثقة في القادم خاصة بالحضور القوي للوحتيه للجندي المصري الذي أراه بطل اللوحة وبطل حياتنا في رمزية حائط صد الدفاع عن الوطن حتي أصبح بطل لوحته هو أيقونة المعرض وطوق النجاه.. ومع أولي خطواتنا داخله نلقي لوحتين الي اليمين تمثلان الجندي المصري بطل المعرض والحياة نراه في إحداها بروفيل جانبي بخلفية رمز عزتنا علم مصر وفي الأخري بورتريه في المواجهة كأن الفنان قصد تقديمه جاهزاً في أوضاع الرؤية للصمود ليكون هو الرمز دون اعتماد علي رمز يرمز له.. واعتماد الفنان طارق علي رموزه من أجل تكثيف رؤيته رمزيا لمعاني الحرية والنضال والمقاومة باعتماده علي رمزية الكف التي هي أداة الفعل والإنجاز وأيضاً القبضة هي قوة الوحدة وأيضاً للتهديد .. والعلم هو صورة كرامة الوطن ..والمركب وسيلة النجاة ومسار آمن .. والحمائم رمزية للسلام الآمن .. وقد عمل الفنان علي رموزه تنوعاً للإعلاء من شأن القيمة في لوحات تناولها في تنوع كبير لتوضيح العلاقة بين الرمز والفكرة التي يرمز إليها والتي عادة يكون الرمز صورة ملموسة لقيمة تعبر عن قيمة مجردة كما في لوحته «لا انفصام « حيث رسم رمزي الهلال والصليب في تداخل لا ينفصم وقد ربط هذين الرمزين بسلاسل ارتباط يصعب فكها .. وفي الغالب الرمز والعلامة تلعب فيه العوامل النفسية دوراً هاماُ في تحديد دلالته .. لذلك زائر المعرض رغم الاتفاق علي دلالة الرمز إلا أنه ستتعدد مساحات الرؤية والإدراك تبعاً لتجربة المشاهد وخلفيته في معايشة تجربتنا المصرية وأيضا علي خلفيته الفنية ..